أحدث الأخبارسوريالبنانمحور المقاومة

أمريكا تستشيط غيظا من الأوكسجين السوري للبنان!

مجلة تحليلات العصر الدولية

🔹كانت استجابة دمشق العاجلة لصوت استغاثة لبنان للاوكسجين خطوة لافتة وشهامة منقطعة من قبل دولة تحت الحصار مثل سوريا مقارنة بسفيرة أغنى دولة في العالم السفيرة الامريكية دوروثي ك. شيا التي اكتفت بتوزيع 5000 كمامة في بيروت.

🔸المثير بالأمر انه كان من المتوقع ان يقوم بعض الفرقاء اللبنانين الكارهين لسوريا بالسخرية أو الانتقاد، وقد اعتاد البعض على أسلوبهم المتدني في التعليق والسخرية بدل الشكر والثناء، لكن اللافت للانتباه كانت رد فعل وسائل الاعلام الامريكية التي بذلت أقصى جهدها لتقول ان الامر مجرد لعبة ولبنان ليس بحاجة للأوكسجين فما كان من جهدها إلا ان أثبت ان الامر حقيقي وان لبنان على شفا أزمة خطيرة جدا وكادت كارثة السلط في الاردن ان تتكرر في لبنان.

▪️قناة “الحرة” الامريكية دأبت منذ الاعلان السوري اللبناني عن منحة سورية بـ75 طنا من الاوكسجين الطبي (مقارنة بـ50 علبة كمامات تبرعت بها امريكا لبيروت)، دأبت للقول بأن لبنان ليس بحاجة لهذا الاوكسجين الطبي وأجرت تحقيقا صحفيا مفصلا لإثبات ادعائها الكاذب هذا.

القناة الامريكية وصلت الى ان هنالك مصنعين محليين في لبنان لانتاج الاوكسجين في لبنان، وفي حين أعلن أحدهما ان معامله تعمل بأقصى طاقتها من أجل تأمين حاجة المستشفيات المتعاقدة معه، اتصلت القناة مع مدير شركة “Air Liquide” ليقول لها بالحرف أن ” أن لبنان لم يكن يعاني من “أزمة أوكسجين أو كارثة، لكنه كاد الى يصل إليها” وأضاف: “كنا قريبين جداً بسبب المشكلة التي طرأت على عملية الاستيراد والارتفاع في الطلب على الأوكسجين الذي تضاعف 6 مرات بسبب جائحة كورونا وعندما أبلغنا الوزير اتخذ هذه الخطوة الاستباقية”. أي انه أكد ان خطوة الوزير كانت لفتة كبيرة، فهل كان على وزير الصحة اللبناني ان ينتظر الكارثة حتى يتحرك؟!

🔸”الحرة” بدأت تقريرها بعبارة “الوزير حمد حسن، محسوب على حصة حزب الله في الحكومة”، ومن ثم بدأت بانتقاد بداهته وتحركه المبكر لانقاذ لبنان من كارثة!!. لكن ماذا لو افترضنا العكس؟ ماذا لو افترضنا ان معامل الاوكسجين قد أخطرت الوزير حسن ولم يتحرك (على فرض ان لبنان على شفا الازمة ولم تحصل الازمة بعد)، لكانت هذه القناة تنهش لحم الوزير المتقاعس، ولكانت قنوات الفتنة تندب وتبكي على من مات لنقص الاوكسجين وتطالب بمحاكمة وزير الصحة وتحمل حزب الله مسؤولية الفشل والدمار، وهذا ما تفعله دائما كما فعلت بانفجار ميناء بيروت على الرغم من ان ملف ميناء بيروت لم يكن يوما من مسؤوليات ممثلي حزب الله او حتى مقربين منه.

▪️الرفض الامريكي للمنحة السورية العاجلة، واستجابتها من منطلق الأخوة بين البلدين لطلب لبنان الإنساني الطبي الطارئ، يثبت أمرا واحدا وهي انها تفضل ازهاق أرواح آلاف المرضى اللبنانيين على ان يتذكر اللبنانيون ان “الرهان على الأشقاء في الأزمات رهان صائب”، وأن من يحاصرهم ويحاصر أشقاءهم هو الامريكي.

🔸”فرق تسد” ابسط مصطلح عسكري سياسي عرفه التاريخ ولا يجب ان نغفل عن ان امريكا تتعامل معنا جميعا كخصم يهدد أمن الكيان الاسرائيلي وما انتقلت من الحرب العسكرية الى الاقتصادية إلا لأنها فشلت عبر الطريقة الاولى في كسر ارادة الشعبين السوري واللبناني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى