أحدث الأخبارالإماراتفلسطين

إجتماع الندب والإرتعاش

فراس ياغي

إجتماعات الأحد واليوم الإثنين 27-28/ 3/ 2022، في كيبوتس “سدية بوكر” بجانب قبر مؤسس دولة إسرائيل “بن غوريون” في النقب وبحضور عربي وإسرائيلي وبرعاية أمريكية هي البداية ليس فقط للتنسيق الأمني والإقتصادي الذي كان بالأصل موجود عبر مسؤولي أمن كل دولة، بل هو للتأسيس لحلف عربي سني مع إسرائيل لمواجهة المد الإيراني في منطقتنا، ولترطيب الأجواء مع الإدارة الأمريكية تحضيرا ليكون هذا الحلف أيضا في خدمة أمريكا والناتو في مواجهة حلف روسيا والصين الذي بدأ يتشكل ولو عبر المواقف كنتيجة للحرب الأوكرانية وإحتمالية التوصل لاتفاق الضرورة الملح النووي في فينا لإدخال النفط والغاز الإيراني للسوق لتخفيف حدة الإرتفاع في الأسعار.
هذا الإجتماع يأتي بعد خريف عربي دمر الكثير من بلاد العرب وتحت يافطة الثورات وشمل دول مهمة وأساسية ونفطية وأدى لتوسع النفوذ الإيراني، كما إزدادت شعبية الأسلمة السياسية في الاقليم بسبب من دعم أمريكا والغرب ودول الخليج لها في دول ما سمي ب “الربيع العربي” ولولا القضية الفلسطينية والإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية لتحالفت الأسلمة السياسة بالكامل مع الخليج والغرب وهادنت إسرائيل كما حدث في “سوريا”، النتيجة أن الأمن القومي العربي أصبح يكتنفه ضباب كثيف لا يرى من خلاله إلا التهديد الإيراني في حين أصبحت إسرائيل دولة حليفة، كما أن التراجع الأمريكي من المنطقة وليس الإنسحاب يستدعي تحالف تنسيقي لمواجهة الخطر المتفق عليه والذي تم تصنيفه وفقا لمعطيات أساسها أحقاد طائفية وعدم التسليم بالقوة الصاعدة “إيران” وهذا أدى إلى اجتماع الندب والشكوى لمؤسس دولة الكيان الصهيوني المقبور “بن غوريون”، لعل وعسى يؤدي ذلك لنجدتهم والتخلص من الكابوس الذي ينغص عليهم أحلامهم، كابوس حلف المقاومة الذي ترعاه وتتزعمه جمهورية إيران الإسلامية.
يقال عند اليهود ” دخل السبت في…”، وهذا ينطبق على إجتماع المرتعشين في النقب، فالأمر إنتهى والمنطقة بحاجة لتعاون وإتفاق أساسه حل القضية الفلسطينية بإنسحاب الإحتلال الصهيوني من الأرض الفلسطينية المحتلة، أما البقاء في دائرة الأحقاد والتنسيق مع كيان غاصب لأرض عربية، فلن ولن يؤدي لسلام وأمن لا لجيران إيران ولا للمنطقة ككل
حدث أوكرانيا سيؤدي لتغير عميق وسيكون البداية لوقف المعايير المزدوجة والعنصرية التي صنعها الغرب وأمريكا وتماها معها الأتباع في منطقتنا، البتروروبل، والبترويوان، والبترودرهم قادم في حين سيتراجع البترودولار وما أنتجه من سياسة تبعية وإستعمار إقتصادي وإفقار للشعوب في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى