أحدث الأخبارشؤون امريكية

أمريكا تجنّد كبار السياسيين والأكاديميين عبر التجنيس

مجلة تحليلات العصر الدولية - عدنان علامه

وجدت أمريكا ان أفضل الطرق لتجنيد عملاء لها عبر العالم هو بإعطاء الجنسيات لكبار السياسيين الذي يعتبرونها مكرمة أمريكية لهم؛ بينما هي في الواقع طوق عبودية تُحكِم أمريكا إقفاله على رقبة المُجَنَّس لتنفيذ أوامرها عندما تستدعي مصالحها ذلك.
وهذا الكلام ليس ضربًا من ضروب الخيال؛ أو لتشويه الصورة النمطية المثالية التي تحاول أمريكا ان تعطيها عن الحرية والعدالة والمساواة. وقد أثبتت الأحداث بأن هذه القيم هي مجرد سراب؛ وسقط القناع لنرى أمريكا العنصرية والإستعمارية والتدخل المستمر في شؤون البلدان التي تعارض سياساتها. ولذا كنا نسمع بين الحين والآخر من بعض السياسيين اللبنانيين أصوات النشاز التي تخدم الأجندة الأمريكية.
وللتأكيد على ما ذكرته سأنقل لكم قَسَم الولاء كشرط أساسي للحصول على الجنسية الأمريكية وبدونه لا تعطى. وسأذكر حادثة على سبيل المثال لا الحصر يوثق التدخل الأمريكي السافر في الشأن الداخلي اللبناني والتحريض على إسقاط النظام دون ان تتحرك السلطات الأمنية والقضائية لمحاسبة المحرّضين المعروفين بالإسم واللقب والمهنة والعنوان فقط لأن المدان هو أمريكا وأدواتها.

وأنقل لكم نص قسم الحصول على الجنسية الأمريكية :-

“أعلن يمينا مطلقاً انني انبذ وأتخلى عن الولاء لكل أمير وملك ودولة والسيادة التي تأتي منها المواطنة. وأنني سوف أدعم وأدافع عن دستور وقانون الولايات المتحدة الامريكية ضد كل الأعداء المحليين والأجانب. وسوف أحمل الايمان الحقيقي والولاء للشيء نفسه (الدستور والقانون).
وسوف أحمل السلاح نيابة عن الولايات المتحدة الامريكية عندما يكون مطلوباً بالقانون، ونقوم بالمهام غير القتالية في القوات المسلحة الامريكية عندما يكون مطلوبا ذلك بالقانون. وسوف أؤدي العمل ذا الأهمية الوطنية في اطار التوجيه المدني (الخدمة الاجتماعية) عندما يكون مطلوبا ذلك بالقانون. وانني أخذ هذا الالتزام بجدية وبدون تحفظ وبدون تهرب”. فليساعدني الله.

وأما الحادثة الثانية فتتعلق بمدير الجامعة الأمريكية في بيروت الذي تخلى عن إدارة الجامعة بناءََ لأوامر الغرف السوداء في البيت الأبيض وتحرك على الأرض؛ فأمر الطلاب بالمشاركة مع سارقي الحراك في وسط العاصمة بيروت خلافًا لسياسة الجامعة، وتم تسليمهم “محور الرينغ” لإستفزاز أهالي الزقاق وخندق الغميق لمهاجمتهم إستجرار الدم. وأمر الأساتذة بإعطاء المحاضرات في ساحة رياض الصلح وساحة الشهداء. وانتقل مدير الجامعة الأمريكية بين ليلة وضحاها من باحث وأكاديمي في الأورام له شهرته الواسعة ومدير جامعة عريقة إلى سارق للحراك الشعبي يعطي التلعيمات لإسقاط النظام برمته؛ فلنتعرف سويًا على سيرة د.فضلو خوري لأخذ العبر.

ولد خوري في بوسطن، ماساتشوستس ونشأ في بيروت بلبنان. التحق بالجامعة الأمريكية في 1981-1982، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة ييل في عام 1985، وشهادة الماجستير من كلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا في عام 1989.

“كان الدكتور خوري عضوًا في هيئة التدريس في مركز أندرسون للسرطان بجامعة تكساس في هيوستن بتكساس من عام 1995 حتى عام 2002، وفي عام 2002، التحق بكلية طب جامعة إيموري في أتلانتا بجورجيا، كما عُيّن رئيسًا لروبرتو جويزويتا في مجال البحوث الانتقالية في عام 2007. كان لخوري دورًا رئيسيًا في تطوير بعض أهم البرامج المتعلقة بالسرطان في الولايات المتحدة وكان الباحث الرئيسي في عدد من منح المعهد الوطني للسرطان. يشتهر خوري بشكل خاص بالمشاريع البحثية التي قادها لتطوير علاج مستهدف جزيئيًا للوقاية من سرطان الرئة وعسر الهضم وعلاجه“.

“كتب خوري أكثر من 350 مقالة قد راجعها النظراء، وأكثر من 50 مقالة افتتاحية ومنظورات في المجلات الرائدة، وكتب أيضًا أكثر من 100 مراجعة وفصول كتاب. من بين أهم منشوراته وأكثرها استشهاداً هي تجربة مضبوطة من ONYX-015 داخل الأجسام وهو فيروس غدي متكرر بشكل انتقائي بالاشتراك مع سيسبلاتين و 5 فلورويوراسيل في المرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق المتكرر. إن وجود Cyclooxygenase-2 بشكل مفرط هو علامة على سوء التشخيص في المرحلة الأولى من سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة. أبحاث السرطان الإكلينيكية مثل المرحلة الأولى من دراسة مثبطات إنزيم ترانسفيراز لونافارنيب مع باكليتاكسيل في الأورام الصلبة.”

“حصل على العديد من الجوائز تقديراً لإنجازاته العلمية بما في ذلك جائزة ناجي ساهيون لعام 2006 للجمعية الطبية للشرق الأوسط، وجائزة ريتشارد وهيندا روزنتال التذكارية لعام 2013 من الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان، وجائزة تكريم للعلم والتكنولوجي في عام 2015”.

وقد طرحت علامات إستفهام كبيرة حول الدور الذي تلعبه إدارةُ الجامعةِ الاميركية في بيروت في التظاهراتِ التي يشهدُها لبنان، وذلك بعدَ ظهورِ رئيسِ الجامعة فضلو خوري وهو يوجهُ المتظاهرينَ في وسطِ بيروت قائلاً لهم : “سترَوْنَ محاولاتٍ لزعزعتكم، لتوقيفِ حراكِكم، وانتم تتعاملون معَ اناسٍ لديهم خبرةٌ طويلةٌ في الحساباتِ السياسية” . اضاف :  “عليكم البقاءُ في الأعلى وأن تَحمُوا بعضَكم البعضَ وأن تَحموا الكاميراتِ وروحَ هذه التظاهراتِ التي يجبُ ان تكونَ طويلةَ الامد.

وانتشرَ على مواقعِ التواصل الاجتماعي مقطعُ فيديو تمَ تصويرُه خلالَ توجيهِ خطابٍ باللغةِ الانكليزية في مبنى سينما “غومون بالاس” البيضاوية يدعو الى تشكيلِ حكومةٍ موازيةٍ للحكومة الحالية واحتلالِ وظائفِ الدولة”.

فهذه الواقعة وغيرها تكشف لنا حقيقة المؤامرة. فأمريكا هي المسؤولة عن كل تحريض وتخريب وقطع الطرقات، وعن الفوضى والخراب الذي حل بلبنان بعد سرقة الحراك بتاريخ 17 تشرين 2019.

فهذه هي الصورة الحقيقية لأمريكا المسخ بعد أن سقط عنها القناع. فعلى السياسيين المجنسين ان يكونوا دائمًا من أمريكا على حذر؛ فإنها لا تريد لهم خيرًا.

وإن غدًا لناظره قريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى