أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

آليات وظروف طرح الافكار الغربية في العراق

مجلة تحليلات العصر الدولية - محمد صادق الهاشمي

عند الحديث عن الآليات والطروحات ( الناعمة ) المتبعة لغرس الفكرالغربي في ثقافة الأجيال العراقية الراهنة فانه تجدر الاشارة الى عدد من الملاحظات عن الآليات والفرص والظروف الموضوعية والذاتية التي شكّلت فرص نجاح يستفيد منها العلمانيون في بث أفكارهم بين النخب والجيل بمختلف الاعمار، وعلى الخط الرسالي غلقها والتصدي لها ووضع المنهج الناهض وهي:

1 ـ الوجود الفعلي الميداني للخط العلماني :

التبليغ نحو الخط السياسي والفكر الليبرالي العلماني مازال فاعلاً وموثراً ومستمراً دون توقف منذ عام 2003 من خلال موسسات غربية وامريكية فاعلة في العراق ، وقد تمكنت امريكا ان تدفع بموسسات ورجال تتبنى النهوض بمشروع الانحراف ,و تقف كبريات المؤسسات الغربية لتمويله بكل ما أوتيت من قوة مالية ولوجستيه بشكل مباشر، وكاد الخط الفكري الغربي أنْ يوجد له موطىء قدم بين المفكرين ويوجد له من يدافع عنه ويتصدى له ويعلن عن وجوده في مرحلة ما بعد 2003م، كما أوجد له قدراً من التحقق بعد عام 1921م بعد الاحتلال البريطاني الى العراق . وقد التحق به جيل من الكتاب والشباب .

الاختراقيون عازمون على الدفاع عن خطهم دون تراجع أو توقف؛ أمّا يكفي أنَّ رئيس مجلس محافظة بغداد حينما أصدر قراراً بتاريخ 6/9/2010 لمنع محلات بيع الخمور (غير المجازة) كانت ردة فعل هؤلاء أنْ انطلقوا أفواجاً للتظاهر بقلب بغداد احتجاجا على هذا القرار واعتبروه منعاً للحريات الفردية الليبرالية التي أقرّها الدستور لهم، وتوجهاً بالعراق نحو دولة طالبانية أو إيرانية، ولم يصدر عن الحوزة والعلماء والخطباء وأئمة المساجد أي رد، ولا من القوى السياسية، بل يوجد من فسره من بعض الاحزاب الاسلامية بسبب المنافسة السياسية بان (قرار منع محلات الخمور غير المجازة) أنّه دعاية انتخابية لصالح حزب ما ، إذن آليات هؤلاء فاعلة ومؤثرة، وهي تتوسع وجوداً داخل الطبقات المثقفة، وأنّهم حاضرون في الميدان يتحركون بعلانية وقوة ومتواصلون بالانتاج الفكري، وهذا الحضور الميداني يعد بحق إحدى الآليات الموثّرة في الساحة؛ لأنَّ أي حركة كي تكون ناجحة فإنّ من لوازم نجاحها هو الإعلان عن نفسها والاستمرار في نهجها وعدم خوفها أو توقفها لأيِّ موانع كانت، وهذا ماعليه الحركة العلمانية في العراق فانتقلت الى ثمة وجود عبر مراحل منها تاسيس منظمات المجتمع المدني المتدني ثم خلايا وبور الحادية ثم خلايا المثلية ثم السيطرة على دور النشر واقامة المعارض ثم التظاهرات ورفع شعارات ضد الدين ثم حفلات الرقص الماجنة .

2 ـ عدم وجود المتصدين:
لايوجد من يتصدّى للرد على فكرهم وطروحاتهم؛ لأنَّ هكذا دور يجب أنْ تنهض به الحوزة، والحركات الإسلامية أو الدولة أو الطبقة المثقفة التي ينبغي أنْ تجد سانداً حوزوياً أو حكومياً للقيام بالمهمة، إلا أنَّ أمراً كهذا لا يوجد، ونحن نعتقد أنَّ عدم وجود الرد المناسب للدفاع عن ثوابت الإسلام وقيمه ودحض المنهج الغربي الليبرالي هو إحدى الفرص والآليات التي أدّت الى أنْ يعزز هؤلاء مواقعهم داخل المجتمع العراقي.
إحدى الآليات التي يستغلها الخط العلماني في التوسع هو سكوت الإسلاميين عن ممارسات هذا الخط النظرية والعملية، من فتح الملاهي وبيع الخمور ونشر الأفكار التي تهاجم الدين وتمس جوهر العقيدة وخلق ظواهر اجتماعية خليعة ، وتلك الظواهر يسندها المخترقون اصحاب ( القوة الناعمة ) ويضعون لها فسلفة وايديولوجية للتحول من مجرد ممارسة هابطة وجنحة أخلاقية ومخالفة للشريعة والقيم الى ممارسة لها مبرراتها وفق مدعياتهم بأنّها جزء من حرية الفرد وحقه (الاستقلالي) في الحياة، وتحت هذا المفهوم وهذا الشعارتوسّعت دائرة التحلل عن القيم الإسلامية كثيراً، وبرزت ظواهر خطرة جداً تمس الأمن الأخلاقي والثابت الفكري للمجتمع العراقي.

3 ـ انشغال الحركات الاسلامية:

ومن آلياتهم العملية انشغال الإسلاميين بالشؤون السياسية والحكومية، ومواجهة التحديات الامنية والسياسية والدخول في التجاذبات، وانشغالاتهم بالأمور الإدارية واهملت حركة الااتصال بالاجيال لتربيتهم والاهتمام بهم ، ولقد أثّر ذلك سلباً في برنامجهم التربوي الذي كانوا يوماً ما يرون أنَّ الدولة لديهم ليس غاية بل هي أداة ووسيلة لنشر الفكر الإسلامي والترويج لمذهب آل البيت (ع) وتربية الأمّة تربية صالحة ، كل البيانات والإصدارات التي تابعناها لهذه الأحزاب والحركات الإسلامية ركّزت على الأمّة قبل السلطة، والتربية قبل أيِّ مشروع، وأنَّ الدولة في مفهومهم وسيلة وفرصة لبناء مشروع ينهض بتربية هذه الأمة تربية إسلامية، والحال أنَّ ما نلاحظه عملاً وما تعكسه معطيات الواقع أنّ هذه الرؤى النظرية لم تأخذ دورها الى حيز التطبيق بعد 2003، وللانصاف لا ننكر ما قاموا به من أداء واجبات والنهوض بمهماتٍ كبيرة، لكن هذا لا يعني سقوط التكليف عنهم في الإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مضافاً إلى أنَّ انشغال بعضهم لايبرر للآخرين منهم أنْ لا ينهض بهذه المهمة ، المهم هذا الانشغال من جميع الإسلامين بمواضيع هامّة وتحديات خطيرة وظروف قهرية ( تحدي داخلي وخارجي سياسي وامني ) سواء أكان مبرراً أم لا، فانه قد فتحَ الباب على مصراعية للخط الليبرالي ليصول ويجول وليملأ الفراغ في الساحة الفكرية في العراق دون رادع بعد أنْ وجدوا الساحة متروكة لهم، أنّا لهؤلاء الهمل أنْ يتجرؤوا ويمسّوا قدسية الإسلام في الستينات والسبعينات يوم كان الخط الاسلامي من الدعاة وغيرهم جاهزاً للرد والدفاع عن حياض الإسلام، وله الكعب المعلّى في القول الفكري السديد، واصدارته التي أخذت حيزها الثقافي بين الأجيال وعلى رأسها كتاب اقتصادنا وفلسفتنا، وكتب أخرى، أما آن للرساليين أنْ ينهضوا اليوم ليعيدوا أمجاد القلم الإسلامي.

4 ـ علمانية الدولة:

الدولة العراقية وليس الجمهور بلا اشكال لا يمكن أنْ تحسب على أنّها ذات هوية إسلامية لا من حيث الدستور ولا من حيث البناء المؤسساتي لها ولا من حيث القوى السياسية المشاركة فيها، بالمعنى الأخص، نعم هوية الدولة الايديولوجية وليس المجتمع في العراق لا يمكن أنْ نصفها بالإسلامية لا بالمعنى العام ولا المعنى الأخص، فمن اللحاظ العددي نجد أنَّ مساحة الخط العلماني كبيرة، فإنّ القوى السياسية الكردية 80% منها علمانية، والأحزاب السنية فإنّها تمثّل الخط العلماني العربي وربما البعثي ، هذا فضلاً عن أنّ أغلب الرأي السني معها، أمّا القوى الشيعية فلا يقال عنها أنّها قوى إسلامية في العمل الحكومي ، إذن من اللحاظ العددي لا يمكن أنْ نحكم على هوية العراق وايديولوجية دولته بأنّها إسلامية لما ذكرناه، وعليه يكون عدد ليبرالياً لا يستهان به، ومن حيث النوع فإنَّ الحركات الإسلامية العراقية تعاني من:
أ‌- إنّ الإسلاميين أصحاب المشروع عدد محدود وليس كل الأفراد في الحركات على ذات النهج، فهناك تفاوتٌ كبيربين فرد وآخر من حيث التاريخ والاخلاص والاهتمامات ونوعية الاهتمامات.
ب‌- نفس الحركات الإسلامية لم يتضح مشروعها الإسلامي التربوي بقدر وضوح مشروعها السياسي، وليس في الأمر نقاش، وقد أوضحناه مراراً في البحث، وأنّه من المسلّم تسالماً يقطع الكلام بأنَّ المشروع التربوي لهذه الأحزاب لتربية الأمّة لم يعد في صلب الاهتمامات والبرامج، نعم توجد اهتمامات من هنا وهناك من الأحزاب ومن المرجعية والوقف الشيعي إلّا أنّها دون الطموح ولا تشكّل بمجملها نهضة متكاملة للوقوف بوجه التحديات.
ت‌- الدستور حاكمٌ ( وفق المادة 2 منه )على التوجّه العام لفكر الدولة، وهذه الحاكمية آلية مهمة في فرض الايديولوجية السياسية.

من هنا نحكم على الدولة العراقية بأنّ توجهها العام توجّه علماني، وهذه تعدّ إحدى الفرص والأرضيات التى تعد أهم آليات الغرب لطرح أفكارهم، وكأنَّ الدولة هي التي تولّد الفكر المنحرف أو تشكّل حياديتها فرصةً للخط الاختراقي كي يفعلّ دوره.

5 ـ الحاضنة الاحتلالية:

كما أنَّ الاحتلال البريطاني مطلع القرن العشرين فرض اجندات فكرية وتدخل في بناء ثقافة العراق واستطاع أنْ ينتج حركة علمانية في العراق ونشر ثقافة التحلل الاخلاقي ومحاربة الدين والقيم ، وأنْ يصدّر الى المجتمع العراقي مبادىء الدولة القومية الأوربية التي برزت كفكر دولة في اوربا ابان القرن السادس عشر الميلادي وهكذا يفعل المحتلون في العراق، وليس المحتل الأمريكي بدعاً من حركات الاستشراق والاختراق الممتدة في أعماق التاريخ والتاريخ المعاصر، وليس أدل على ذلك تدخلهم في الصياغات التفصيلية للدستور العراقي لعام 2005, بهدف بناء الفكر السياسي للدولة والقيمي ، ، ونكتفي لتقديم الدليل على تدخّلهم السافر في صياغة الفكر السياسي والاخلاقي العراقي بمثالين، الأول: بيان السفارة الأمريكية الذي يعرب عن (قلقهم على الحريات العامة والفردية في العراق إزاء قرار مجلس محافظة بغداد بمنع محلات الخمور غير المجازة ,والثاني: صدر بيان بنفس اللغة يعرب عن (عميق قلقهم لمنع ظاهرة الإيموافي العراق , هذا فضلا عن رفع الاتحاد الاوربي والسفارة البريطانية والكندية العلم المثلي في العراق ، من هنا يمكن القول: إنّ وجود الاحتلال الامريكي العسكري والسياسي يشكّل حاضنةً مهمة لهذا الخط ويكون إحدى فرص نجاحه وإحدى آلياته القوية للنفوذ في أوساط الطبقات الثقافية في العراق، ولا يمكن تصور احتلال دون خط سياسي وتأثيرات خاصة.

6 ـ محاربة الفكر السياسي للخط التحرري في العراق:

يعلم هؤلاء أنَّ سر قوة المجتمعات الإسلامية بما فيها العراق بنحو خاصٍ ونجاحها عندما تأخذ بالمنهج الثوري التحرري للإمام الحكيم والصدرين وللإمام الخميني، ومن واصل بعده قيادة هذا المنهج الإمام الخامنئي, الذي أنجز للمسلمين وجوداً بكل الابعاد و ما كان متحققا من قبل.
الخط الإسلامي الثوري ينافي الحركة الاختراقية بالعمق والصميم ويخالف وجودها ويلغي دورها ويعتبرها حركة استعمارية تمرر الفكر الغربي السياسي والاخلاقي المتحلل الهادف للاستيلاء على ثروات الشعوب ونهب خيراتهم واستعبادهم وتدمير طاقاتهم؛ لأنّ الإسلام الذي قدّمه لنا المنهج الثوري التحرري اسلامٌ جعل الشعوب تدرك ـ بصحوة عالية ـ أنّ هذا المنهج طريقها إلى التحرر واستعادة كرامتها وعزتها، وأدركت الشعوب أنَّ كل الثروات التي نهبت والدماء التي سفكت والطاقات التي عطلت، ليست إلّا بفعل المناهج الغربية وعلى رأسها المنهج العلماني الذي يستبطن في أعماق أعماقه أنْ يكون حركة استعمارية مغلفة بالفكر، لذا فإنّ هؤلاء العظام قدّموا لنا فكراً سياسياً من خلاله فهمت الأجيال أنَّ الفكر الليبرالي يعني تمرد الأمم والانسان على دينه وغرقه بملذاته وشهواته لتمرر من خلال ذلك مؤامرات الاستكبار التي يكون تحقيقها منوطاً بخلق أجيال هامدة منحرفة لا قيمة لها؛ لأنّها أمم منغمسة بالملذات والشهوات، والغرب يدرك أنّ العراق شعبٌ مسلمٌ شيعيّاً كان او سنيّاً، وإنْ كان الشيعي أقرب الى فرضية أنْ يتأثّر بالمنهج الثوري ، لذا شن الاستكبار والبعثّيون والعلمانيون والمتأثرون بالغرب والتنوير الزائف حملة شعواء بلا هوادة لتسقيط سمعة الجمهورية الإسلامية والحركة الاسلامية في نظر الشعب العراقي بهدف فصل وتفكيك الأُمتين، ولخلق فواصل نفسية وعقائدية وسيادية بينهما إكمالاً للفواصل التي أوجدها حزب البعث بأوامرهم من قبل هذه الهجمة على هؤلاء القادة، وايران هي آليتهم لضرب الإسلام السياسي وتشويه صورته, المهم أنّ الهجوم على قادة هذا المنهج وعلى خط ولاية الفقيه هو إحدى آليات هؤلاء لنشر أفكارهم وترويج بضاعاتهم.

6 -استغلال الإرهاب:

ظهور الإرهاب في العراق والقاعدة والفكر الإسلامي المتطرّف (داعش ) الذي تقوده عناصر تُسيّر من قِبل الغرب لتأجيج المشاعر ضدَّ الإسلام والمسلمين، تلك الخلايا الإسلامية الخطرة والقمعية والشاذة مارست دوراً خطيراً في العراق ليس على المستوى الأمني بل في مجال آخر وهو ترويج أفكار دكتاتورية دموية متخلفة حسبتها على الإسلام مستفيدة من قراءات أسلافهم، تلك السلوكيات والأفكار أعطت صورة مشوّهة عن الإسلام، واستغلت من قبل الغرب والحركة العلمانية في العراق للتشنيع بالدين ونظمه , ولا ننسى مخلفات الحروب من طبقات اجتماعية ضائعة من الارامل والايتام والبطالة والفقر والاستنزاف ونمو الثروات بيد وحرمان ايدي كثيرة ايضا لها دور بالغ في توفير فرص الاختراق.

7 ـ أخطاء الاسلاميين:

أخطاء الإسلاميين الإدارية والسياسية والإجتماعية، والفساد المالي ونقص الخدمات وسياسية الإستقطاب والمحسوبيات والمنسوبيات والترهل الإداري, والطبقية ، وغير ذلك من السلوكيات التي صارت دليلاً وآلية لدى العلمانيين للتشهير بالإسلاميين وأدائهم الحكومي مع ان العلمانيين اكثر فسادا الا ان اعلامنا ميت واعلامهم موثر , وبالتالي تمكون الاعداء من الطعن بالفكر السياسي الإسلامي, وتمكن من فصل بعض الاجيال عن قادتها وفكرها الاصيل وتمكنوا من نشر مقولة مفادها ((ان الاسلام لايصلح لإقامة دولة وتربية امة واقامة العدالة ))، كل ذلك الطرح تمهيد لطرح بديلهم الغربي ، ولا ينكر أنَّ أخطاء الإسلاميين في العراق ولدت إحباطا لدى الأمّة وشيوع قناعات خطرة، حينها ترسخت القناعات أكثرلدى البعض بأنَّ الإسلاميين لارجعة لهم الى طريق الصواب، تلك الرؤية والثقافة الاجتماعية أخذ يستغلها الغرب كإحدى آلياتهم لتسقيط الاسلاميين وتهميش دورهم واخراجهم مستقبلا من دائرة التأثير السياسي.

8 ـ الانفتاح الاعلامي:

الانفتاح الإعلامي الذي رافق الاحتلال بعد 2003 من فضائيات ومسلسلات ماجنة وفضاء مجازي خطير يصدر الاباحية وبرامج وإعلام لتدمير الثقافة الاسلامية ,كل هذا ولّد انفتاحاً نفسياً وأخلاقياً لدى الشباب على الغرب وقوته الناعمة المدمرة و جعل سلوكيّات العديد من النخب والشباب انحلالية التوجه، بقصد أو بدون قصد، هذا الميل السلوكي هيأ المناخ والأجواء لقبول الفكر الغربي وتقبل طروحات تمردية في العراق، فانتج هذا الامر التحول السلوكي لدى البعض من الامة .
9- تخلي البعض من الاحزاب عن اسلاميتها لصالح العنوان (الوطني ) اعتبر عاملا دالا على عدم قدرة الاسلام على تنظيم الامة ونقطة ترسخ قناعة الاجيال بالمنج الرمادي وصولا الى المنهج الغربي .

الخلاصة:
هذه هي الآليات التي يستفيد منها العلمانيون لترويج أفكارهم وبسط نفوذهم الفكري في العراق، وقد نجحوا نوعاً ما في التمدد على شرائح عدة وطبقات مهمة من المجتمع العراقي واحتلوا وسائل اعلام وموسسات ترويج ثقافي واسعة، وقد وضعوا لهم موطىء قدم في الثقافة العراقية وفي المجتمع أيضا بدرجات متفاوتة، ولئن يدّعي أحدٌ أنّ الأمة في العراق محتفظة بقدر كبير من عاطفتها والتلاحم مع الشعاير الدينية والمزارات والحوزات والمنابر وخير دليل الزيارات المليونية في عاشوراء، فالجواب وباختصار شديد يظهر من خلال الفصل بين العاطفة وبين السلوك العملي. فان بقعة الزيت الملوث قد تتسع ان استمرت العوامل المتقدمة في الفعل والتفاعل , وليس امامنا – نحن الرساليين – الا غلق الابواب عليهم بمشروع بناء الامة , والنزول عن الابراج العاجية, والاهتمام بالشباب بخدمات اجتماعية , وتلبية حاجات المجتمع الاقتصادية وانهاء الفقر والبطالة وتفعيل العلم والتربية ودعم مراكز الثقافة والكتاب والمثقفين , وما عداه ضرب من العدم . انتهى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى