أحدث الأخبارشؤون امريكية

أمريكا عدوة الشعوب والميدان فصل ُ الخطاب

مجلة تحليلات العصر الدولية - ألطاف سعد المناري

حروب شنت على سوريا وليبيا والعراق ولبنان، دُمر كلُ شيء فيها، وامتُهنت كرامة الإنسان، ووراء ذلك ماتسمى برعاية السلام ومنبع حقوق الإنسان، حقوق وضعتها لتتستر خلفها عند ممارستها الطغيان، لا حقوق تكفلها سوى حقوق كل مجرم وباغٍ وطعان، تذرف الدموع أمام الشاشات وتعبر عن استيائها لما يحدث من جرائم، وفي الواقع تعزز تواجدها في الميدان، تبيح استئصال كل شيء حتى الشجر والحيوان، كل ماحرمه الله في قانونها مباح إن كان لصالح الأوطان، تلك حُجتها الكاذبة التي تدمر البلدان، وسلبت تحت ذلك الغطاء حريتها وكرامتها وانعدم فيها الأمان.

في اليمن سجونٌ قصفت، ومدارس دمّرت، وبيوت هدّمت، ونساءٌ رُملت، وطفولة ذُبحت، كل ذلك بإمرة راعية السلام (أمريكا ) ! لم تكن يوماً بلدٌ يأتي منها السلام ، بل الشر والظلم والإجرام، فأينما وصلت يد أمريكا حل الظلم والجور والظلام، وانتشر الفساد وتوزع الخائنين المهام، لضرب الشعوب اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً ، للنيل من كل حر ضرغام، لكنها في اليمن عجزت أن تطوع الأطفال قبل الكبار، بحرب الثقافات والأفكار، فقررت أن تخرج كل مابجعبتها من سلاح لعل حلمها يتجلى أمام عينيها ذات نهار، لكنها رأته بعد سبع سنوات من القصف والحصار والإجرام خيالٌ ووهمٌ وسراب، مُرغ أنفها في التراب، وخسرت كل رهاناتها، ومع ذلك لا زال الطموح يغويها في اليمن فتصعد في حربها، فتحرك الطائرات الحديثة لإحداث الدمار والخراب، وهيهات لها أن تنال ماتتمنى حتى وإن قطعت الرؤوس، واسقت الدماء عطش التراب.

في مقبرة الغزاة يحلم العدو بالمستحيل الذي لا يكون ولن يكون، ومن المحال أن يتحقق لها اليوم ما خسره خلال سبع سنوات من حربه الظالمة، فيمن اليوم أصبح أقوى قوة وصلابة وإرادة وعزيمة على تطهير كل شبر في أرضه، وما يملكه اليوم من أسلحة كفيل بتكبيد العدو خسائر فادحة، والصواريخ المتهاوية على مملكة الرمال خير شاهد على ذلك.

تصعيد أمريكا العسكري والإقتصادي والسياسي يكشف وجهها الزائف، فهي تدعو إلى السلام والمفاوضات لتعرف مدى كفاءة الطرف المفاوض، وكل مطالبهُ تضعها في قائمةِ الضغوطات المستقبلية، ومنعها لسفن المشتقات النفطية وتعزيز السعودية بأحدث المقاتلات، وفرض عقوبات على بعض الشخصيات، خير شاهد على أنها المنفذ الأول للحرب، وهي المسؤولة الأولى عن كل جريمة حصلت وتحصل، فهل هناك من لا يعترف بغير ذلك؟ عدونا أمريكا وستبقى عدوتنا ولا نعرف عدواً غيرها، فهي عدوة كل الأحرار في العالم، وهذا وسام شرف يتقلده اليمن في الدرجة الأولى.

أمريكا عدوة الإنسان والحرية والأمان، هي الغدة السرطانية التي يجب أن تُستأصل من الدول العربية، وسيكون بداية زوالها من اليمن قال بصوت واحد أن أمريكا ليست سوى قشة بالنسبة له، وهكذا تعامل معها خلال حروبه السبع من عُمرِ العدوان عليه، رسائل الجموع أظهرت ماتحمله القلوب من بغض وكره وعداء لأمريكا وإسرائيل، ويجب أن تعيها دول الشر أمريكا وإسرائيل.

اليمن ليست العراق وأي جريمة تحصل سينال مرتكبها العقاب الرادع أين كان موقعه ونفوذه وأي كان حجمها صغيرة أم كبيرة، فهنا محكمة تُنصف كل مظلوم، وتسلب روح كل ظالم، وهذه إحدى رسائل أبناء الشعب اليمني الذي خرج في ساحات باب اليمن الذي طالب بتسليم قتلة الأسرى، وقال أن التصعيد الأمريكي لن يزيد أمريكا إلا الغرق في مستنقع الهزائم ووحل الجرائم، وسيقابل التصعيد بالتصعيد، وأي عقوبات تفرض على أبناء هذا الشعب لن تضره، ولا يأبه لها، فلم يعد هناك مايخسره كما قال الشهيد الرئيس الصماد.

أكدت الجموع أنها ستمضي في سبيل عزتها وكرامتها واستئصال عدوها، وسترد الصاع صاعين، وما على المعتدين إلا تحمل نتائج تهوراتهم وقراراتهم المجحفة بحق الشعب، رسائل أرسلها اليمانيون من الميادين مفادها أن أمريكا عدوة الشعوب والميدان فصل الخطاب بينهم وبين راعية الحصار والخراب،رداً على تصعيداتها ضد بلد الحكمة والإيمان، ولا خيار له غير ذلك، فلم يترك أي وسيلة لإحلال السلام إلا ومضى إليها،ولكن لا مفاوضات أُجديت ، ولا دعوات لوقف الحرب اُستجيبت، ويبدو من خلال التصعيد الأمريكي أنه لاتزال هناك أضغاث أحلام تراوده هو والغزاة المعتدين، وسيعمل اليمني على تفسيرها بفوهات بندقية، وصاروخ ومدفعية، حتى يفيق العدو من سباته العميق، ويتيقن أن النصر لن يكون إلا حليف المؤمنين الصادقين المخلصين المدافعين عن أرضهم وعرضهم وقضيتهم وحريتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى