أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

أسلحة العرب المعطلة !!!

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

حبا الله سبحانه وتعالى العرب الذين إستبدل بني إسرائيل بهم،لغدرهم ورفضهم وقتلهم رسله الذين كانوا يبعثون إليهم تترا،حباهم بما لم يحظ به بنو إسرائيل الذين بقوا قبائل عربية متنقلة ،وحرّم عليهم في التوراة الصحيحة عدم إقامة دولة لهم أو ظلم الآخرين وقتلهم،ولكنهم إبتكروا التلمود البابلي ، الذي أباح لهم القتل والظلم والغش والسرقة والتضليل والتزوير،في حين أن العرب تشرفوا براية الإسلام وتغيّروا بشكل جذري ولو مؤقتا،وأصبح لهم إمبراطورية عنوانها الإمبراطورية الإسلامية ،وهذا شرف عظيم أن ينصهر الجميع في بوتقة الإسلام ،وإن كان البعض قد نفروا من ذلك ،وعدنا كما كنا مشتتين ضعفاء ندفع الجزية للآخرين بدلا من إستيفائها منهم،وتحالفت طغمة من أبناء التيه اليهودي في صحراء جزيرة العرب ،وبعض اليهود المزروعين في جسد الأمة العربية ،مع مستدمرة إسرائيل الصهيونية التلمودية الإرهابية ،لتأسيس مملكة إسرائيل اليهودية،بعاصمتها مدينة نيوم.
كثيرة هي الأسلحة التي حباها الله لنا كعرب كي نتمكن ونواصل نشر القيم بين الناس ،ونحفظ أنفسنا من كيد الكائدين وظلم الظالمين وغدر الغادرين ،ولكننا عطّلنا كل ذلك ،وبتنا أهدافا مشروعة حتى للنطيحة والمتردية ،رغم أننا نمتلك عددا كبيرا ،لكننا إرتضينا بأن نكون كغثاء السيل لا وزن ولا طعم لنا ولا أثر ولا تأثير،وأصبحنا مفعولا بنا بدلا من أن نكون فاعلين بالخير طبعا وفقا لرسالة الإسلام التي شرفنا الله بها ورفضناها ،وهيء لنا بأن الإسلام حركات رياضية يومية وصوم شهر في السنة.
من الأسلحة التي وهبنا الله إياها أيضا الموقع الإستراتيجي بين قارات العالم ،والفضاءات التي أصبحت لضعفنا ونوعية صناع القرار هنا وهناك مستباحة ،ومخازن لجيوش الفرنجة ،لا حول لنا ولا قوة لصد أحد،إلى درجة أننا بتنا في أراضينا عبارة عن ضيوف غير مرغوب فيهم ،ولم نعد قادرين على حماية أنفسنا ،بل تعدينا ما قام به ملوك الطوائف،ولذلك ليس غريبا ان نصل إلى ما نحن فيه وعليه من مهانة ومذلة ،ينهشنا الجميع من كل الأطراف ويطعنوننا ب”خنجر إسرائيل”.
لا ننسى أيضا أن الله منحنا ثروات فوق الأرض وتحتها ،لنمكن أنفسنا بواسطتها ،ولكننا وهبناها لكل مارق وفاسد ومستبد وسارق من أجل حمايتنا من بعضنا ،وليس لحمايتنا من مستدمرة الخزر الصهيونية في فلسطين،بمعنى أن ثرواتنا منهوبة وسائبة ،ولذلك إهتدى خزر فلسطين إلى إقامة مشروع الشرق الأوسط الجديد ،الذي يقوم على ” تلاقح العقل اليهودي الذكي مع المال العربي السائب”كما قال الهالك شيمون بيريز.
لدينا أيضا نعمة لم نقدرها حق قدرها وهي العرب المسيحيون، الذين يشكلون قوة مهابة ومؤثرةومقنعة ومتعلمة ومثقفة ومنتمية ،وخاصة فئة الرهبان ،الذين لم نمنحهم الفرصة كي يعبروا عن قوميتهم وشرقيتهم النقية والحكيمة والسوية،فهؤلاء سلاح فعّال ويرتقون إلى مرتبة الرسل بالنسبة للغرب المسيحي المتصهين ،لأنهم في حال تم تكليفهم رسميا بالتعامل مع الغرب ،يستطيعون تغيير قناعات كثيرة تصهينت ضلالا وزورا،فهم المسيحيون الأصليون القادمون من أرض السيد المسيح ،وهم القادرون على مناقشة الغرب المتصهين وخاصة أولئك الصهاينة من جماعة المسيحية -الصهيونية ،لأنهم الأدرى والأكثر فهما لمفردات التعاليم المسيحية،ويحظون بهالة من القداسة والهيبة،ناهيك عن أنهم مؤثرون لقداستهم وهيبتهم ،ولديهم المصداقية.
هبة أخرى لم نستغلها كعرب ،وأهملناها وقمنا بتهميشها عمدا،وهي جماعة ناطوري كارتا اليهودية الملتزمة ،التي تقف معنا في الدفاع عن قضايانا ونصرتها ،ويرفضنا الكيان الصهيوني والصهيونية،ويعدون أنفسهم فلسطينيين كما أخبرني حاخامهم الراحل موشي هيرش،ولا ننسى بطبيعة الحال الطائفة السامرية في نابلس التي تنتمي إلى بني إسرائيل الحقيقيين ،وترفض الإنتماء إلى مستدمرة الخزر،وهم عرب أقحاح يعيشون في جبل جرزيم بنابلس ،وينسفون الرواية الصهيونية بخصوص هيكل سليمان المزعوم ،ويؤكدون أنه عندهم في جبل جرزيم وليس تحت المسجد الأقصى كما يزعم الخزريون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى