أحدث الأخبارشؤون امريكية

أثبتت فيكتوريا نولاند إرتباط أمريكا الوثيق بالمختبرات البيولوجية في أوكرانيا

مجلة تحليلات العصر الدولية - عدنان علامه

عندما تعالى الحديث عن سيطرة القوات الروسية على عدد من المختبرات الجرثومية والبيولوجية في أوكرانيا؛ استنفرت امريكا كل أجهزتها للتقليل من هذه الفضيحة المدوية. فأمريكا دمرت العراق بسبب كذبة وجود أسلحة دمار شامل ووجود مختبرات جرثومية وبيولوجية فيه. وتسريب روسيا لمعلومات مقننة جدًا حول المختبرات الجرثومية والبيولوجية في أوكرانيا دفعت مجلس الشيوخ الامريكي إلى دعوة كبار المسؤولين للإستماع إلى إفاداتهم لتدافع امريكا عن وضعها الضعيف جدًا في جلسة مجلس الأمن اليوم مساءً. ومن المتوقع ان تفرج روسيا في الجلسة عن بعض المستندات السرية التي تثبت أن المختبرات البيولوجية في اوكرانيا هي مختبرات عسكرية أمريكية سرية لإنتاج الأسلحة الجرثومية والبيولوجية.
وروسيا لم تطلب إنعقاد جلسة مجلس الأمن ضد امريكا عبثًا، لولا إمتلاكها وثائق دامغة تدين أمريكا وأوكرانيا.

ولإعطاء صورة واضحة عن ملكية أمريكا او عدمه لهذه المختبرات لا بد من تحليل مضمون كلام شهادتي مديرة ال CIA أفريل هاينز، ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند وبعض التصريحات الأخرى:-

1-أكدت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، أفريل هاينز، يوم الخميس الماضي، أن أوكرانيا تشغل أكثر من 10 مختبرات بيولوجية مرتبطة بمشروعات دفاعية وصحية، مشيرة إلى أن الحكومة الأمريكية قدمت لكييف مساعدات في مجال السلامة البيولوجية.”
وأضافت هاينز: “أعتقد أن الحكومة الأمريكية تساعد أو على الأقل قدمت مساعدة في الماضي فيما يتعلق بالسلامة البيولوجية، وهو ما نفعله مع دول عدة حول العالم”.
2- وقالت نائبة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي حول التطورات في أوكرانيا: “هناك مرافق للبحوث البيولوجية في أوكرانيا. في الواقع، نحن الآن قلقون للغاية من أنّ القوات الروسية قد تحاول السيطرة عليها”.

وأشارت إلى أنّ الولايات المتحدة تعمل حالياً مع الأوكرانيين على “كيفية منع أي مواد تتعلق بهذه الدراسات من الوقوع بأيدي القوات الروسية”.

ومن جهته، قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، في وقت سابق، إنّ الولايات المتحدة تخشى اتهامها بانتهاك اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية، وتخشى وقوع محفزات الأمراض المخزّنة في المختبرات البيولوجية الأوكرانية بيد الروس.

وكشفت وزارة الدفاع الروسية، يوم الإثنين الماضي، عن تشكيل شبكة مكونة من حوالى 30 معملاً بيولوجياً في أوكرانيا. وقد تمّ تنفيذ الأنشطة في هذه المختبرات بتكليف من وزارة الدفاع الأميركية، وفق وزارة الدفاع.

لقد برعت مديرة الإستخبارات فيما تجيده من نفض اليد من أي تورط أمريكي في الخارج ؛ فقللت من أهمية الموضوع وخطورته؛ وحصرت مهمة أمريكا بتقديم مساعدات في مجال السلامة البيئية لهذه المختبرات، كما تفعل مع دول عدة في العالم. ولكن هاينز اعترفت بوجود أكثر من 10 مختبرات بيولوجية مرتبطة بمشروعات دفاعية وصحية. وقد تكون كلمة “دفاعية” من زلات لسانها، ولكنها لم توضح الجهات المرتبطة بهذه المختبرات والتي تنفذ مشاريعها لحسابها. وهذا يؤكد معرفتها بكل تفاصيل وجود المختبرات البيولوحية والجرثومية وعملها، وهذا يدين أمريكا لعدم إتخاذها أي إجراء بخصوصها لأنها قد تكون هي المشغل او إنتاجها لصالح أمريكا أسلحة سرية بيولوجية وجرثومية.

وأما السيدة فيكتوريا نولاند فاعترفت بكل سهولة بوجود مرافق للبحوث البيولوجية بقولها: “نحن قلقون للغاية” من أن القوات الروسية قد تحاول السيطرة عليها، ونعمل حالياً مع الأوكرانيين على “كيفية منع أي مواد تتعلق بهذه الدراسات من الوقوع بأيدي القوات الروسية”.

إن شدة القلق الأمريكي وتعاون أمريكا وأوكرانيا لمنع أي مواد تتعلق بهذه الدراسات من الوقوع بأيدي القوات الروسية يؤكدان وجود تعاون وثيق بين المختبرات البيولوجية والجرثومية الأوكرانية والمشاريع السرية الأمريكية.

ونستنتج قلق نولاند الشديد من كثرة حركات يديها، الدقة في انتقاء كلماتها، و”تدويخ القلم” بين أصابعها حين كلامها.

وتعقيبًا على تصريحات نولاند ، أكد مقدم برامج قناة “فوكس نيوز” تاكر كارلسون صحة التصريحات الروسية حول المختبرات البيولوجية في أوكرانيا.

إن صمت امريكا وتعاونها مع أوكرانيا لعدم وصول أي مستند عن عمل هذه المختبرات لأيدي القوات الروسية؛ وحده يدينان أمريكا وأوكرانيا في إنتاج أسلحة بيولوجية وجرثومية محرمة دوليًا، ويجب معاقبتهما على ذلك. فالوثائق التي ستعرضها روسيا في مجلس الأمن، ستضع النقاط على الحروف؛ وستكشف الدور الأمريكي بوضوح لا لبس فيه بين ملكية أمريكا للمنشآت أو الإستثمار لصالحها.

نحن بإنتظار الوثائق التي ستبرزها روسيا والتي ستدين حتمًا أمريكا وأوكرانيا، والأهم من ذلك سننتظر بفارغ الصبر كيف سيتصرف مجلس الأمن مع هذا الخرق الخطير.

وإن غدًا لناظره قريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى