أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

أطفال اليمن المنسيون بين فكي النار والحصار

مجلة تحليلات العصر الدولية - د.محمد العبادي

منذ سنة ٢٠١٥م ، والشعب اليمني ترسل عليه (شواظ من نار ونحاس ) من التحالف الذي تقوده السعودية .
لقد ألقت الطائرات حمولتها ، وبصقت المدافع والآليات قذائفها على أبناء الشعب اليمني، فكان نتيجة ذلك عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى .
ان أطفال اليمن لم ينعموا بالراحة نتيجة للحرب المفروضة عليهم ؛ فقد فتكت الحرب العمياء بأطفال اليمن ،وانزلت عليهم مآسيها وهم في منازلهم أو مدارسهم أو في الأسواق أو حتى وهم في الحافلات العامة وغير ذلك .
ان الأرقام في عدد الضحايا مهولة ؛ فبحسب ما ذكر الناطق الرسمي لوزارة الصحة في اليمن الدكتور يوسف الحاضري فإن مايقارب (٧٠٠٠) طفل مابين شهيد وجريح قد أصيبوا نتيجة القصف المباشر على اليمن ، فضلا عن وجود أكثر من (٩٠٠) طفل أصيبوا بالإعاقة الدائمة ، وسيكملون باقي حياتهم بالتعايش مع هذه الاعاقة .
وانا أقرأ هذه الأرقام التي ينقلها الناطق الرسمي لوزارة الصحة في اليمن تذكرت الضجة التي أثارها أدعياء حقوق الإنسان في الغرب وبعض عملائهم عندما غرق الطفل السوري الكردي (آلان) بعد أن هرب برفقة عائلته من جحيم (ثوار الغرب) وغرق ثم تلاعبت به الامواج وداعبته ميتا ووضعته على شفة البحر الرملية .
ليت هؤلاء الأدعياء أيضا يأتوا ليشاهدوا منظر أطفال اليمن وفلسطين عندما تخترق صدروهم وأجساد البريئة تلك القطع المصنوعة من الحديد والرصاص .!!!
هذا مافعلته نار الحرب التي سجر سعير نارها الدول الرجعية .
أما مافعله الحصار على اليمن من نقص في الأنفس والثمرات فالحديث ذو شجون ؛ فطبقا لتقديرات أربع منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة هي اليونيسف ،ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة الفاو ، وبرنامج الغذاء العالمي ؛ فإن ٢،٣ مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد ، وبينهم (٤٠٠) ألف طفل يواجهون خطر الموت .
أما الموت نتيجة الأمراض فإن هناك أكثر من (١٠٠) ألف طفل يموتون سنويا نتيجة نقص الأدوية والأمراض الفتاكة مثل الإسهال والأوبئة.
ليس صحيحا أن تدعي الديمقراطيات الغربية الدفاع عن حقوق الإنسان والطفولة لشعوبها ، ثم ترسل أسلحتها وتحرك وكلائها لقتل شعوبنا ، وبعد كل هذه المآسي والويلات يدعي الغربيون أنهم لايؤيدون الحرب (يقتلوننا ثم يمشون في جنازاتنا) .
ان أطفال وأبناء الشعب اليمني يتطلعون إلى أن تكون حياتهم آمنة ، وأن يكون لهم صحة وتعليم ومستقبل ، وهم يعرفون ان اليمن السعيد سيكون سعيدا بأبنائه ،وليس بالحروب والتدخلات الأجنبية فيه ، فكفوا أيديكم وأيدي وكلائكم عنه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى