أحدث الأخبارالعراقسوريامحور المقاومة

أمريكا مجدداً تشن عدواناً غاشماً على السيادة العراقية والسورية

مجلة تحليلات العصر الدولية - عدنان علامه

نفذت الطائرات الأمريكية عدواناً جديداً على السيادة العراقية والسورية ضاربة بعرض الحائط كل القوانين الدولية التي تفرض إحترام سيادة الدول. والأخطر من ذلك كان البيان الذي اصدرته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وجاء فيه :-

“الجيش الأمريكي يشن هجمات جوية على منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران في منطقة الحدود بين العراق وسوريا”.

وأضاف الجيش الأمريكي، أن طائراته هاجمت مرافق تشغيل وتخزين أسلحة في موقعين في سوريا وموقع في العراق”.

وفي التدقيق للمفردات والعبارات المستعملة نجد أنها سيمفونية تتكرر مع كل عدوان امريكي لتبرير عدوانها وانها تعطي لنفسها الحق في مهاجمة الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق علماً بأن أمريكا هي من تدير الدواعش الأجانب في شرق سوريا الذين رفضت بلادهم السماح لهم بالعودة ووضعتهم في سجون بإشراف قسد.
وفي الفقرة الثانية تقول أمريكا بأنها هاجمت مرافق تشغيل وتخزين أسلحة في موقع في سوريا وموقع آخر في العراق. وهذا كذب بحت لأن هذه المواقع للمراقبة لمنع تسلل المجموعات المسلحة من سوريا إلى العراق وبالعكس من مناطق سيطرة القوات الأمريكية التي تحميهم وتدعمهم وتوجه تحركاتهم. ومن جانب آخر فإن القوات الأمريكية في سوريا هي قوات إحتلال لانها لم تنسق مع الدولة السورية في أصل وجودها وحجمه. وقد عبر ترامب وفي اكثر مناسبة عن الاطماع الامريكية في حقول النفط السوري في شرق سوريا؛ والسبب الحقيقي لتواجد القوات الامريكية في شرق سوريا هو لنهب حقول النفط ومنع القوات السورية وحلفائها من الوصول إليها.

ولا بد من وضع النقاط على الحروف.فأمريكا خرقت السيادتين السورية والعراقية عن سابق إصرار وتصميم. والحشد الشعبي ليس ميليشيا بل قوات الحَشد الشعبيّ هي قوات نظامية عراقية، وجزء من القوات المسلحة العراقية تأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة ومؤلفة من حوالي 67 فصيلاً، تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف، وذلك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وبدعم وتغطية أمريكية على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد. وأقر قانون هيئة الحشد الشعبي بعد تصويت مجلس النواب العراقي بأغلبية الأصوات لصالح القانون في 26 نوفمبر 2016.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لا بد من ربط العدوان بالأحداث التي سبقته بعدة أيام:-
1- نظم الحشد الشعبي في العراق، عرضاً  عسكرياً يوم السبت الماضي بمناسبة سبع سنوات على تأسيسه لقتال تنظيم ما يسمى “الدولة الإسلامية”، في خطوة تعد استعراضاً  للقوة، ولا سيما مع عرض طائرات مسيّرة. وكان اللافت مشاركة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي أكد أن الحشد الشعبي هو جزء من الدولة، وكذلك مكان إقامة العرض في محافظة ديالى وليس في بغداد.

وشارك آلاف المقاتلين العراقيين في استعراض كبير إلى جانب دبابات وقاذفات صواريخ في قاعدة كانت القوات الأمريكية تحتلها قرب الحدود مع إيران وأخلتها لاحقاً. ويأتي هذا الحدث، وهو أكبر استعراض رسمي لهذه الفصائل على الإطلاق.

وأشار الكاظمي إلى أنه يقدر تضحيات الفصائل والقوات المسلحة العراقية في محاربة التنظيم المتشدد وحذر من أي “فتنة” داخل قوات الحشد.

وحضر الكاظمي الاستعراض برفقة قادة فصائل مسلحة فيما مرت مئات المركبات المصفحة أمام لافتة عليها صورة أبو المهدي المهندس قائد قوات الحشد الشعبي الذي إغتالته أمريكا مع الشهيد القائد قاسم سليماني في ضربة بطائرة أمريكية مسيرة استهدفت سيارتهما اثناء خروج موكبهما من مطار بغداد الدولي بتاريخ 03 كانون الثاني/ يناير 2020.
2- تحريض السفير الأمريكي السابق في العراق السيد دوغلاس سليمان بتاريخ 27 حزيران/ يناير 2021 ضد الحشد الشعبي وسماحة السيد السيستاني حيث قال بكل وقاحة: “إن الإستراتيجية للحفاظ على المصالح الامريكية في العراق مبنية على إنهاء دور الدين وخصوصاً المذهب الشيعي والتحريض على قتل السيد السيستاني لإنهاء دوره الذي يصفه بأنه مساند للإرهاب والقضاء على الحشد الشعبي الذي يشكل تهديداً خطيراً على نفوذ وهيمنة أمريكا على العراق.

وتحريض السفير لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة إجتماعات ومناقشات دوائر الإستخبارات والغرف السوداء في البيت الأبيض ووزارة الخارجية. وأرفق لكم رابط المقال لتتعرفوا على الوجه الحقيقي لأمريكا وكيف تحيك المؤامرات ضد العراق ودول محور المقاومة.
http://burathanews.com/arabic/reports/395181

واللافت في هذا العدوان هو الصمت الدولي أمام الهمجية والغطرسة الأمريكية التي خرقت سيادة بلدين عضوين في الأمم المتحدة دون ان يرف لها جفن. وقد راقني كلام الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية النجباء المهندس نصر الشمري في سياق ردود الفعل : “‏أيُ بيان يصدر مستنكراً وشاجباً ومندداً بالقصف الامريكي على قطعات الحشد الشعبي في القائم هو كلام فارغ لامعنى له”.
‏فالعدو لا يفهم سوى لغة السلاح والدم.
وجاء سياق الرد اسرع من لمح البصر حيث طال قصف صاروخي عنيف قاعدة حقل عمر النفطي في دير الزور الجانب السوري الذي تشغله قوات الإحتلال الأمريكي.

ولا بد من التذكير بأن العراق هي أم الشرائع؛ وقد طبقت القانون منذ 18 قرناً قبل الميلاد وقد أثبتت شريعة حمورابي جدواها فعمّ الأمن والسلام في عهده.
فليعود الشعب العراقى إلى جذوره وليطبق شريعة حمورابي على أمريكا المتغطرسة التي استباحت العراق وسوريا ولتكون عبرة لمن اعتبر

وإن غداً لناظره قريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى