أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

“ألسنا دولة ذات سيادة؟” القضاء المزدوج ومقايضات النظام!

مجلة تحليلات العصر الدولية - خليل إسماعيل رَّمال

للمقاومة وللثنائي ربٌ يحميهما من النظام اللبناني القواد في مسخ الوطن والشواهد كثيرة وآخرها إنقلاب السحر على الساحر بعد المجزرة التي ارتكبها السفَّاح القاتل خريج السجون سمير جعجع وقواته المجرمة في الطيونة والتي كان هدفها الأساسي جر البلد لحرب أهلية مدمِّرَة ترفع الشرعية عن سلاح المقاومة وربما تضع لبنان تحت الفصل السابع فانفجرت المؤامرة في وجهه!
فبالرغم من كل تخرُّصات وترَّهات القوات التي تربَّتْ في مزاريب العدو الإسرائيلي بعد أن خرجت من رحم “الكتائب” النجس (وعلى رأي النائب الظريف سعادة، بعد حَبَل بدَنَسْ)، تبقى الحقيقة ساطعة ان كمين القوات دُبِّر بليل وبالتحديد في الليلة السابقة للتظاهرة السلمية حسب اعترافات الموقوفين الذين تخلى جعجع عنهم لينفذ بجلده، وبتخطيط مباشر منه بدليل إشراف وتحضير القريبين منه والمساعدين الخاصين، حوله لهذه المذبحة. كما أن كل الكلام عن عدم التحضير للجريمة بدقة متناهية وإحضار السلاح واتهام جمهور الثنائي بالتظاهر وهو مسلح، تدحضه لوحدها الشهيدة المظلومة مريم فرحات التي لم تكن تتظاهر بل كانت في منزلها عندما لفتت انتباه القناص القواتي السفاح لأنها محجبَّة فأطلق عليها رصاصة بالرأس عمداً بقصد القتل، لا بقصد الجرح أو التهويل.
لكن انضباط القيادة الحكيمة للثنائي الذي ما فتيء يضحي ويبذل دمه في سبيل هذا الوطن العاق منذ إعلان الكيان الجهيض عام ١٩٢٠ على شاكلة مجرم الحرب الصليبي الحاقد الفرنسي، ليكون توأماً طائفياً للطائفة المالِكة على غرار الكيان الصهيوني الذي كان يُخطَّط لإنشائه في فلسطين وبتواطؤ بريطاني-عثماني-فرنسي-سعودي مع الكنيسة ممثلة بالبطرك عريضة والحويِّك المؤيدة للوكالة اليهودية، أحبط مخطط الحرب الأهلية الجديدة التي هي آخر خرطوشة بيد القوى الخارجية بعد فشل الحصار والتجويع. وهناك شعار للإمام السيد موسى الصدر بأن السلام الداخلي أو الوفاق في لبنان، هو أفضل وجوه الحرب مع إسرائيل. فأنصار الثنائي من أهل البيت الصابرين والكاظمي الغيظ، فوتوا فرصة التآمر هذه لا بل كشفوا المعايير المزدوجة لمقدِّسي “القضاء” اللبناني “العادل” فقط في تحقيق طارق البيطار المدعوم غربياً رغم تسييسه واستنسابيته وانحيازه ومخالفاته، حيث نسمع اليوم بعد استدعاء سمير جعجع عن “القضاء المسيَّس” ودعوات لاستدعاء السيِّد نصرالله والرئيس بري قبل جعجع. لكن كيف يكون القضاء مسيساً إذا اقتص من جعجع ولا يكون كذلك عند المغوار البيطار؟ ثم لماذا لم يُطلَب من البيطار الذي أوصل البلد للإنهيار نفس ما يُطلب من القاضي عقيقي، أي أن يستدعي باقي رؤوساء الحكومة والوزراء والمسؤولين منذ وصول شحنة النيترات للمرفأ واقتصار الإستدعاء فقط على دياب وفنيانوس وزعيتر وخليل والمشنوق؟!
كذلك أظهرت قيادة الثنائي الحكيمة أنها فعلاً حريصة على البلد وأنها تتمتَّع بحكمة استثنائية قل نظيرها عندما كشفت مخطط ودور البطرك الراعي المشبوه الذي ترك رعيته وفقراء الموارنة ودور الحاجات الخاصة والأيتام في كسروان وجبيل التي كانت بحاجة لمساعدة في فصل الشتاء ولم تجد الا المازوت الإيراني (المجاني من الحزب) لسد حاجتها، وترك المودعين الذين تبخرت أموالهم وجنى أعمارهم وحمى من سرقهم كرياض سلامة، ولم يستنفر العالم شرقاً وغرباً لمساعدة الشعب المُحاصَر معيشياً، لكنه جيَّش كل شيء ووضع كل ثقله لحماية جعجع ومنحه حصانة داخلية جاعلاً منه زعيماً مسيحياً كما طوَّب قبله سلفه صفير العميل المجرم عقل هاشم، شهيداً. بل أكثر من ذلك سعى لإجراء مقايضة بين قضيتي المرفأ والطيونة فقط من أجل عيون جعجع ضارباً عرض الحائط بدماء الشهداء من الطرفين والقضاء “النزيه” رغم تشدُّقه السابق مع بقايا أجداث ١٤ آذار ودُمى السفارات من ما يسمى منظمات المجتمع المدني “أن جي أو”، ذلك لأن هذا النظام القواد بُني على الصفقات وأولها صفقة “الميثاق الوطني”.
وقبل الختام، ليس أدل على انحطاط مسخ الوطن أكثر من الحملة الشعواء الجديدة على وزير الإعلام جورج قرداحي بسبب تصريح قاله قبل توزيره ووصف فيه حرب اليمن بأنها عبثية كما تصفها عادةً أميركا وكل دول العالم، فاستنفر البخاري أذنابه بعد صمتٍ مطبق وبعد رفض حتى مجرد الإلتفات للبلد، وربما سيبني سقيفة وخيمة ثانية يرعى فيها أغنامه من الزوار، واستنفر معه بشدة خدم وأتباع لبنانيين في الخليج وفي لبنان وهم عادةً ملكيون أكثر منه، لأن بعض اللبنانيين متطبِّعين بنظام الخدمات (على أنواعها) ولذا تجدهم من أكثر المتملقين في العالم لأنهم يعبدون ما يصكُّون من ذهبٍ وفضة و…نقود.

يبقى سؤال طرحه قرداحي (الذي على فِكرة مُعجَب بفكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام) للأجيال ولأصحاب الضمائر علَّه يحرِّك وجدان أدعياء السيادة “ألسنا دولة ذات سيادة”؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى