أحدث الأخبارايرانشؤون آسيويةمحور المقاومة

أبعاد وافاق الاتفاق الاستراتيجي الصيني الإيراني

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. عدنان الشريفي

خلط الاتفاق الصيني الايراني الأوراق الامريكية والاوربية والإسرائيلية، وما يميز هذا الاتفاق انه بين دولتين لا تقبعان تحت العباءة الامريكية، فالمعلن بموجبه ان ايران ستطور صناعتها النفطية والنقل والموانئ و… وتضمن الفيتو الصيني في مجلس الامن ضد أي مشروع قرار ضدها وكذلك سيخرجها من عزلتها وسيولد حركة اقتصادية في الداخل الإيراني ، إضافة الا انه يعتبر رسالة قوية لأمريكا واوربا بإن ايران لديها الكثير لتفعله ولا امل باستسلامها مما يجعل ايران في موقف جديد من المفاوضات حول ملفها النووي ويؤهلها لإعلان شروط جديدة على أمريكا وستحل مطالبة أمريكا لإيران بعدم المضي بالاتفاق مع الصين بدلا من مطالبتها بتنازلات عن نفوذها في المنطقة وبرنامجها الصاروخي ، لان أمريكا تعرف ان هذه الاتفاقية ستكون بوابة الصين للتوسع في منطقة النفوذ الامريكي والخطوة الأخطر لطريق الحرير وإمكانية إيجاد الصين موطئ قدم لها على الساحل الإيراني المطل على الخليج العربي الذي يعتبر بحيرة أمريكية بامتياز، واعتقد ان ايران مستعدة للتخلي عن اتفاقها مع الصين مقابل رفع شامل للعقوبات عنها وفي حال حصول ذلك ستكسب اضعاف ما ستكسبه من هذا الاتفاق، وأيضا تستطيع تعويض كل الاستثمارات الصينية التي وردت في الاتفاق باستثمارات اجنبية بديلة عند رفع الحضر والعقوبات عنها ولأنها أيضا تعتقد ان الصين مهما وقعت من اتفاقيات معها لا يمكن ان تضحي بعلاقاتها الاقتصادية مع أمريكا والتي وصل حجم التبادل التجاري بينهما لعام 2020 فقط الى 586 مليار دولار وهو اكثر من مجموع قيمة الاتفاق مع ايران الذي مدته 25 سنة أي بمعدل 16 مليار سنويا، إضافة الى حرص الصين على مصالحها التجارية الكبيرة مع حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط وبالأخص دول الخليج الذين هم في تقاطع تام مع ، لذلك لن تضحي الصين بكل هذه العلاقات مقابل علاقة مع دولة تعاني العزلة دوليا ، لكنها ستستخدم هي الأخرى اتفاقها مع ايران كورقة مساومة مع أمريكا حتى وان كان هذا الاتفاق يشكل للصين أهمية بالغة لمشروعها “حزام واحد طريق واحد” الذي يشمل 19 دولة في الشرق الأوسط كذلك فان 85% من استيراداتها من المواد الاولية التي تحتاجها لصناعاتها تأتي من دول وممرات بحرية خاضعه للنفوذ الأمريكي وايران لديها الغاز والنفط الذي تستطيع تأمينه برا الى الصين عن طريق باكستان او أفغانستان، لكن هذه الاتفاقية لم تتضمن مطلقا شروطا الزامية بل خارطة طريق، لكن لو تعقدت الأمور بين الدول المتصارعة فسيكون المضي قدما في هذه الاتفاقية محتملا والمضي يعني اكتمال طريق شرق غرب والذي يمكن ان يؤسس لربط سككي يبدأ من الصين والهند وباكستان وايران لكنه سيقف في عقدة الربط السككي لمسافة 37 كم بين مدينة المحمرة الإيرانية ومدينة البصرة لتشكل الحاجز الذي لا يسمح بمرور هذا المشروع لأنه سيعني قتل ميناء الفاو الكبير وفي حال حصول هذا الربط ستصل القطارات الى سوريا وسواحل البحر الأبيض ومنه الى الغرب ، والذي اريد قوله ان أمريكا ستختار التفاوض مع ايران بدلا من التفاوض مع الصين وستقبل بشروطها برفع كافة العقوبات وستنتهي معها الاتفاق الصيني الإيراني باستثناء بعض المجالات التي لا تؤثر على مصالح امريكا ويحل محلها الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى