أحدث الأخبارشؤون امريكية

أكذوبة السلاح المنفلت وهيبة الدولة

مجلة تحليلات العصر الدولية

ابو رقية الحسيني
.
منذ بواكير الحضارات وليومنا هذا (السلاح) من الضرورات ومتطلبات الحياة ومراحلها ومواقفها فيستخدم بحدالخير أو بحد الشر ويستخدمه الإنسان أو بعض الكائنات لتبقى ولتعتاش وتحمي نفسها أو معيتها.

القاعدة تقول : ( الشر المسلح يتعين على الخير التسلح) وهذا يعني أن الحرب قائمة والبقاء للاقوى.
إذن فالسلام الذي ينشد في وضع العراق الشائك اثبت وفي الكثير من الأوقات والمواقف أن الساحة حاوية على شر متسلح ولابد من قوى الخير التسلح وهذا الحق مكفول في كل الشرائع والقوانين والملل والأعراف.

فعليه قد يفسر السلام المطروح من البعض – كحسن الظن – بالشأن الداخلي مطالب الشعب من الدولة.
لكن لا سلام ولا استسلام للمعتدي من الخارج أو من الداخل.
لكن الذي يحدث من مطالب ومناشدات ومشاريع تحت عناوين فضفاضة مطاطية بنزع السلاح من الفصائل والمجاميع المنفلتة دون تحديد اسمها ومحلها وحصرها بطائفة أو حزب أو تشكيل دون آخر والتعامل بأسلوب يرى القشة في عيني ولا يرى الجذع في عينه وهذا ما يدعونا الاعتراض والانتفاض وإثبات الوجود.

فقضية انتهاج طريق السلام (الاستسلام المذل) وسلب عنصر القوة بترك السلاح فأرى أن هذا النهج مقصود واحد أساليب التأمر على عناصر المقاومة والممانعة وسلب لاظفار وانياب الأسود التي حمت الأرض والعرض والمقدرات.
الأمثلة التي مرت علينا جميعا كثيرة بغض النظر عن حقانيتها من بطلانها واذكر من الأمثلة
– من الذي حرر فيتنام من الامريكي.
– من الذي حرر باكستان من السوفيتي
– من الذي حرر الهند من الإنكليزي
– ما هو الشيء الذي ردع الإنكليزي في ثورة العشرين.
– ما الذي دحر الشاه وحراب الإمبريالية لثمان سنوات.
– ما الشيء الذي حفظ للبنان والجنوب واليوم هي كلمة عليا.
– من وقف بوجه داعش الإرهابي.
– اليمن الجريح بماذا صمدت.

الغدة السرطانية تراهن على سلبنا كل ما يطلق عليه سلاح
(إرادة – وعي – إيمان – صبر – ثبات – سلاح وبما فيها سلاح السلام)
ألم ينجح في العدو في تفتيت جبهات المقاومة في فلسطين واوجد نهج انتهجه عرفات ومحمود عباس في سلك سبيل المفاوضات لأكثر من ٤٠ عام. وكم من تحمل الشعب الفلسطيني من ذل وقتل وتهجير وما نتيجة هذا النهج بقاء الفلسطينين في ١٥ ٪ من الارض.
واني لاقطع بإن هذا السبيل والفكر يراد له أن يكون اساس في اجيالنا الحالية والمستقبلية لتكون مشاريع التطويع والتطبيع مقبولة مستقبلا ويتحول الافتراضي إلى واقعي.
ان العدو قد تمكن أن يصل إلى إقناع زعامات ويصنع منهم قيادات فاعلة ولها جماهير معتد بها مستغلا بساطة وساذجة و سطحية ومصلحية هذه الشخصيات ونجحوا في تمرير هذه المخططات الناعمة.
فاستخدم التطبيع مثلا باطروحة السلام وما له من مقبوليه اجتماعية منشودة لما اشبعت به خلفية المجتمع وما بث في روحه من سأم ويأس واحباط .
وهذا النهج الخطير حذر منه المصلحون على طول الخط وما يلاحظ على طول الخط من تصفية لكل مصلح في بقع الشرق المسلم اما بإعدام أو اغتيال أو تغييب أو إقصاء.
وهذا بدوره سينتج حتماً جبهات معارضة وعصا في عجلة المقاومة وقوتها وهيبتها. وسيؤدي بالنتيجة حتما الى فقدان الامة هويتها شيئا فشيئاً.

بقى أمر لا بد من الالفات إليه وهو كرسالة موجهة لكل الزعامات الحزبية وأمناء التيارات والفصائل المقاومة لا زلتم في وهم حقانيت تصدركم وهذه الآفة ستأكلكم
أرأيت مزرعة البصل قومي كلهم رؤوس.

فهيبتكم مرهونة في التوحد ولم الشمل ووحدة السلاح والموقف والكلمة وإيجاد قيادة ومشروع موحدة يعيد الأمل بكم عند هذه الامة المسكينة.

في الحديث : آخر ما يرفع من قلوب الصديقين حب الرئاسة.

ولا يوجد فيكم صديق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى