أحدث الأخبارمحور المقاومة

“أيّام المقاومة” في مواجهة ” أيّام العار”

مجلة تحليلات العصر الدولية

في الوقت الذي شهدت فيه عدّة مدن أمريكية وكندية، تظاهرات حاشدة يومي الجمعة والسبت 7 و 8 آب/ أغسطس الجاري، نصرة وتأييدا للمقاومة الفلسطينية، في إطار فعاليات “أيّام المقاومة” التي دعت إليها شبكة التضامن مع الأسرى الفلسطينيين – صامدون” بمشاركة أكثر من 100 منظمة فلسطينية ودولية متضامنة مع الشعب الفلسطيني.

تخرج علينا خلية الشاباك الناطقة بالفلسطيني، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي “بدنا نعيش”، للدعوة لرفع الرايات البيضاء، وتسليم السلاح، أملا في العيش بنذالة تحت بساطير الاحتلال.

وفي الوقت الذي ، جالت فيه تظاهرة حاشدة السبت الماضي شوارع مدينة ديترويت في ولاية ميتشغن الأمريكية ، بمشاركة واسعة من قبل الجالية الفلسطينية والعربيّة، إضافة إلى أمريكيين من أصول افريقية ومجموعات من السكّان الأصليين و” فلبينيين من أجل العدالة” رافعين الأعلام الفلسطينية، مرددين شعارات منددة بسرقة الأراضي الفلسطينية، مؤكّدين على التضامن العالمي ضد الاستعمار والعنصريّة.

تخرج علينا مجموعات باعت نفسها للمحتل، تدعو لتنظيم تظاهرات داخل غزة المحاصرة ،غزة المقاتلة، غزة الشوكة في حلق الاحتلال، تظاهرات ظاهرها انساني وباطنها سياسي، لتنفيذ أهداف الاحتلال بإسقاط غزة وبندقيتها ولكن بأيادي فلسطينية.

وفي الوقت الذي شهدت فيه ولاية نيويورك، تظاهرة حاشدة، برزت فيها المظاهر الكرنفاليّة، حيث جالت سيارات ترفع الأعلام الفلسطينية، واليافطات المنددة بالاستعمار الاستيطاني الصهيوني، على وقع الأغاني الفلسطينية، بمشاركة عدّة فعاليات أمريكية مناهضة للاستعمار، وحضور ملحوظ للمنظمات السياسية للأمريكيين الأفارقة، والجالية الفلبينية وسواها من الفعاليات المتضامنة مع الحق الفلسطيني.

تتجرأ مجموعات من المأجورين، لتوظيف الشاشات الزرقاء ومواقع التواصل الاجتماعي، لإقناع الضحية بأنه السبب في معاناته وفي جوعه وفي وأد أحلامه، وأن جراحه الغائرة في جسده إنما هي فعل ذاتي، وأن العدو الرهيف الرقيق الكيوت برئ من دم يوسف.

وفي الوقت الذي تنطلق فيه تظاهرات حاشدة في مدينة فانكوف بكندا، بتنظيم من شبكة “صامدون” ولجان المُقاطعة “BDS” إضافة إلى جمعيات يهودية مناهضة “لإسرائيل”، ونشطاء ضد الفصل العنصري “الاسرائيلي”.
تجند مجموعات فلسطينية من الهاربين من غزة، من أصحاب السوابق والفضائح، تجند نفسها وتعيد المحاولة تلو الأخرى، لتصنع قنابل موقوتة لتفجير الساحة الداخلية لقطاع غزة، غزة التي تتعرض للحصار وللعدوان الصهيوني بشكل متواصل، وتجعل من نفسها رأس رمح لتحقيق أهداف العدو، وبأيدي فلسطينية، لتحقيق عجز العدو عن تحقيقه بالسلاح والعدوان.

وفي الوقت الذي تتسع فيه دائرة الرفض الدولي والعالمي لكيان العدو، ولاستمرار بقاء احتلاله لأرض فلسطين، وفي الوقت الذي تحتشد فيه الشعوب لمناصرة حقنا في العيش بسلام وأمان على أرض وطننا المحرر، يعمل العدو على تنظيم وتجنيد مجموعات فلسطينية، ضمن وسائل وأساليب الحرب الرابعة، بهدف تفجير الساحة الفلسطينية من الداخل، ليقوم الفلسطينيون بتدمير أنفسهم بأنفسهم، من خلال اثارة البلبلة والفتن بين صفوفهم، وأن يخرج من بين صفوفهم بمن يرتدي رداء الانسانية وحب العيش، للمطالبة بما يطالب به العدو، ولتحقيق أهداف العدو، ولكن بأيدي فلسطينية هذه المرة.

وفي الوقت الذي تستخدم فيه غزة أكثر أساليب الحرب بدائية وسلمية، في مواجهة أشد أساليب الحرب الصهيوني تدميرا وبشاعة، للمطالبة بكسر الحصار المفروض عليها منذ نحو 14 عاما، أملاً بالعيش بحرية وكرامة أسوة بباقي شعوب الأرض، على أرضهم المحررة.

تخرج علينا فئة باعت نفسها للشيطان، وجندت نفسها ككتيبة متقدمة في جيش العدو، لتقول بكل وقاحة، سلموا أسلحتكم، سلموا كرامتكم، سلموا عزتكم، وخونوا عهد الشهداء والأسرى والجرحى، فقط لتعيشوا، أي عيشة، تحت بساطير، وتحت رحمة العدو بكل خسة ونذالة.

الأمر الذي يفرض على الشعب الفلسطيني، نبذ هذه الفئة المأجورة، التي تحاول صنع الفتن من خلف الحدود، وكشف هذه المجموعات التي يجندها الشاباك من خلف الشاشات الزرقاء، وفضح أساليبهم ووسائلهم، تمهيدا لعزلهم وتعريتهم أمام شعبنا المرابط على أرضه، المتمسك بحقه، الصابر على جرحه، المتيقن بنصره، وبتحرير وطنه، مهما طال الزمن، فما ضاع حق وراءه مطالب.

لأن تعيش فقيرا، ولكن حراً عزيزاً فوق أرضك، خير لك من أن تعيش غنيا مرفها، ولكن ذليلا بلا كرامة تحت بساطير عدوك.
عماد عفانة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى