أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

أطفال اليمن يموتون ببطئ فيما العالم يكتفى بالمراقبة .؟!

مجلة تحليلات العصر الدولية

وصلتني رسالة اليوم .؟! ( إبني يموت .؟! كل دقيقة تمر هو بحاجة مأسة للسفر إلى خارج اليمن للعلاج.؟! أنقذوا إبني .؟! ) يعانى اليمن نتيجة الحصار والعدوان أسوا أزمة إنسانية على مستوى العالم ويموت طفل كل دقيقة بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الإنسانية .

إنه الوجع المُرتل في محراب الوطن العربي، والسواد القائم في مآتم الضمائر .؟!

أطفال اليمن الحزين، الذين سيُلاحقكم عار خِذلانهم على مر التاريخ، تنظر إلى صورهم فتشعر وكأن العالم يتوقف من حولك، و كأننا نتعرى و نتجرد من كل معاني الرحمة و الإنسانية، لتقع عيناك ساكنة صامتة عاجزة عن البكاء، تُحدق بأجسادهم المُتهالكة، و أوصالهم المُرتعشة، و عظامهم الواهنة البارزة، و التي بالكاد تكسوها جلودهم المُزركشة بعروقهم النافرة، تراهم يُحملقون أمامهم في صمتٍ مَهيب، و كأنهم يُعاتبون العالم بنظراتهم الشاردة المُستغيثة، و كأن لسان حالهم يقول،”أيها العالم القبيح المُوحش ألم تفرغ من كؤوس دمائنا الطاهرة بعد”.؟!

أي عار تصفه الحروف والكلمات أيها العالم ، وأن يموت طفل يمني كل دقيقة ضحية الحصار والأستهداف الوحشي للقوى العدوان ، أي عقل يمكنه أن يتصور ويستوعب حجم الألم والمعاناة.؟!

أطفال اليمن الذين يعانون المُر والعلقم، ويمزقون أرواحنا المُتعبة والمُثقلة بقلة الحيلة والذل والهوان، وينتزعون بنعومة أظافرهم الهشة ماء وجوهنا العارية، ويفعون براءتهم وفِطرتهم النقية ثمن غالٍ، لما ترتكبه قوى الشر العدوان ومرتزقته الدموية ، من جرائم ومجازر ضد الإنسانية بحق أطفال اليمن، مُدعين التحرير زوراً وبهتاناً، الذين يسعون في الأرض فساداً بلون الدم القاني ورائحة الموت والدمار والخراب، ليتركوا اليمن جريحة، و يحولون حقولها و رؤوس جبالها الخضراء، إلى مقابر جماعية مُتراصة، وصحراء قاحلة تُلوِح برايات الموت السوداء، وتكتظ بألغام النزاعات والحقد والشر، كأرض البرتقال الحزين التي يأكل قلبها العجز واليأس والخِذلان .

لنرسم على جداريات العالم، بدماء ملايين الأطفال وأوصالهم المُمزقة، وصراخهم المدوي المُترامي في عنان السماء كالغسق الأحمر الذي يخُط خطوطه عند وداع شمس النهار، لتفضح عراء الإنسانية، وليل الرحمة البهيم، فربما تُحرِك تلك الصورة الدامية ضمائرهم، وتخترق أعينهم الخائنة، وتُخيم بشاعتها على وجوههم الشاحبة، رغماً عن كل مساحيق التجميل التي يُبيضون بها وجوههم وأحاديثهم الكاذبة .

رسالة أطفال اليمن حاضرة فهل وصلت رسالتي إلى العالم ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى