أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

أما آن لهذا العراق أن يتوقف نزفه؟

مجلة تحليلات العصر - الحسين أحمد كريمو

لدينا مثَل في الشام يقول: “عادت حليمة إلى عادتها القديمة”، وهو مَثل يُضربُ في الشخص الذي يعود إلى عمل بعد أن قرر التوقف عنه، وله قصص وحكايات متعددة في البلدان العربية ومنهم مَنْ غيَّر الاسم فصار “عادت ريمة”، كما في مصر، ولكن العِبرة واحدة وهي العودة إلى العادة السيئة التي تركها الإنسان بعد ردح من الزمان..
وما رأيناه أمس الأول في ساحة الطيران في مدينة بغداد عاصمة العراق الجريح والتي كانت تُسمى مدينة السلام يوماً إلا أنها في عصر عصابات التكفير المجرمة، وقطعان الظلام الصهيووهابية القاتلة لا سلام ولا أمان لبغداد المنكوبة بتلك المجاميع التكفيرية الظالمة الكافرة التي تعيث في العراق عامة وبغداد خاصة فساداً وإفساداً فماذا يريدون من العراق؟ أما آن لهذا البلد الجريح أن يُضمِّد جراحه ويُوقف نزيفه من دماء أبنائه الأبرياء الفقراء؟
أما شبعت تلك القطعان المجرمة من دماء وأشلاء العراقيين الأبطال، فماذا يريدون منهم بعد؟
ومتى يفهم الذي عليه مسؤولية حفظ أمن العراق والعراقيين مهمته ويستيقظ من غفوته ويستنفر كل عناصره ورجاله لتأمين الحياة الحرة الكريمة والأمن والأمان لهذا البلد الذي ملَّ من القتل والتفجيرات وجمع الأشلاء، وغسل الشوارع من الدماء البريئة، كافي قتل في العباد وتدمير في البلاد ضعوا حدَّاً لهذا الجرح النازف فيكم ومنكم، فمسؤوليته عليكم.
ومتى يفهم أهل السياسة أن الشعب لا يمكن أن يصير ساحة لتصفية الحسابات، والوطن لا يمكن أن يُباع للعدو بضحكة شيطانية باهتة وبعض الدولارات، أو الهدايا التافهة فهل العراق بحاجة وهو أغنى دولة في العالم؟ وهل أنتم بحاجة لتبيعوا بلدكم وشعبكم ودينكم وتاريخكم لصبيان العُربان في مملكة الرمال ومهلكة الرجال من صبيان الوهابية المجرمة؟
فما يجري في العراق لا يُصدَّق – أيها الكرام – واعلموا أن المشكلة في العراق هي الاحتلال الأمريكي وأذنابه، وشركاءه في مملكة الرمال النجدية حيث ينبغ قرن الشيطان، وقطعانهم التكفيرية، فاطردوا الأمريكان، وامنعوا الصبيان يعود العراق كحبَّة الرِّمان جميلاً نقياً شهياً لكم.
وسيبقى العراق في هذه الدوامة ما لم يعِ العراقيون وأهل الشأن السياسي هذه الحقيقة التي طالما أغمضوا أعينهم عنها كُرمى لعيون الإدارات الأمريكية المتصهينة المختلفة، ولكن المجرم القاتل والمنفذ لكل هذه التفجيرات هم قطعان التكفير الصهيووهابية فاحذروا منها واضربوها في أوكارها إن لزم الأمر، فالأمر يتطلب شجاعة ووقفة رجال والعراق لا ينقصه ذلك أبداً.
وليعلم الجميع أن وقوف العراق يعني ارتجاف أعداءه منه بمجرد يرونه واقفاً على قدميه رافعاً هامته شامخاً بنفسه وتاريخه وعراقته وحضارته، فكل ذلك يُرعب أعداءكم منكم ولذا يحاولون وبكل ما أوتوا ألا تنهضوا بالعراق، فلدى الصهاينة وبني سلول فوبيا اسمها بابل والعراق.
فتجدد التفجيرات يعني عودتكم إلى المربع الأول وانتظروا عودة تنظيم داعش وإخوته الذين يفرون من سوريا المنتصرة عليهم، فسيتجمعون في العراق ويبدؤون ضربه من جديد وهي خطة من خطط الإدارة الجديدة في البيت الأسود فكونوا على حذر من عودة تلك العصابات المجرمة لأنهم أطلقوا قبل أيام من سجن (غوانتنامو) السيء الصيت، المجرم “عادل عبد الباري أحد أقرب مساعدي زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والمتهم بتفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام، ليكون خلفاً للظواهري” الهالك في جُحره في سوريا – على ما يبدو – بحجَّة خوفهم عليه من أن يُصاب بكورونا، فأخرجوه من السجن وأوصلوه إلى لندن معززاً مكرماً ومحروساً، وما ذلك إلا ليُعيدوه إلى المنطقة بعد أن أنهى دورته التدريبية على القتل والتدمير واستخدام كل أنواع الأسلحة والمعدات المتطورة جداً، والتكنولوجيا الرقمية.
فالمرحلة حرجة جداً ولكن يجب الوقوف بوجه أولئك المجرمين ووقف هذا النزف العراقي، واستنزافه وسرقته في كل شيء لا سيما حياة شعبه، ونفطه وغازه وخيراته الهائلة، فأوقفوا النزيف والاستنزاف أيها الرجال ليذكركم التاريخ، ويشكركم العراق، ويرضا عنكم العراقيون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى