أحدث الأخبارالعراق

أبعاد الهجوم السيبراني العراقي على إسرائيل/ ماجد الشويلي

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

لم يكن الهجوم السيبراني العراقي على إسرائيل مجرد حدث عادي يمكن المرور عليه مرور الكرام.
بل إن أقل مايمكن وصفه فيه ، هو أنه مثل تحولاً في موازين القوى لصالح محور المقاومة في عموم المنطقة وليس العراق فحسب.
لقد مثل نقلة نوعية بطبيعة المواجهة مع إسرائيل ووضعت العراق على التماس المباشر معها.
كثيرة هي الدلالات والأبعاد التي اختزلها هذا الهجوم النوعي المميز بزمكانيته
، والتي يمكن الإشارة لبعضها بالنحو الآتي؛

أولاً:- إنه هجوم سيبراني؛ مايعني أنه تطور تقني حساس ، حمل معه بصمات قدرة التفوق على إسرائيل ،وتخطي تحصيناتها الأمنية في هذا المجال.
فإسرائيل واحدة من أهم وأكثر الدول التي أنفقت على برامج الحماية لمواقعها الإلكترونية .
إذ قد بلغت قيمة الإنفاق الدولي العام على برامج الحماية تلك 170 مليار دولار وفق مؤشر الأمن السيبراني “GCI” الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات “ITU” في عام 2021.

ثانياً:- يأتي هذا التطور النوعي لفصائل المقاومة في العراق متوازياً مع ما تحرزه قوى المقاومة الأخرى من تقدم على الصعيد التكنلوجي وتقنيات الطائرات المسيرة .
وآخرها تقنية الرصاص الثقيل الذي أطلقته فصائل المقاومة الفلسطينية نحو الكيان الغاصب لاستنزاف صواريخ القبة الحديدية.
وإن من شأن تنامي هذه القدرات لدى محور المقاومة أن يضيق الخناق على إسرائيل ويربك أدائها الأمني بشكل كبير.

ثالثاً:- الملاحظ أن توقيت الهجوم على المواقع الإسرائيلية جاء بنفس الوقت الذي اغتيل فيه (الحاج قاسم سليماني) (وأبو مهدي المهندس) ، مايعني أن المقاومة باتت تمتلك زمام القدرة على التحكم بعامل الزمن لصالحها.
فهي تختار الزمان والمكان لتوجيه صفعاتها للعدو الصهيوني متى تشاء
وأن هذا الهجوم يأتي في سياق سلسلة الهجمات التي ستتوالى على الكيان الصهيوني انتقاماً لدماء قادة النصر ورفاقهما(رض)

رابعاً:- إن في هذا الهجوم رسالة واضحة للكيان الصهيوني ، ولكل من يمني نفسه بدفع العراق الى خانة التطبيع مع هذا الكيان الغاصب.
كما أنها تاتي في سياق الرد على تجرؤ إسرائيل على إقامتها أوكار تجسسية شمال العراق .

خامساً:- يمكن قراءة هذه العملية من حيث التوقيت على أنها موقف تضامني مع المقاومة في فلسطين ، والعمليات الاستشهادية البطولية التي شهدتها الضفة الغربية وتل أبيب مؤخراً.

سادساً:- إن من خصائص هذا الهجوم أن إسرائيل تحدثت عن تعطيله القناة /9 الناطقة بالروسية وقناة /11
الى جانب العديد من المواقع وأهمها الخوادم في مطار بنغوريون
ووصفت الهجوم على لسان وزير الاتصالات الإسرائيلي(يوعاز هندل) بأنه كان شرساً وقاسياً .

سابعاً :- إن هذا الهجوم جاء تأكيداً لما أعلنه سماحة السيد حسن نصر الله في شهر رمضان الماضي أثناء عملية سيف القدس ، من أن أي اعتداء على قوى المقاومة في بقعة ما ، هو اعتداء على المحور برمته ، وستشترك جميع تلك القوى بالرد على العدوان.

ثامناً:- إن هذا الهجوم يؤكد على أن المقاومة والعداء مع إسرائيل هو خيار شعبي ، نابع من منطلقات عقائدية .بدلالة اختيار شهر رمضان المبارك لتنفيذ هذه العملية.

تاسعاً:- الميزة التي يحملها هذا الهجوم هو عجز الإسرائيليين عن الرد عليه.
إذ أن القوى التي نفذته هي قوى شبحية غير رسمية لايمكنهم الرد عليها بالمثل.
وهذا الأمر من أعقد ما تواجه إسرائيل في صراعها مع محور المقاومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى