أحدث الأخبارشؤون امريكية

أربع ساعات أقلقت العالم تداعيات الانقلاب الترامبي الفاشل

مجلة تحليلات العصر - الحسين أحمد كريمو

كنتُ أراقبُ مع المراقبين ما يجري في واشنطن عاصمة إمبراطورية الشَّر العالمي، وفي قلعتها الحصينة وقبتها الأكبر في العالم، حيث وقف العالم بأجمعه مصدوماً ومذهولاً مما يجري وذكرني بما شهدناه عندنا في بلادنا العربية المختلفة حيث كان يُسوِّق لنا أرباب هذه الإمبراطورية هذه الثقافة التي يُسمونها الديمقراطية، والليبرالية، ونيو ليبرالية، والحداثة وما بعد الحداثة ويتشدقون بالحضارة الرقمية، والثقافة الأمريكية التي حاولوا فرضها على شعوب الأرض قاطبة وما هي إلا هراء وكذب ودجل كبير يُسوِّقه لهم إمبراطوريات الإعلام العملاقة.
فقائد تلك الإمبراطورية الذي أسقطه شعبه بالانتخابات واختار غيره إلا أنه ومن باب جنون العظمة يرفض وبشكل قاطع أن يعترف بهذه الهزيمة النكراء، ويُطالب بإعادة الانتخابات، أو لا أقل من فرز الأصوات في الولايات التي يعتقد أن له فيها يد ويمكن أن يتلاعب بالنتائج، إلا أنهم جميعاً رفضوا طلبه واعتراضه، وهو بدوره رفضهم جميعاً ومصرٌّ على أنه الفائز والانتخابات مزورة، والأصوات مسروقة، فحاول يوم الأربعاء أن يقوم بانقلاب خاطف وسريع.
والعجيب الغريب بهذا الطاغية أنه وصل إلى البيت الأسود بانتخابات مزوَّرة وبلعبة أوصلته بها المخابرات الفاعلية في بعض الدول المعروفة إلى سدَّة الحكم ليُنهي الولايات المتحدة الأمريكية من الداخل كما هم فعلوا في الإمبراطورية السوفيتية تماماً في نهاية القرن الماضي، وهي كانت القطب القوى في المنظومة السياسية العالمية، وهكذا فعلت الاستخبارات الروسية وشركائها بهذه الإمبراطورية الأقوى والأشر في التاريخ البشري.
جاؤوا إلى قيادتها بهذا الشخص الذي لا يعرف إلا نفسه، ولا يؤمن إلا بشخصه، فهو تاجر ومقامر من الدرجة الأولى، ورجل عصابات لن يتنازل بسهولة عن التحكم في العالم وليس في أمريكا فقط، بل العالم بين يديه يتلاعب فيه كما يشاء هو أو صهره المدلل كوشنير، ويدفع صبيَّه الأرعن الذي أجلسه على خزائن النفط في الشرق الأوسط، وراح يحلبه حتى آخر دولار عنده.
نعم؛ أربع ساعات أقلقت العالم كله وراح الجميع ينظرون إلى الديمقراطية الأمريكية الهشَّة المخادعة تظهر على حقيقتها، وأنهم طغاة القوة والمال وسيقودهم ذلك كله إلى مزابل التاريخ قريباً كما جرى لإمبراطورية الإلحاد السوفييتية، وإمبراطورية القوة الألمانية الهتلرية التي انتهت بانتحار طاغيتها وهذا سيكون نهاية قائد إمبراطورية الشر الأمريكية إما منتحراً، أو مجنوناً ينتظر القصاص منه لدماء الشهداء الأبرار الذين قتلهم وتفاخر بقتلهم وظن أنه سيكون أكثر أماناً من دونهم ولكنهم سيلاحقونه حتى يقضون عليه بإذن الله تعالى ليكون عبرة لغيره من طغاة التاريخ.
فأربع ساعات من ليلة الأربعاء أقلقت العالم ولكن هل أيقظت أمريكا على حقيقتها؟
وهل نبَّهت العالم على حقيقة الديمقراطية التي يدَّعونها؟
والقادم قاتم إذ أوصلوا إلى القيادة العالم والتحكم به مجنون متغطرس مثل ترامب..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى