أحدث الأخبار

أسباب التناقضات والصراعات بين المذاهب والأفكار

مجلة تحليلات العصر الدولية - د شعفل علي عمير

تتعمق الفجوة بين الأفكار والمذاهب بمختلف مسمياتها دينية كانت او سياسية عند تباين منابع التغذية لها وتباعدها الأمر الذي يولد الصراعات والتناقضات والذي يستوجب تلافي أسباب ومسببات هذا التباين و حتى تتقارب الرؤى وتتوحد بالتالي الأهداف في اطر ثوابتنا الدينية والوطنية هو توحد الأهداف النهائية مهما تعددت سبل الوصول إليها او أختلفت الزوايا التي ينظر من خلالها أرباب هذه الأفكار والمذاهب الى الكيفية التي تحقق أهدافهم المرحلية سعيا منهم للوصول ألي الهدف النهائي والذي غالبا او بالأحرى يجب أن يكون هدف نبيل نسعى جميعا للوصول إلية يؤطره ثوابتنا التي تخدم في العادة مجتمعنا وامتنا
من الملاحظ إن الأسباب التي تولد هذا التباين تتسع وتتعمق اذا ما كانت هذه الأفكار او المذاهب لا تقبل ان تتلاقى مخرجاتها الفكرية مع الآخر الذي من شأنه ان يثري كل تيارات المجتمع بمختلف توجهاتها حتى تذوب هذه الأفكار في قالب من الحوار والمشكلة الرئيسية من وجهة النظر التحليلية تكمن في إنعزالية تامه بين أرباب هذه الأفكار والمذاهب وكذلك المدارس او الجامعات الدينية لكل بلد تكاد تكون متخصصة في تلقين نهج محدد يخدم الخط الذي تنهجه هذه المؤسسات وبالتالي لا تقبل ان تندمج مع اصحاب المناهج الأخرى مما عمق الفجوة بين أصحاب هذه الأفكار والمذاهب المختلفة أضف الى ذلك بأن التيارات الحزبية أيضا تنظر لأي حزب لم يتفق معها فكريا في أسلوب إدارة شؤون البلد بأنه تيار يجب مقاطعته وعدم الوصول معه لأي قواسم مشترك ويعد من العيب في أدبياتها ان تتفق مع الآخر في خطوط عريضة تخدم المجتمع ونتيجة لهذا التباين انعدمت او تكاد أي قواسم مشتركة قد تفضي الى نتائج ثمرتها الوحدة والتوحد في الوصول الى الهدف النهائي الذي يخدم أمتنا حتى وان تشعبت طرق الوصول لهذا الهدف يجب ان تكون ثوابتنا نصب أعيننا بحيث تمر أهدافنا المرحلية في فلكها فلا تصبح المتغيرات مثار للخلاف بحيث يبقى الحوار من اهم مرتكزات التقارب وخلال إستعراض الحاضر واستشراف للمستقبل نجد ان حاضرنا في كل بلد عربي أو إسلامي بكل أبعاده يوحي بمزيد من الصراعات بين شتى الأفكار والمذاهب بالرغم من ان معطياتها الظاهرة نابعة من قيمنا الإسلامية والاجتماعية وتراث حضارتنا المستمد من عاداتنا وتقاليد امتنا الذي يعد العرف فيها منهجا نابعا من انتمائنا العربي والإسلامي حتى أصبح الاعتراف به والعمل بأحكامه التزام أخلاقي وإنساني أسس دعائمها صناع الحضارة العربية فكانت مرتكزاتها إنسانية بكل معانيها تدعو الى التوحد وتنبذ كل أسباب الفرقة والتناحر وشهد الإسلام بهذه الأخلاق بقول الرسول الأعظم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فجاء الإسلام متمم ولم يلغي الآخر في جانبه الايجابي بقدر ما أثرى هذا الجانب وعالج جوانبه السلبية بحكمة الحكيم ثم بخلق عظيمة حملها سيدنا محمد علية وعلى اله افضل الصلاة والسلام فالنزاع ليس في وجود خلاف بقدر ما هو بسبب اختلاف وجهات نظر خاضعة للإجتهاد يغلب عليها احيانا طابع المصلحة والنظرة الضيقة ومن اسباب تباعد مؤشرات التوافق بينها عدم تقارب أقطابها ومنابع أفكارها الامر الذي حال دون توحدهم في إطار قالب من الحوار يوحدهم
فهل أضمحلت قيمنا ام تلاشت قواسم مشتركة تجمعنا ؟ كل ما تعانيه الأمة او ما قد تعانيه مستقبلا من صراعات نحن العرب من نوقدها ونحن وقودها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى