أحدث الأخبارالإسلامية

أحداث الهـجرة النبـوية

كـوثر العـزي

العصر-في خضم الصـراع و المـعارك القائمـة مابين المسلـمين بقيادة رسول الله صلوات الله عليه وعـلى آله وكفـار قريش بالتحالف مـع بقية الأعراب وفي طيات التـرهيب والتعذيب والتسلط الذي تلقاه المسلمين من قِبل المشركيـن في مكـة، أراد الله أن تكـون كلمـته هي العـلياء ورحمـة تـحف وتأوي من شهد أن محمداً رسول الله وأن يكون دين مـحمد هـو الدين المتبَع ونـهج الآل نهـجـاً لِـمن رَضيَ بهذا الدين .

هـاجر الرسول صلى الله عـليه وعـلى آله من مكَّة إلى المدينة في اليوم السَّابع والعشرين من صَفَر من السَّنة الثَّالثة عشر للبعثة، والذي يوافق اليوم الثَّالث عشر من الشَّهر التَّاسع من عام ست مائة واثنين وعشرين من السَّنة الميلاديَّة.

كانت الهـجرة النبوية حدث تـاريخي كبير ونقلَّة نـوعية جديدة وبداية لـ بزوغ شمس الحرية وتجلي ليل العبودية للمسلمين في شبه الجـزيرة العربية.

في تلك الهجرة استعاد المسلمـون مجدهم بين القبائل حيث كانت الهـجرة مـن جـور الظلم واستعباد المسلمين والتفنن في تعذيبهم فكانت الهجرة النبوية على الدعوة الإسلامية، حيث انَّ لهجرة النَّبيِّ -صلى الله عليه وآله وسلم- آثار عظيمة على الدَّعوة الإسلاميَّة، نذكر بعضها فيما يأتي:


1_خسرت قريش قوَّتها ومكانتها بعد الهجرة إلى المدينة، وضعفت هيبتها في نفوس القبائل العربيَّة؛ حيث انَّ القبائل جاءت من جميع الأنحاء ليُبايعوا رسول الله -صلى الله عليه وآله سلم- ويدخلوا في دين الله -عزَّ وجل.
2_ ارتفعت مكانة المدينة المنورة بعد الهجرة، فأصبحت هي عاصمة الدَّعوة الإسلاميَّة ومركزها، وكانت أوَّل مكانٍ للرسالة التي لا تقوم على أساس العِرق والقبيلة.
3_ كانت الهجرة بدايةً لعصرٍ جديد تسودُه شعائر الإيمان والتوحيد، ونهايةً لعهد الوثنية والأصنام،و كانت الهجرة بمثابة إعلانٍ لقيام دولةٍ إسلاميَّةٍ يسكنها شعبٌ في أرضٍ محددة.
4_ساعدت الهجرة في قيام الفتوحات الإسلاميَّة والانتصارات، وبالتالي انتشار الإسلام في أنحاء اقطار العالم .

كـان للإمـام علي بن أبي طالب في تلك الليلة بصمة فداء وتضحية لـ رسول الله، فداء علي بن أبي طالب ليس فداء فرد لـ قائد “لا” وإنمـا فداء شخصًا عزيزاً للأمـة ورسولها.

اجتمع كفّارُ قريش في دار النَّدوة ليكيدوا لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ليقتلوه، فأوحى الله – سبحانه وتعالى- لنبيِّه بأنَّ كفَّار قريشٍ أجمعوا على قتلِك فما كان من نبي الله -صلى الله عليه وآله – إلَّا أن يُفكِّر بإبقاء أحدِ أصحابه مكانه و في موضعه كي يظنَّ الكفَّار أنَّه ما زال نائماً، فلم يرَ أحداً قد يضع حياته على محك الوفاة إلا ذلك البطل فطلب من الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أن يبقى ، وهنا تجلَّى موقفه البطولي حيث وافق على طلب رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وقال “أوَ تسلم بمبيتي هناك يارسول الله؟ قال:نعم، فتبسم عليٌ ضاحكاً، وأهوى إلى الأرض ساجداً..شكراً لله تعالى لما بشره رسول الله بسلامة نبيه، مع أنَّ في هذا خطر على حياته، لكنَّ الإمام علي فضَّل أن يجعل نفسه فداءً لرسول الله وللدين والأمـة كيف لا وهو قاتل بن عبد ودّ وقالع باب خيبر، ولافتى إلا عـلي هو خير من وليَّ علينا في يوم خم.


قال السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين في احدى محاضراته عـن الهجـرة الـنبوية “الهجرةُ النبوية: حدثٌ عظيمٌ على مستوى العالم بأسره، وكان اختيارها للتاريخ الإسلامي لما ترتب عليها من نتائج وما تحمله- أيضاً- من دلالات مهمة، الهجرة النبوية كانت ميلاداً لكيان الأمة الإسلامية، وكانت نقلةً جديدةً في تاريخ الإنسانية، وكانت بدايةً لمرحلةٍ جديدة؛ بفعل هذه الهجرة التي تأسس من خلالها الكيانُ الإسلاميُ العظيم، الهجرة تحمل دلالاتٍ مهمة، فيما يتعلق بالنبي -صلوات الله عليه وعلى آله- وحركته لإقامة رسالة الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- في الأرض، فيما يتعلق- أيضاً- بالمجتمع المكي، فيما يتعلق- أيضاً- بالكيان الإسلامي والأمة الإسلامية والدولة الإسلامية، واليوم وأمتنا تواجه ما تواجهه من التحديات، وفي مقدمتها شعبنا اليمني، نحنُ في أمس الحاجة للاستفادة من تلك الدلالات ومن تلك الدروس، نحن في أمس الحاجة للتزود من هذه المحطة التاريخية الكبرى.

#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى