أحدث الأخبارشؤون امريكية

أخبار الإنقلابات تتوالى في جزيرة العرب

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزوني

ثلاث خطايا كبيرات إرتكبتها المراهقة السياسية في جزيرة العرب عندما تولى المقاول ترمب ،مقاليد الأمور في البيت الأبيض رئيسا غريبا عجيبا للولايات المتحدة،مارس عليهم الحلب الجائر ،وكان بمثابة سوط ينهال عليهم من وراء البحار ليذكرهم بدفع الخاوة المطلوبة منهم والتي تضاعفت في ولايته وإرتقت إلى أرقام فلكية.
أولى تلك الخطايا كانت فرض حصار غاشم على قطر،على طريق الغزو العسكري المسلح ،ولكن أصحاب هذه المؤامرة فشلوا كعادتهم وصمدت قطر قيادة وشعبا،في حين كانت الخطيئة الثانية معاقبة الأردن وحصاره ماليا لرفضه التماهي معهم في سياساتهم العقيمة،حتى أنهم عطلوا عليه القيام بدوره المناط به كرئيس للقمة العربية عام 2017 عندما برزت كارثة الخليج.
أما الخطيئة الثالثة فكانت ثالثة الأثافي بطبيعة الحال،وهي الإرتماء في الحضن الإسرائيلي ،وعقد إتفاقات إستسلام ،وإنجاز تطبيعي تهويدي قبل أن يغادر أعضاء الوفد الإسرائيلي،ووصل الأمر بهم إلى إقامة حائط مبكى لليهود وإقامة صلاة مشتركة،وتنفيذ برنامج جنس مشترك تضمن زيارات متبادلة لهذا الغرض ،إلى درجة أنهم بدأوا تطبيعهم التهويدي من خلال الأمهات لمنحه زخما أقوى.
هذه الخطايا الثلاث أرهقتنا وحملتنا ما لم يعد محتملا بعد الإنسحاق أمام الصهاينة ورهن كل مقدرات البلاد لهم ومن أجلهم،ووصل دعم محمد بن زايد للنتن ياهو من أجل فوزه في الإنتخابات المقبلة، إلى وعد بتقديم 500 مليون دولار،لدعم حملة النتن ياهو الذي ربما لن يحالفه الحظ هذه المرة .

بعد إنتهاء ولاية المقاول ترمب بالطريقة المعروفة ،ومجيء الرئيس بايدن ،تحولت المراهقة السياسية في الخليج إلى أهداف مشروعة للقادم الجديد الذي يريد تكنيس آثار سياسات سلفه ترمب،وجعلهم في حال يصعب علينا توصيفه بدقة ،إذ أنهم إستبقوا الحداث وصالح بعضهم دولة قطر،وأطلقوا سراح مواطنيهم ومواطناتهم القابعين في السجون بتهم تتعلق بحقوق الإنسان وحرية الرأي،وبتنا يوميا نسمع عن تململات هنا وهناك وربما انقلابات تفشل ،كان منظموها يرغبون بتغيير النهج القائم ،ووقف التطبيع التهويدي ،ولا شك أن حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ومعه حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد وآخرين ضاقوا ذرعا بسياسات محمد بن زايد المتسلطة التي زعزعت قيم وإستقرار الإمارات.
وحقيقة أن المراهقة السياسية في الخليج قد أحاطت نفسها بحمايات أجنبية ربما لا تخطر على بال أحد وهي القوات الخاصة الأمريكية ،والمرتزقة من بلاد ووترز والقوات الخاصة الإسرائيلية ،وهذا ما أعاق عمليات إستئصال هؤلاء ،ناهيك عن أماكن نومهم المجهولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى