أحدث الأخباراليمن

أسرارُ الحرب على اليمن (2)

أمةالملك قوارة

حين تمتلك دولة ضعيفة مؤهلات قوية تجعلها في الاحتمالات تتصدر دول العالم العظمى قوة ونهضة وغِناء؛ إذا وفقط تم حسن استغلال مميزاتها وثروتها، وفي حين كانت هي نائمة على ثروات لا حصر لها وربما لأعلم لها بها؟ بينما هي تعاني أنواع البطالة والفقر والبؤس واستجابةً لبعض مكوناتها الذين جندوا أنفسهم كاعملاء لقوى مختلفة خارجية فأصبح يُتم التحكم بهم لتنفيذ أجندة من شأنها خلخلة الأمن ومنع البناء والتطور ، كلها عوامل مشجعة وداعمة لأن تجعل منها أُولى أولويات الدول العظمى التي تحاول استعمار العالم وبسط نفوذها، ويشتد نزول لعابها متى ما رأت ما يمكن أن يزيد ثرها الاقتصادى؛ فتصبح هي صاحبة الحرب الاقتصادية الغالبة عالمياً، خصوصاً وإن كانت تلك الدولة الواقعة العين عليها تمتلك مخزون احتياطي كبير من النفط إضافة إلى ثروات معدنية هائلة ومخزون من الغاز كفيل بأن يجعلها تنافس روسيا الاتحادية حاليا في امتلاكها له، ناهيك عن تواجد المعدن الثمين الذهب في صخورها وبشكل نقي إضافة إلى معادن الحديد والفضة والنيكل والجرافيت والجرانيت كما أن البازلت والدولاميت واللفت يتواجد بنسب كبيرة جدا وبشكل نقي ، ولعل ما أتكلم به الآن هو نبذة بسيطة عن المعادن المحتوية عليها أرض اليمن، وإنما لكي تصل الرسالة بشكلها الواضح ، وهنا أرضٌ بكل ما تحتويها هي عبارة عن ثروة هائلة ابتداءً من صخورها وانتهاء بتربتها عالية الخصوبة على مستوى شبه الجزيرة العربية ….

أن اليمن أشبه بقطعة ألماس مرمية في وسط أرض مفتوحه ولمعانها يُرى من بعيد ويكاد يخطف أبصار الناظرين إليها، فهل ياترى إذا كانت اليمن في القارة القطبية الجنوبية هل ستّتدخل أمريكا لمحاربة الطوائف الموجودة فيها؟!
وهل ستقف مع الشرعية لتقام على أرض الجليد ؟!
وهل ستجند دول مقابل دولة واحدة وتستمر لمدة ثمان سنوات رغبة في الوصول لنتيجة أو لتثبيت جذر واحد لها هناك؟!
إن الدول العظمى كأمريكا وبريطانيا يراهنون على الثروات أكثر من الانتصار في الحرب، وما يبدو من الظاهر مع جلجلة الحرب الإعلامية إنما هو لعب على أوتار الثروات المنسية والاحتياطي والمخزون الكبير لها !!


إن استمرار الحرب يضمن لهم عدم قدرة الشعب على الاستفادة من كنوز أرضه ولربما سيدعمون استمرار الحرب بيد وسيحاولون سلب ونهب مايمكن باليد الأخرى، وهذا ما بدء يحدث على مرأى ومسمع في الجنوب، ولقد ألقوا بثقلهم على روح الشعب ليسكتوه أو يميتوه، فاستخدموا أبشع وسائل الحرب وأشدها فتكا لتركيعه وتخويفه، ولقد أسالوا الكثير من الدماء ومزقوا الكثير من الأطفال واغلقوا النوافذ، ثم لجأوا إلى الحصار المميت علهم يلقون نتيجة، لكن النتيجة تصبح أكثر ترويعا لهم، فيغرقون أكثر في مستنقع الحرب خوفاً مما لم يكن في الحسبان؟! ..

إن الحرب قد جعلت من تلك النائمة تستيقظ وترى الحقيقة ! ولم يبق سوى من عُميت أعينهم بالمادة والمغرر بهم والمرتزقة عنوةً ، وآخرون وقعوا تحت تأثير الحرب الإعلامية الكاذبة والأساطير الواهية ، لكن المد مستمر ،عن ماذا نتحدث؟! نتحدث عن الوعي، وبدل أن تصبح دولة اليمن مستعبدة لربما ستستعبد هي من وقع في الحرب معها يوما، لذلك الخروج من الحرب قد يجر معه أذيال الهزيمة ومن ثم الدمار ، ولعل الاندفاع نحو الاستمرار في الحرب قد يجيب نتيجة، وإن النقطة الأكثر أهمية وحساسية هي مضيق باب المندب الذي يتحكم في التجارة العاليمة ولربما أفلت من تحت أنيابهم وضر خطوط تجارتهم يوما ما وذلك المخزون الاحتياطي من النفط والمعادن سيحول تلك الدولة إلى دولة مغايره في سياستها وتوجها سياستهم وبالتالي ستصبح عدوةً لهم، ولقد تم تجنيد أعداء عرب كانوا يمتلكون نظرة الحسد منذ الأزل تجاه تاريخ اليمن وحضارته حيث بذلوا قُصار جهدهم ليبق في رِكاب الأمم المُتخلفة ، فكيف إذا أصبحت اليمن أغنى منهم وأقوى، هل سيفيدهم ذلك؟
ولطالما سميت اليمن بحديقة السعودية الخلفية لكنهم يعلمون جيدا أن تلك الحديقة أثمن من شبه الجزيرة العربية بأكملها !! ورغم أن حربهم عشوائية تهدف لإبادة الوعى أولا ثم بعد ذلك إقامة أهدافهم ؟ لأنه لا حياة لها في ظل وعي سيبذل المستحيل لتدميرها وتوعية الشعب بحقيقتها، ورغم الصعوبة التي يلاقونها في الاستمرار إلا أنهم يراهنون على البؤس والفقر والجوع من خلال استمرار الحرب لتقوية عمالتهم وإيجاد أكبر قدر من الناس من يمكن شراؤهم واستخدامهم بقليل من المال ! ..
بدأت الحرب تحت عناوين ومبررات عديدة ليتم إيهام العامة بها، وبقيت ثروات ومميزات اليمن خارج نطاق الأحداث .. وامتداد إلى جزر اليمن وشواطئها سيكون لنا حديث لكن مانود قوله هل ياترى سيعى البعض حقيقة الحرب وماهيتها ليبدأ في خط الدفاع عن أرضه وممتلكاته ؟! وكم نود أن تصل الحقيقة إلى أذان الجنوب ….!

#اتحاد_كاتبات_اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى