أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

أنسحابات غامضة

مجلة تحليلات العصر الدولية - رضا جوني الخالدي

بعد ثورة تشرين في خريف ٢٠١٩، انتهجت الأحزاب أنظمة جديدة ، واصبحت كلها توّد الثورة والاحتجاجات، في ظل زوبعة اعتقالات اطالت الناشطين من ابناء الشعب،  واصبحت ساحات التظاهرت قرمزية وتوشحت بالإعلام العراقية والحزن  اشتد والغضب رمى هدوئه وهج بين الساحات رافضاً ومستنكرًا هذه الاعتقالات والاغتيالات السافره.

فكان هذا الشجب قد أجبر رئيس الوزراء على الاستقالة وحل بدلاً عنه السيد الكاظمي، وتم تحديد أنتخابات جديدة في صيف ٢٠٢١، لكن الأمر لم يتم فكان الموعد المغيـّر الشهر العاشر من العام نفسه، وشهدت التعديلات وبسبب ضغط الجماهير الى تغيير  القانون الأنتخابي وتضييق الدوائر الأنتخابية،  فكانت هذه الحلول بريق أمل لعل لهذا الشعب نجاة من محالك ظلام الأحزاب وهيمنتهم على الوطن.

الى هنا تشكل حزب البيت الوطني، بقيادة حسين الغرابي، وحركة امتداد بقيادة علاء الركابي، فأعلن الأخير بمشاركته في الأنتخابات المقبلة، بينما حث الغرابي على مقاطعتها، فكان البيت الوطني أول المنسحبين ظناً منه لا يتغير العراق ويأتي بالخير بهذا القانون الإنتخابي، فبعد أشهر قليلة حتى أعلن الصدر انسحابه من الإنتخابات المقبلة ورفع يده عن سائرون في الحكومة الحالية، بعدما اعلن عن كتلته الصدرية التي سوف تشارك في مضمار الأنتخابات، وتوالت الأنسحابات بعده،
فكان للحزب الشيوعي العراقي نصيبه في الإنسحاب ايضًا، لم تقف الإنسحابات الى هذا الحد، بل اقدم حزب التجمع الجمهوري على الأنسحاب، و طتقدم المنبر العراقي بزعامة علاوي وأعلن انسحابه تاركاً ساحة الأنتخاب القادم.
حيث تبقى الأسئلة عالقة في سطوح اذهان المحليين للشأن السياسي لم تجد تحليلات تعمق دخولها.

هل هذه الانسحابات تعطي الفرصة لبقية الأحزاب المشاركة؟

هل هذه الانسحابات  لمعان في افق تهديد أقامة الإنتخابات؟

هل هذه الانسحابات سوف تلغي الأنتخابات القادمة؟

هل فهمت الأحزاب المنسحبه بأن الطريق وصل الى منفذ مغلق ولا يمكن إنقاد العراق من واقعه؟

والسؤال الأخير وضعت جوابه رنا الخالد المديرة التنفيذية ورئيسة الباحثين في منتدى صنع السياسات بالندن، في حديث لموقع “الحرة”، إن إعلان الصدر الانسحاب من الانتخابات هو رسالة غير مباشرة من قبل زعيم أكبر تيار سياسي في العراق بأن العملية السياسية في العراق وصلت إلى طريق مسدود بلا منفذ وبلا حلول عملية للخروج من الأزمات المتتالية التي تعصف بالبلاد.
اسئلة كثيرة تدور في اروقة السياسة وألغاز لا يفهمها الشارع العراق، هذه الانسحابات المتكررة غالباً سوف تدخل العراق بدوامة لا يعرف مداها أحد، ولا يتكهن بعاقبتها سياسي بالخير أو الشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى