أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةالعراقمحور المقاومة

أسرار إصرار الإعلام السعودي إقحام العتبات المقدسه والمرجعية في قضية اعتقال القائد قاسم مصلح

مجلة تحليلات العصر الدولية - حسين فلسطين

لا أحد ينكر أن الإعلام السعودي الوهابي ينفذ سياسة المملكة الداعشية التي طالما رأت أن وجودها يتطلب استمرار محرقة الشيعة في العراق خاصة والعالم بشكلاٍ عام ، في نسخة تطابق الرؤية الصهيونية التي تتحدث عن هيكل سليمان وخراب بابل واشور ، وهذا ما جعلها تقود حرباً أمنية طائفية تتزامن مع شن هذا الكيان حروب أخرى تستهدف اقتصاد العراق وسيادتهِ .

ولعلنا تابعنا خلال الساعات الماضية الحملة الإعلامية التي تقودها قنوات “سعودية” ، خصصت معظم أوقاتها للحدث الاهم في العراق والمتضمن قيام قوات أمريكية بأعتقال القيادي في الحشد الشعبي (قاسم مصلح) بحسب وكالات إخبارية عالمية أبرزها “رويترز” و “البي بي سي” بتهم تتعلق بضلوع مصلح في تنفيذ هجمات على القوات الأمريكية المحتلة ومنع دخول ارتال عسكرية أمريكية قادمة من سوريا ، وهذا ما يحاول نفيه “الإعلام السعودي” بطرق وأساليب تثير الفتن والكراهية بين العراقيين بتأويل الحدث بما يخدم مصلحة سلطات الكيان السعودي التي خسرت معركتها على يد حشدنا المقدس وقواتنا الأمنية البطلة .

أن تركيز قناة “العربية” على خبر الاعتقال “الغير قانوني” بحسب هيئة الحشد الشعبي وخبراء قانونيين يتعدى البعد الطائفي الذي ينتهجه الإعلام السعودي هذه المرة ، كون ماكنة الإعلام الداعشي استهدفت هذه المرة وبشكل معلن المرجعية العليا في النجف الاشرف وإلعتبات المقدسة ، من خلال تقديم القائد (قاسم مصلح) بصفات وظيفية تتعلق بإدارة العتبات المقدسة ، فتارة تقدمه على أنه مسؤول امن العتبات سابقاً وتارة أخرى تقدمه بصفة مؤسس ألوية العتبات وأمر لواء “علي الأكبر” وهو أقدم تشكيلات الحشد الشعبي التي أسست ابان دخول تنظيم داعش الإرهابي ، وبالتالي فإن التلميح لعلاقة المرجعية الدينية بما يحاول الترويج له من أكاذيب يعني تقديم الكيان المرجعي ومراجع الدين الكرام كشركاء لمن يستهدف امن وسلامة الشعب العراقي !

أن عملية التسويق لأفتراءات الإعلام الوهابي داخل الكيان السعودي ومشاركة وسائل إعلام محلية ذات نهج “بعثوهابي” تابعة لأحزاب وكتل سياسية طائفية فاسدة ، ما هي الاّ جزء من محاولة أخذ الثأر من جهات عراقية مخلصة سواء مرجعيات او مؤسسات كانت قد عرقلت تقدم داعش بأجنحتهِ العسكرية والسياسية والاقتصادية .

فالاضافة الى البعد الطائفي الذي ينتهجه الإعلام السعودي الداعشي للمرجعية العليا في النجف الاشرف ، ثمة ابعاد اقتصادية وأمنية ستراتيجية طويلة الأمد جعل من الإعلام السياسي الفاسد يصب جام غضبه على العتبات المقدسة في كربلاء والنجف ، خصوصاً بعد إفشال صفقة احتلال الكيان السعودي لأراضي شاسعة تحت ذريعة “الاستثمار” تمتد من جنوب غرب العراق وصولاً إلى أطراف العاصمة بغداد وتحديداً ( أطراف محافظة ذي قار والسماوة اضافة الى النجف وكربلاء) ، وهذا ما رفضته كتل سياسية تحرم التطبيع مع “ال سعود” ، إضافة لتحذير خبراء أمنيين واقتصاديين من مغبة منح الكيان فرصة التوغل في الأراضي العراقية وتكرار ما حصل مع اليمن قبل ثلاثة عقود !

هذا الرفض دفع بخبراء الاقتصاد طرح فكرة استثمار الأراضي لجهات محلية عراقية كفوءة ، ومن بين تلك الجهات هي العتبات المقدسة التي شكلت طفرة نوعية في الإنتاج المحلي كالزراعة والصناعة ، وللامانة الصحفية والمهنية فإن إدارة العتبات لم تطرح في يومٍ ما اسمها كمستثمر على الرغم من النجاحات التي حققتها في عدد من المجالات قياساً بالوضع الأمني والاقتصادي العراقي المرتبك .

لذلك فإن هذه الجهات تحاول أن تضرب عصفورين بحجر واحد من خلال محاولة تشويه صورة المرجعية العليا يتخللها ضرب الحشد الشعبي ، إضافة لتقديم صورة مشوهة للعتبات التي تتعرض لأبشع استهداف إعلامي وسياسي لا يقل عن محاولة الرئيس الأمريكي المخلوع (ترامب) الذي صنف العتبة الرضوية المقدسة في الجمهورية الإسلامية كمؤسسة إرهابية الإطاحة به على خلفية ارتكابه و مليشياته أعمال ارهابية كادت تطيح بالنظام الأمريكي برّمته ..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى