أحدث الأخبارشؤون اوروبيية

أوكرانيا درس لكل المطبعين

مجلة تجليلات العصر الدولية

أمريكا أوهمت أوكرانيا أنها ستحميها، وأوروبا أوهمتها بعضوية الناتو، أمريكا زودتها بمنظومة دفاعية، وأوروبا زودتها بشحنات أسلحة، وأظهروا لها وللشعب الأوكراني بأن أمريكا وأوروبا من خلفكم فلا تخشوا الثرثرة الروسية، هذه الحالة التي عاشتها أوكرانيا لسنوات طوال، اليوم وفي ليلة وضحاها يسقط القناع عنها في ظل هجوم وشيك من روسيا على أوكرانيا، وقد حشدت روسيا جنودها ومدرعاتها وصواريخها على الحدود الاوكرانية، روسيا تصر لإعادة كييف لحضنها، فجأة تبدّلت اللغة الأمريكية والأوروبية وتركوا أوكرانيا لتواجه مصيرها أمام الدب الروسي، بالأمس تابعت نهاية فصول المسرحية الأوروأمريكية في خطاب للمتحدث للبيت الأبيض سوليفان اقل ما يمكن وصفه ب “الخطاب الهستيري” حيث كانت حالة ولغة سوليفان متوترة وهو يطالب لأكثر من 10 مرات المواطنين الامريكيين في أوكرانيا بالمغادرة فورا خلال ٢٤ ساعة، بل الأكثر دهشة في خطابه أنه تحول كناطق باسم الجيش الروسي وصار يحدد أوقات الهجوم الروسي على أوكرانيا ويصفه ويحدد هيئته سواء جواً أو براً، ويضيف بأن روسيا في غزوها هي ستصل إلى العاصمة كييف، ثم دافع عن بلاده ليوحي للمشاهد بأن أمريكا فعلت ما تستطيع من أجل أوكرانيا متجنبا غضب روسيا، فيقول بأن أمريكا أرسلت لأوكرانيا أسلحة دفاعية فقط، ثم يقول للامريكان في أوكرانيا بأنه لو بقي مواطنين أمريكيين فيها خلال الحرب فإن الرئيس بايدن قرر بألا يتم اجلاؤهم أثناء الحرب، كل هذا وأكثر قيل في خطابه الهستيري بالأمس، فعلا لمست حالة من الهستيريا، فأمريكا التي اوهمت أوكرانيا بحمايتها هي الآن لا تحميها بل قتلت الروح المعنوية للاوكرانيين بهكذا خطاب ولغة تخويفية، روسيا لم تنظر للخلف ومضت في تأمين حدودها ولم تسمح للناتو ولا لأمريكا بتهديد أمنها، هي طلبت ضمانات أمنية من أمريكا وأوروبا ولم يتم تحقيقها، لذلك ذهبت لتحقيق ضماناتها الأمنية بقوة سلاحها وجيشها.

الحالة الاوكرانية هي درس كبير وعملي وعلى الهواء مباشرة لكل الأنظمة العربية التي طبّعت أو تفكر في التطبيع مع الكيان الصهيوني وتزحف على أربعتها فوق بلاط البيت الأبيض أملا أو بحثا عن الحماية لعروشهم في مواجهة شعوبهم، وإن ما حصل مع أوكرانيا التي ذهبت نحو الأمريكي والأوروبي وحصلت منهم على كل الوعود وعلى بعضٍ من فتات الأسلحة، ثم عند الجد واقتراب الانفجار تركوها لتواجه مصيرها، فالأنظمة التي لا تحمي نفسها، لا أحد يستطيع حمايتها من الخارج مهما بلغت قوته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى