أحدث الأخبار

أين ذهبت الروح الرياضية ؟!

مجلة تحليلات العصر الدولية - عبدالملك سام

كلنا كنا في الملعب هذه الليلة ، ونعم كانت لعبة رياضية وسياسية ؛ فكل المباريات السابقة كانت في كفة ، ومباراة الليلة في كفة ! انها نفثة المصدور ولو من باب الترويح عن نفس ضاقت بعد طول الظلم والقهر . في نهاية الأمر هي مجرد مباراة كرة قدم ، ولكنها حملت الكثير من مشاعر الفرح التي تتعدى كونها فرحة نصر بمباراة كرة قدم ، وتداخلت فيها السياسة بالرياضة ، وأحسسنا فيها بالغبطة والشماتة بالعدو الذي أستمر في الإيغال بالظلم لنا في كل المجالات حتى يشعر بالزهو أنه يقهرنا في كل شيء لأنه عدو مريض نرجسي خبيث .

رغم ما فعلوه خابوا ، فالمباراة على أرضهم ، وقد فعلوا كل ما يمكن لمنع جمهورنا من حضور المباراة ، وأستعانوا بمستشارين وخبراء لفرض ما يستطيعون من أجواء سلبية لوأد عزيمة منتخبنا الناشئ ، ولكن كل ما فعلوه لم يجدي نفعا أمام الروح الجديدة التي تكونت لدى جيل عايش سبع سنوات من الحصار والعدوان والدمار .<br><br>لا مبالغة هنا ، ومن يعتقد أني أبالغ فهو مخطئ ؛ فالواقع أننا قهرنا عدوانا شاملا بأعتى الأسلحة العسكرية والنفسية ، وعقود من الحروب الناعمة التي كانت الغاية منها سحقنا كشعب لنعيش كتابعين لا يملكون عزما ولا حرية ولا كرامة ، ولكن التغيرات حدثت وما تزال تحدث ، وما تحقق خلال سنوات العدوان من تغيرات في الشخصية اليمنية سيمتد إلى كل المجالات ، بما فيها الرياضة .

لم نعد ذلك الشعب المخدر الذي لا يملك ثقة في نفسه ، بل أصبحنا شعب يملك الجرأة ليبادر ويغير ، وهذه البطولة ليست أكثر من مؤشر بأننا مهما كانت المؤامرات والصعاب فإننا سنظل شعب واحد ، وبأننا رغم التعتيم أستطعنا قهر أعتى الجيوش ، وقد صار لنا هدف نسعى لتحقيقة بخطى حثيثة ، ولدينا قيادة ومنهج نستطيع من خلالهما اللحاق بركب الحضارة التي طالما عرفنا بها ، وبزوال الفساد والتبعية لابد أنه سيأتي اليوم الذي يتم التعامل فيه بإحترام وتوقير للجواز اليمني في كل بلدان العالم .

الروح الرياضية مطلوبة ، ولكن ليس مع عدو متغطرس وحقود كالنظام السعودي ، وإنها لفرصة متاحة اليوم لجيراننا أن يفكروا هم لماذا يتعاملون معنا بهذه الدونية والإستعلاء ؟! فليفكروا هم بروح رياضية ، وليعتادوا عليها ، فهم بالتأكيد سيحتاجون لها عندما ننهي إحتلالهم لكل شبر من أرضنا ونبدأ مرحلة الثآر والحساب لكل ما فعلوه ومستمرون في فعله باليمن واليمنيين .. وقفة مع الضمير يا شعب المملكة قبل فوات الآوان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى