الصحة

أمام فايرويس كورونا … الضرورة العسكرية، والسيادة مُفَتَّحَة الأبواب على المصارع

مجلة تحليلات العصر

بقلم: سعد عبيد حسين/ العراق

حينما يعجز الإنسان عن فهمِ ، وإدراك،وتفسير، أو صَدِّ واقعة معينة فوق طاقته البشرية،او تكاد ان تقع، مهما كبرت او صغرت _ مثل تَخَيُّله قدوم كوب يرتطم بالأرض ثم فنائها، او فايروس لا يرى مثل كورونا _ فانه يختار السكينة والدِّعَة رغما عنه، وينظر الى المستقبل مغمض العينين _الا من اختارهم الله للدفاع عن المثل والقيم التي ارادها ان تسري في الأرض _ من غير اهل البصيرة.
من المعلوم،ان كل الابواب قد اوصدت أمام هذا الفيروس اللعين وأدركنا ما جرى وما يجري للعالم بكل اوجهه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فقد سَدَّت هي الأخرى أبوابها امام هذا القادم المميت، حيث اجْهازه على من يريد بانتقائية لا زالت متشعبة الفهم والغموض، وما علينا الا انتظار القادم من الشهور لازالة غَبَشها وعُتْمَتَها المرعبة.
حينما اصاب هذا الوباء كل اصقاع دول العالم ، فهو لا يعرف الجغرافية اذن ولا الحدود، على الرغم من اثر بصمة هذا الوباء كانت واضحة في الصين ابتداءاً ، ثم ايران، فايطاليا، الاّ انه زاغَ ليدخل امريكا واوربا، ليكسر سيادتها هي الأخرى بهدوء، ودون زمجرة او أزيز.
ان الحديث عن فيروس كورونا _بنسخته _ كحرب بايولوجية، هذا مع خفاء الجهة والمكان القادم منها ، يجعلنا ان نرى بعض المفاهيم والقواعد بِصُوَرِها مقلوبة راساً على عقب ، مثل قاعدة الضرورة العسكرية، ومفهوم سيادة الدولة.

كتب فريتس كالسهوفن(frits kalshoven) في خاتمة كتابه(ضوابط تحكم خوض الحرب) ما نصه(إن القضايا موضع الجدل في القانون الانساني،مهما كان تنوعها وتعقيدها،يمكن اختزالها الى مشكلتين أساسيتين،الاولى هي الموازنة بين الاعتبارات الانسانية والضرورة العسكرية، والثانية،هي العقبات التي تضعها سيادة الدولة في وجه تحقيق الهدف، فالسيادة والضرورة العسكرية هما الارواح الشريرة في قضيتنا ، وهي ارواح شريرة لن نتمكن من طردها في وقت قريب،ورغم أن كثيرين قد أصبحوا ينظرون اليوم الى سيادة الدولة نفسها، قديمها وجديدها، تحرص عليها اشد الحرص بوصفها أعز ما تملك، والوسيلة التي لا غنى عنها لحماية نفسها من العدوان على سلامة اراضيها واستقلالها السياسي، ومن هنا فانها تسارع الى تفسير اي شبهة للتدخل في سلوكها او لمراقبتها أثناء نزاع مسلح، لاسيما حين يكون هذا النزاع المسلح داخليا، بأنها عدوان على هذه السيادة العزيزة)،

الاّ ان الحديث عن الضرورة العسكرية في حال وجود جيوش او نزاع داخلي بين فئتين قد تعدت خطوطاً لاينبغي لها ان تتجاوزها الاّ للضرورة العسكرية، الاّ ان قتل المدنيين في داخل المدن، والجيوش في اليابسة مرّة واخرى في البحار بسبب جيش خفي لا يَفْهَم الضرورة العسكرية وموازنتها انسانياً، كما ان الدول _مهما كانت _ ازْدَرَدَتْ وبلعت الْسِنَتها ونَسِيَت ماكان يسمى بسيادة الدولة بل غابت عن وعيها الى حين، وبذلك يمكن القول ان هذه الجائحة بدأت تفتك وتغير وتعطل مواقع أخرى غير الاقتصاد والاجتماع والسياسة،…

نعم بدات تًنْخُر بأُسس القوانين الدولية كالقانون الانساني_موضوعتنا هذه _، لان المقاتل خَفيّ وأسلحته أكْتَم من كُتْمان الكاواتِم، وهنا حطم كبرياء الدول وَداسَ السيادة،ثم اباح لنفسه_الجندي المخفي ،كورونا _ كل محضورة ،واباح الضرورة و كأنه فَقِهَ القاعدة الفقهية القائلة ( الضرورات تبيح المحضورات ) … و لما لا ، لأنها كورونا ، انها درس و موعضة كونية لمن القى السمع و هو شهيد ، فما اعضمك و ارحمك واعطفك ربي وما اصغرنا و احقرنا و اضعفا و اقسانا على انفسنا ، الم نكن من صلب واحد ؟ عذرا ابي … والدي ادم لست انا … فاخوتي قابيليون .

 

  • الآراء المطروحة تمثل رأي كاتبها ولا تمثل رأي المجلة بالضرورة.

 

  • تستطيعون أيضاً المشاركة بأرائكم وتحليلاتكم السياسية :

خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى