أحدث الأخبارشؤون امريكيةفلسطينمحور المقاومة

أيتام ترامب

مجلة تحليلات العصر - أسعد العزّوني

لسنا معنيين بنتيجة الإنتخابات الأمريكية،ولا نعول عليها ،لأننا لم نتقن فن صناعة الحلفاء،ولم نعمل يوما من أجل مصالحنا ،بل كنا نمنح ولاءنا مجانا للآخرين ،وندفع لهم،وكأن حقبة ملوك الطوائف لم تنتهي،وقد قلدنا ملوك الطوائف ،وضيّعنا فلسطين والعراق واليمن وسوريا ومصر وليبيا ولبنان وحتى الأردن ،الذي يحاول البعض وضعه في فم الأسد عنوة ،مقابل نيل الرضا.
ما يعنينا في الإنتخابات الأمريكية هو مصير المراهقة السياسية في الخليج ،التي وضعت كل بيوضها في سلّة ترمب،وطوّبت بإسمه كل ثرواتها، ودخلت المخدع الإسرائيلي علانية من أجل دعمه في الإنتخابات ،وكانت منحته سرا وعلانية مئات الملايين من الدولارات كرمى لعيون إبنته إيفانكا ،وتكريسا لذلهم وتبعيتهم،وكانوا يهرعون إليه بالصرر فور قوله عن بعد :إدفعوا فأنتم بدون حمايتنا لن تمكثوا في قصوركم يوما،وأتقن فن تسويق إيران خصما لبعض دول الخليج.
وما يعنينا أيضا هو مصير الدهقن الإسرائيلي “كيس النجاسة “حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو ،الذي تساوق مع المقاول ترمب على قاعدة “شيلني بشيلك”،دون أن يحسب حسابا لمثل هذا اليوم،وعند رحيل ترمب سيجد المقاول النتن ياهو نفسه في السجن ،بسبب سوء إدارته للحكم وخيانته للأمانة،وربما يحاسبونه على تلطيخ سمعتهم الملطخة أصلا،لقيامه بشحن ملابسه المتسخة لغسلها مجانا في البيت الأبيض وحيث يذهب في زياراته الخارجية.
هؤلاء قراد الخيل الذين راهنوا على المقاول ترمب يضربون حاليا أخماسا في أسداس ،فالمراهقة السياسية في الخليج،تقف منذ مجيء ترمب على أرضية رخوة قابلة للإنهيار في أي لحظة ،وقد إرتكبوا في حقبته كل الخطايا والجرائم التي لا تغتفر داخليا وخارجيا ،مسلحين به نظير دفعهم التاوات والخاوات التي يفرضها عليهم عن بعد،كما أن النتن ياهو تعامل مع حلفائه المفترضين من العسكر بكل السخرية المعهودة ظنا منه أن ترمب باق في الحكم.
واضح أن هذه التخوفات في محلها ،فالمرشح الديمقراطي جو بايدن ،أعلنها بصراحة أنه وفي حال فوزه في الإنتخابات وتربعه على كرسي العرش في البيت الأبيض،سيقوم بإصلاحات سياسية تعدل المسار،وأنه سيقوم بمحاسبة المراهقة السياسية في الخليج،بسبب جرائمها ،كما سيقوم بمعاقبة النتن ياهو بتعطيل مسار صفقة القرن التي تبناها ترمب والمراهقة السياسية في الخليج،وسيعيد المساعدات المالية الأمريكية لسلطة أوسلو ،مقابل عودة الفلسطينيين للمفاوضات العبثية مع الإسرائيليين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى