أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةشؤون امريكية

أمريكا والسعودية والتنظيمات الإجرامية “داعش والقاعدة”.. عدوانٌ متكاملٌ على اليمن

مجلة تحليلات العصر الدولية / صحيفة الاحداث

لم يعـــد خافيا الدعم المباشر الذي تقدمه قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي للتنظيمات التكفيرية الإجرامية “داعش والقاعدة” باليمن في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية ومدى الانسجام الكبير في تحركات هذه التنظيمات الإجرامية وسيرها في خط واحد مع العمليات العسكرية لقوى العدوان والمرتزقة، وحصولها على الأموال والأسلحة المختلفة للمشاركة في قتل الشعب اليمني.
وتتجلى الحقائق من يوم إلى آخر، عن علاقة هذه التنظيمات الإجرامية التكفيرية بأمريكا، وبأنها صناعة أمريكية، وما نشره جهاز الأمن والمخابرات في صنعاء مؤخرا عن نشاط القاعدة في محافظة مأرب إلا دليل قاطع على اشتراكها مع مليشيا الإصلاح والمرتزقة في معركة واحدة ضد الشعب اليمني.
🥢أن الدور الذي لعبته هيلاري كلينتون (وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السابقة) في دعم ومساندة الإخوان للوصول إلى الحكم وبعدها، أوصلها هي ومساعديها بالجماعة التي تم الكشف عنها في وثائق نشرتها مواقع أمريكية في عام 2016، والتي تم نشرها بموجب قانون حرية المعلومات، حيث كشفت محادثات جرت بين هيلاري كلينتون ومحمد مرسى، عرضت خلالها “مساعدة سرية” لتحديث وإصلاح جهاز الشرطة بزعم خدمة “الأسس والمعايير الديمقراطية”، وتضمنت تلك الخطة إرسال فريق من الشرطة الأمريكية وخبراء أمن إلى مصر؛ لإخضاع الإدارة المصرية والشعب المصري تحت إدارة الجماعات التكفيرية.
🥢نسخة جديدة
ومضت واشنطن على الموال ذاته، واستنسخت “داعش” من رحم ما يسمى “بالقاعدة”، وقد أوضح هذه الحقيقة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تصريح نشرته وكالة أسوشيتد برس بتاريخ 2 /1 /2016م، حيث قال بالحرف الواحد: “الولايات المتحدة الأمريكية هي التي أطلقت الفوضى فيما أسماه الشرق الأوسط، وإن مؤسس تنظيم “داعش” هو باراك أوباما (الرئيس الأسبق لأمريكا)، وإن المؤسس الشريك هي هيلاري كلينتون (وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السابقة)”.

🥢النظام السعودي.. الخادم الفعلي
وللتوضيح هنا فـإن النظام السعودي عمل منذ الثمانينيات كممول لمعارك التنظيمات التكفيرية الإجرامية التي تقاتل في جبهات أمريكا ولحسابها ومصالحها، فمنذ أن نادت أمريكا للحرب في أفغانستان انبرى أمراء النظام السعودي الذميم لحشد المرتزقة للقتال في جبهة أمريكا ولصالحها، وقد انطلق المجرم المدعو عبدالله عزام، وهو أحد قيادات التنظيم الإرهابي، من الأراضي السعودية جامعا وحاشدا المقاتلين والأموال، وجند الآلاف من المرتزقة، وجلهم سعوديون، ونقلوا عبر رحلات مجانية سعودية إلى أفغانستان؛ للالتحاق بتنظيم القاعدة الإجرامي تحت شعار مواجهة الاتحاد السوفييتي الذي كان الستار له.
وإذا ما ركزنا على مجريات الأحداث في اليمن جراء العدوان الغاشم منذ 6 سنوات، فـإن الشواهد والأحداث أثبتت كيف قدمت السعودية الدعم المالي لهذه العناصر المتوحشة، حيث ألقت السعودية أسلحة وأموالا عن طريق الإنزال الجوي، إلى جانب تنظيم القاعدة في أبين، كما سهلت السعودية لما يسمى “تنظيم القاعدة” ترسيخ سيطرته على الأراضي في بعض المناطق الجنوبية ومنها مدينة المكلا، التي نهب تنظيم القاعدة فيها قواعد عسكرية ومصارف في إبريل 2015، وأعلن إقامة إمارة في المدينة.
ولم يقتصر نشاط ما يسمى “بتنظيم القاعدة” في المكلا وبعض المحافظات الجنوبية المحتلة، بل كان له تمدد واسع في الكثير من المحافظات اليمنية الشمالية، وتحديدا في البيضاء ومأرب.
ويكشف جهاز الأمن والمخابرات كيف تنقلت هذه العناصر من البيضاء والجوف إلى مأرب، وكيف تعمل لجعلها “ولاية”، كـل ذلك بإشراف ومعرفة واطلاع من قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، حيث يوضح تقرير الجهاز بأن منطقة “قيفة” برداع كانت تعتمد اعتمادا رئيسيا على محافظة مأرب في توفير ما تحتاجه من مواد غذائية ومشتقات نفطية وسلاح وغيرها، وبعد أن قام الجيش واللجان الشعبية بتطهير منطقة قيفة أصبحت محافظة مأرب مأوىً رئيساً لقيادات القاعدة وعناصرها.
علاقة علانية والدعم بلا حدود
ويعاود الباحث علي جسار الحديث عن التنظيمات الإجرامية “داعش والقاعدة”، فيؤكـد أن قوى العدوان قدمت ولا تزال تقدم الدعم والغطاء لعناصر تنظيمي القاعدة وداعش من خلال تعيين قيادات تابعة للتنظيمين في مناصب حكومية رفيعة فيما تسمى حكومة الفنادق، بالرغم من أن تلك العناصر مدرجة لدى وزارة الخزانة الأمريكية كداعمين وممولين للإرهاب.
ويشير جسار إلى أن ما يسمى الخضر جديب، وهو واحد من أبرز قادة تنظيم القاعدة الإجرامي في اليمن، والمسؤول عن عشرات العمليات الإرهابية، أصبح الذراع الأيمن لما يسمى وزير الداخلية في حكومة المرتزقة والفنادق أحمد الميسري سابقا، وقائدا لحراسته، ثم ما لبث أن أصبح جديب قائدا في قوات حزب الخونة الإصلاح الموالية للعدوان ولما يسمى بـ “الشرعية” التي حاولت احتلال عدن خلال الفترة الماضية.
ويؤكـد الباحث جسار أن المجرم جديب احتل مناصب في حكومة الخونة والفنادق، رغم أنه مطلوب في قوائم الإرهاب الدولية واليمنية، وهنا يظهر الأمر بجلاء العلاقة العلانية بين حكومة الخونة في الفنادق ومرتزقتها والتنظيمات التكفيرية، التي كانت حتى وقت قريب تسيطر على أكبر مدن ومحافظات الجنوب النفطية، كعدن وحضرموت وأبين وشبوة، وترتكب فيها أبشع الجرائم ضد آلاف اليمنيين واليوم اتجهت إلى محافظة مأرب بعد أن تم تحرير بعض المناطق التي كانت تتواجد فيها وبدعوة أمريكية، ولكن مأرب سوف تتحرر قريبا ولن تكون مركزا لها.
ومن خلال هذا الطرح، نستنتج بأن العلاقة بين الجماعات التكفيرية الإجرامية “داعش والقاعدة” وتحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن واضحة وجلية، وهي تتخذ أكثر من مسار واتجاه، فمنها المشاركة النشطة والفاعلة في جبهات القتال ضد أبطال الجيش واللجان الشعبية، ومنها التسليح، ومنها تلقي الأموال من قبل العدوان، والتعيينات في المناصب وقيادة المعسكرات والإدارات، وهذا يؤكـد أن قوى العدوان دعمت التنظيمات التكفيرية المسلحة كتنظيمي داعش والقاعدة وغيرهما ولا زالت مستمرة في الدعم حتى الآن، وهو دعم ليس له سقف محدود، بل يمكن القول إنه دعم بلا حدود.
ومن ضمن العلاقات والتعاون بين قوى العدوان ومرتزقته وبين التنظيمات التكفيرية، وبحسب الباحث والناشط السياسي جسار، هو ملف الأسرى، حيث تم إدراج 96 عنصرا من تنظيم القاعدة وداعش (محتجزين لدى حكومة الإنقاذ الوطني) ضمن قائمة الأسرى المقدمة من حكومة الفنادق؛ بذريعـة أنهم ضمن أسرى المرتزقة، في حين أنهم عناصر إرهابية نفذت عمليات إرهابية وإجرامية ضد المدنيين، وهذا له دلالة واضحة على أن تنظيمي القاعدة وداعش يعتبران مكونين أساسيين من مكونات قوى العدوان وجزءا لا يتجزأ مما يسمى حكومة الفنادق.
الإخوان و”إسرائيل” من رحم واحد
لقد أقلق التقدم الكبير للجيش واللجان الشعبية في مأرب أمريكا وبريطانيا؛ بسبب خوفهم من القضاء على أدواتهم، وكذلك أثار مخاوف “الكيان الإسرائيلي” الذي عبر بكل وضوح عن مخاوفه من خلال إرساله غواصة عسكرية إلى السواحل اليمنية في باب المندب، وهو ما أكـد عليه ناطق جيش الكيان “أفيخاي أدرعي” بمقطع فيديو على مواقع التواصل.
ويقول الباحث والناشط السياسي جسار: إن هذا الإعلان الإسرائيلي -وفقا للمراقبين- يؤكـد ارتباط حزب الخونة الإصلاح ممثل الإخوان المسلمين في اليمن بعلاقات مع إسرائيل من تحت الطاولة برعاية تركية، لا سـيـما أن “أنقرة” تربطها علاقات وطيدة بالكيان الإسرائيلي على المستوى الاقتصادي والعسكري، منوها إلى أن صدور بيانين متزامنين كأنهما صدرا من فم واحد خلال الأيام السابقة، الأول بيان من تنظيم داعش، والثاني تعليق من المتحدث العسكري الإسرائيلي، يمثل بيانا على سير العمليات في مأرب، أما الأول فقد صدر تحت ما يسمى دولة الخلافة الإسلامية “ولاية مأرب” بعد أن تم الدفع بقوات التنظيم المجرم جنبا إلى جنب مع قوات تنظيم القاعدة والإخوان المسلمين المجرمين، وهو يتحدث عن تنفيذ عمليات هجومية على مواقع الجيش واللجان الشعبية في منطقة الكسارة.
المشاركة في العمليات القتالية
ولأن التنظيمات التكفيرية داعش والقاعدة تتشارك الجرائم وتتبادل الأدوار مع العدوان الأمريكي السعودي في اليمن وتظهر عندما يكون حزب الخونة الإصلاح في زاوية ضيقة أو يخسر مواقعه ونفوذه، فقد بات تبادل الأدوار بين التنظيمات التكفيرية والعدوان الأمريكي السعودي من الأمور المسلم بها في اليمن، لدرجة يصعب تجاهلها في التقارير الأممية والدولية التي تحاول تقديم بياناتها بمستوى معقول من المهنية.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي عبدالخالق النقيب إنه لم يعد خافيا تنامي مستوى الشراكة الواسعة بين التنظيمين التكفيرين (داعش والقاعدة) والعدوان الأمريكي السعودي في اليمن، بعد أن أصبح الدعم المادي واللوجستي العسكري الذي يوفره العدوان لتنظيمي (داعش والقاعدة)، إحدى الحقائق التي أكـدتها عدد من الصحف الأمريكية، وأهمها ما كشفت عنه مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية المتخصصة في الشأن العسكري، حيث كشفت تقاريرها عن إبرام صفقات سرية مع مقاتلي القاعدة وداعش لمواصلة القتال في صفوف المرتزقة ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية، كما أشار التقرير لمستوى الدعم اللوجستي العسكري وتنامي التنظيمات التكفيرية في اليمن وحجم امتلاكها من الأسلحة التي باعتها أمريكا للسعودية والإمارات، وأيـضا ما كشفت عنه وكالة أسوشيتد برس في تقارير عن صفقات سرية تم فيها إعادة تجنيد مقاتلي التنظيمات الإرهابية للانضمام والقتال في صفوف العدوان نفسه، ما أتاح لها أن تبقى حية وقادرة على القتال والتوسع والانتشار في ظل علم الإدارة الأمريكية وتحت إشرافها.
ويؤكـد النقيب أن المجلة أبرزت حالة التناغم بين التنظيمين التكفيريين والعدوان في تنفيذ أكثر من “150” عملية اغتيال في المحافظات الخاضعة لسيطرة الاحتلال، والتي استهدفت خطباء وأئمة المساجد والسياسيين المناهضين لسياسة دولة الإمارات المحتلة.
من جهته، يقول الباحث والناشط السياسي، علي جسار: إن المشاركة في العمليات القتالية والتدريب في الجبهات والمعسكرات تتمثل في عدة صور، أهمها إعلان التنظيمات الإجرامية المشاركة في العدوان.
ويضيف أنه في منتصف يونيو2015 م أعلن تنظيم القاعدة على لسان المدعو خالد سعيد عمر باطرفي -أمير التنظيم في اليمن وجزيرة العرب- مشاركته في القتال ضد الجيش واللجان الشعبية في ١١ جبهة ضمن قوات العدوان ومرتزقته، حيث تشارك التنظيمات التكفيرية (داعش _ القاعدة) في جبهات القتال ضمن تشكيلات العناصر التكفيرية السلفية المتشددة، وكذلك إلى جانب تشكيلات تابعة لمرتزقة دول العدوان في مختلف الجبهات. وتشير إحصائيات إلى أنه من بين كـل 1000 عنصر مرتزق يوجد 50-70 عنصرا لهم ارتباطات بالقاعدة أو كانوا من عناصر التنظيم.
وعلى الرغم من فارق التسليح والإمكانات بين قوى العدوان والجيش واللجان الشعبية، يبين جسار أن الأول حشد التنظيمات التكفيرية “الموسومة بالإرهاب دوليا” للقتال معه دون مواربة، وبغطاء أمريكي أوروبي، وهو ما أثبته بيان داعش بالانضمام للقتال في مأرب مع قوى العدوان قبل أيـام، مشيرا إلى استعانة العدوان بتنظيم “القاعدة وداعش” ودفعه بقيادات قبلية موالية له إلى محارق الموت، أملا بقلب موازين المعركة لم تجد نفعا، بل توالت الخسائر بسقوط قيادات كبيرة منها.
ويؤكـد جسار أن عملية التنسيق تتم بين تنظيمي القاعدة وداعش ودول العدوان ومرتزقته في مجال التدريب من خلال تدريب عناصر تنظيم القاعدة ضمن مجاميع وتشكيلات مرتزقة دول العدوان، وأنه يسمح لتنظيم القاعدة بإقامة معسكرات تدريب خاصة بالقرب من معسكرات المرتزقة، كما يسمح لهم بإقامة معسكرات خاصة بالتنظيم في بعض المناطق المحتلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى