أحدث الأخبارالإسلامية

أين نحن من الأمام أمير المؤمنين علي ( ع )؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - د . نور الموسوي

الأمام أمير المؤمنين علي (ع ) أسلام يدُب على الارض، يختزل البشرية في مفاهيم البعد الأنساني، تطبيقاً لما أملى عليه أستاذه رسول البشرية، ليرسم البعد العملي التي جاءت به رسالة السماء، لأنتشال الأنسان المعذب من وهدة التخلف والأستضعاف الى درجات الرقي، ومنح أنسانيته المفقودة، وسط غبار المطامع والمقامات، التي تسود حالة البشر، كما أن للأمام (ع) مفاهيم تتغنى البشرية بها عبر الزمن، وأضحت برامج عملية في السمو والتقدم الأنساني …
لكن البعض يتخذ من تلك المفاهبم وسائل وأدوات رخيصة لكسب المريدين والأنصار وجعل هؤلاء جسرا ً لجني المكاسب والمقامات،
وفيما بعد ينعتوهم بالجهلة ورعاع القوم.
يا لها من تجارة خاسرة، وسقوط أخلاقي ….
الأمام علي (ع) لم يقتله السيف، بل يقتل في كل يوم، من خلال من يدّعون محبيه وشيعته، لان عليا (ع) برنامج عملي وتطبيقي لكل معاني الإسلام ومفاهيمه القيمة والإنسانية، وليس منظومة مفاهيم نظرية نستلها من بُطُون الكتب والموسوعات، والتي باتت ديكورات منمّقة تعرض في المكاتب وإلبيوت، كي تحقق غاية في نفس صاحبها !!!
تلك النفوس المريضة التي فقدت مصداقيتها في أول أختبار، وأجنحت في غّي النفس الآمارة بالسوء، وأضحى سقوطها المُدوي ينعكس وبشكل مباشر على تلك المفاهيم، التي كان عليا ً(ع) يعيش من أجلها، وكرس كل شيء في دنياه من أجلها.
أخاطبكم !!! يا من تدعون حمل تلك المفاهيم، والتي أصمت أسماعنا من كثرة ترددها جيلا ً بعد جيل؟

١ – هل أصبح لدينا برنامج عمل منظم،
ننطلق به الى ساحة الواقع، الذي نعيشه ويترك أثاره لخدمة المستضعفين والمحرومين، كما كان يفعل إمامنا !! ويرسم الخطوط العريضة في رسم السياسة الأستراتيجية ذات الأبعاد المختلفة (السياسة، الاقتصاد، الأجتماع ) والتي تلعب دوراً فعالاً، في بناء مجتمع متكامل ينسجم مع أطروحة الأمام (ع )، إذ يقول في وصيته : (أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم)؟
٢- هل تبادر الى أذهاننا يوما ما أن منهج علي عليه السلام هو مشروع أنساني يتعلق، في بسط الأنصاف والعدالة في الرعية ؟ والذي أزدحمت به ثنايا الأدبيات والكتب طوال قرون، وعدم أفضلية الأتباع والمريدين !!!! على غيرهم من عامة الناس وبالأخص فترة مجيء الدنيا، سلطةً … ومالاً (واشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة
لهم واللطف بهم).

٣ – عندما آلت ألينا (السلطة) هل تلك المفاهيم التي تتعلق في أنصاف المظلومين والمحرومين، وأقامة ميزان العدالة، أخذت حيزاً من الواقع الموضوعي وترجمت كمشاريع، تخدم الطبقات المسحوقة، ومنحت أياهم الحد الأدنى من العيش الكريم، المكفول أنسانياً، في مفهوم الأمام (ع)، (أأقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ولا أشارككم في مكاره الدهر، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش ! …. ولوشئت لأهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولكن هيهات أن يغلبني هواي … أو أبيت مبطاناً وحولي بُطُون غرثى وأكباد حرّى).
ليتك سيدي تنظر الى المجمعات العشوائية، المحيطة في مكبات النفايات !!!؟ وجيوش المسحوقين في قارعة الضياع !!! والذين يجمعون قوت عيالهم من مكبات النفايات!!!
فهل من معتبر؟ ويروى عن الأمام علي (ع) علي عليه السلام: (ما أكثر العبر وأقل الإعتبار).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى