أحدث الأخبارشؤون آسيويةشؤون افريقية

أبعاد تمدد الكيان المحتل في أفريقيا

مجلة تحليلات العصر الدولية - عبدالله علي هاشم الذارحي

*لم اتفاجاء بإعلان الكيان المحتل انضما
مه للإتحاد الأفريقي بصفة عضو مراقب،
فأطماع الكيان المحتل بدول قارةأفريقيا
ليست وليدة اللحظة،وانما من قبل ز رع
بريطانيا للكيان الإسرائيلي في الأرض الفلسطينيةالمحتلة،كانت القارةالأفريقية
ومازالت جزءاً أساسياً وهاماًللمخططات الصهيونية منذ البداية الى اليوم وبعده،

*بدليل ان بعض دول أفريقيا يتواجدبها اليهود الا انها كانت في البدايات جزءاً
من مشروعه الإستيطاني السرطاني،
حيث تم اختيار بعض الدول الأفريقية
لتكون موقعا بديلا لتوطين اليهود في حالة فشل توطينهم بـ“فلسطين”من تلك
الدول التي كانت مستهدفة كبديل”كينيا وأوغندا،حيث اهتم “ثيودور هرتزل” و”حاييم وايزمان” بهما بشكل خاص،
كما تم مخاطبة اللورد “كرومر” لإقامة الوطن القومي لليهودفي السودان عام 1903عندما كانت تابعة لبريطانيا؛

*غير ان تلك الدول الثلاث تم استبعادها
خاصة بعد هلاك“ثيودور هرتزل”
تم تبني فلسطين موقعا وحيدا للمشروع الإستيطاني الصهيوني،وذلك في المؤتمر الصهيوني السادس عام1903م تبع هذه
الخطوة خطوات مرورا”بسايكس بيكو”
وصولا الى إعلان بريطانيا وعد”بلفور نوفمبر1917″وبموجبه عملت بريطانيا
على تفنيذ وعدها لليهود الصهاينة بدعم وموافقة صهاينة العرب الأيهدمن اليهود
فلولاهم ماكان للكيان المحتل وجود،

*فقد كتب الهالك عبد العزيز بخط يده ونصه قوله“أنا السلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل السعود أقر واعترف ألف مرة،للسيدبرسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى،لامانع عندي من أعطي فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم وكما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها،حتى تصيح الساعة” علماان
هذه الوثيقة التي بخط يده ووقع وختم عليها ظهرت بالذكرى المئوية لوعدبلفور،
ولاقت استنكار واسع وتنديد ومظاهرات،
لاشك ان اولاده واولاد زايديقومون الآن بدور هام في دعم الكيان الصهيوني بكل
مجال وهم من ساعده على التمدفي قارة
افريقيا وهم من دعم قرار انضمامه الى
الإتحاد الأفريقي..لاعجب فاليهود اخوة،

*عموما لست هنا بصدد توضيح مراحل
علاقة الكيان المحتل بالدول الأفريقية
البالغ عددها 54 دوله من ظمنها 10دول
عربية لم تحرك ساكن من انضمام كيان
العدو المحتل للإتحادالإفريقي، ماعدى
جنوب أفريقيا التي نددت بقرار منح اسرائيل صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي معتبرة ان القرار غير عادل
وغير مبرر وينحازللقاتل ويترك الضحية،

* يكفي ان اشير الى ان ليبيريا كانت اول دولة إفريقية إعترفت بالكيان المحتل
فور اعلانه عام1948تبعتها جنوب افريقيا ودول اخرى عديدة…
وعند اندلاع حركات التحرر الوطني في قارة افريقيا توترت العلاقات بينهم،
خاصة بعد أن تصاعد الصراع العربي مع الكيان المحتل بين عامي1967و1973،
قامت الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى بقطع علاقاتها معه..لكن
بعد توقيع مصر على اتفا قية كامبديفد المشؤمة عام 1978، بدأت مقاطعة الدول الأفريقية لإسرائيل بالتلاشي، وماان جاء العام 1997إلاوعدد الدول الإفريقية التي تحتفظ بعلاقات ديبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي 48 دولة من 54 دولة بالقارة؛

*هذا التمدد له ابعاد كارثية تنعكس سلبا
على العرب والمسلمين كافة وعلى دول
محور المقاومة خاصة…،سأوجز هذه الأبعادفي السطور التالية:-

1-البعدالسياسي يتمثل في أن:دول قارة أفريقياتمثل أكبرتكتل في الأمم المتحدة، ودولها تمتلك عضوية متعددة في منظمة دول عدم الانحياز،وفي الاتحاد الأفريقي، وبمنظمة التعاون الإسلامي،وجامعةالدول العربية،ولهذا فعلاقة الكيان المحتل مع الدول الأفريقية تخدم مصالحه،خاصة سعيه إلى تحقيق شرعيته عبر احتوائه لممثلي الدول الأفريقيةبالمحافل الدولية
مما يؤدي الى تراجع التأييد الأفريقي للقضية الفلسطينية والقضاياء المصيرية
للأمةالإسلاميةوالعرب بالمحافل الدولية،

2-البعد الإستراتيجي:- فقدمثَلت أفريقيا موقعا حيويا بالنسبة للكيان المحتل ، بسبب قربها الجغرافي منه من ناحية، وبسبب إحاطتها بالدول العربية التي كانت تناصبه العداء من ناحية أخرى،وما لذلك من تأثيرات هامةفي الصراع العربي الصهيوني.وقد شكّل كلٌامن البحر الأحمر والقرن الأفريقي وحوض النيل مواقع بالغة الأهمية بالنسبة لصهاينة الكيان
الإسرائيلي،ومشاركته في العدوان على
اليمن وحصاره الا لهذا الهدف وغيره،

*ونظرا لإتصال القرن الإفريقي بالبحر الأحمر وقناة السويس وخليج العقبة من جهة والخليج العربي من جهة ثانية؛ حيث يمر معظم النفط العالمي،لذلك فإن هذا الممر المائي والذي يسمى “قوس الأزمات” هو من يقرر السلم العالمي، ويؤثر على مصالح الدول الكبرى.
من هذاالمنطلق خطط اليهود للتغلغل في هذه المناطق،والآن صار لهاوجود قوي وراسخ مكنها من النفاذ إلى دول ألقارة السمراء بسرعةفائقةمستغلة فقر بعض
الدول الأفريقية لهذا الغرض،

3-البعد الأمني ينحصر في:- سعي الكيان الإسرائيلي للتمددخارج الأراضي المحتلة بهدف تطويق الأمن القومي العربي الذي يعتبر تهديداً لها،هذاالتمددظهر من خلال اقامته لعلاقات متينةمع الدول الإفريقية كونها تعتبر العمق الإستراتيجي للعرب، لهذا فقد سعى الكيان المحتل منذزمن
مبكر عبر عملائه الإفريقيين ثم الإمارات والسعودية الى أن يكن له وجودعسكري قوي في منطقة البحر الأحمر وحوض النيل،وماسيطرةالإمارات الآن علىالجزر
اليمنية الاخدمةللكيان المحتل في اقامة
قواعدعسكريةله على هذه الجزرللسيطرة
على باب المندب لزعزعة الأمن ولتهديد الحرمين الشريفين ولإستغلال مأودعه
الله من ثروات في البحر الأحمر..ووالخ،

4- البعد العسكري:- كتقديم المساعـدات الاستخباريةوالتدريبات العسكريةوتجارة
السلاح،ومن الملفت للنظر أن إسرائيل تمتلك مصداقية كبيرة لدى الدول الأفريقية في ميادين الاستخبارات والتدريبات العسكرية،وحتى في نوعية السلاح. ومن البديهي أن تهتم الدول الإفريقية التي تعاني من الصراعات والحروب الأهلية والإنقلابات العسكرية والإنشقاقات داخل صفوف النخب السياسية الحاكمة اهتماماً بالغاً بقضايا المساعدات الأمنية والاستخبارية والحصول على السلاح،وهو ما دأبت السياسة الإسرائيلية في إفريقيا على التركيز عليه في جميع مراحل علاقاتها،

5-البعد الإقتصادي يتمثل في:- اقتناص الأسواق الإفريقية الواسعة، والأقرب إلى إسرائيل بعد أن عجزت عن التغلغل في الأسواق العربية هذا من جهة ومن جهة
سعيه الى اضعاف العلاقات الاقتصادية العربيةمع الدول الأفريقيةفإرتفاع حجم التبادل التجاري الإسرائيلي مع أفريقيا ناتج عن تقديم الدعم المادي والتنموي، وزيادةحجم الإستثمارات للكيان المحتل بأفريقياعبر شراكاتها الواسعة مع الدول الأفريقية، مما زاد من اعتماد أفريقياعلى الكيان لتصبح تابعة له ومحاصرة منه،

*ففي عام2017،بلغت قيمة الصادرات الإسرائيليةإلى أفريقيا938مليون دولار أميركي،كما توجد أكثر من 800 شركة إسرائيليةتعمل في أثيوبيا وكينياوجنوب أفريقياناهيك عن عمل الوكالةالإسرائيلية للتعاون الإنمائي الدولي (ماشاف)التي
تأسست عام 1958 وأصبحت هي الباب الرئيسي لتنفيذ المشروعات في أفريقيا، هذه الوكالة تنتشر في اكثر من 38دولة أفريقيةوماخفي اعظم،ولاشك ان تلك
الأرقام قد زادت اكثر عماسبق،

6-البعدالثقافي يتمثل في:-تراجع التركيز على التاريخ العربي الأفريقي المشترك
من خلال محاولةخلق تاريخ مشترك بين اليهود والأفارقة، وافتتاح إسرائيل لجامعات في القارة الإفريقية،واستقطاب طلاب للتعلّم في الجامعات الإسرائيلية،
كما يسعى الكيان المحتل بوسائل عديدة لطمس الهويةالإسلامية ومحاربة الشيعة
وزرع التفرقة وتفكيك المجتمع ووو..الخ؛

*خلاصة القول أبعادتمدد الكيان المحتل
كثيرة ومتداخلة مع بعضهاالبعض،رغم
ذلك فمن خلالها تنكشف الأهداف الخبيثة
للكيان الصهيوني المحتل وعملائه خاصة
السعودية والإمارات،كما انهاتكشف ضعف
دور الدول العربيةال10الموجودة بقارة أفريقيا التي اصبحت لاحول لها ولاقوة
في كبح جماح تمدد الكيان المحتل الذي
خلت القارة الإفريقية له دون وجود اي
منافس..وكأنه بات حامي حمى المصالح
الأمريكية والغربية في القارة السمراء
بأسرها..فهل ستبرز ايران اوالصين قريبا
كمنافس؟اتمنى ذلك والله أعلم..؛؛؛^

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى