أحدث الأخبار

(إحذروا الاعلام المُسَيَّس)

مجلة تحليلات العصر الدولية

محمد الزبيدي ٢ آب ٢٠٢٠

الاعلام يملكه المال السياسي
المال بيد النفط و النفطيين
النفط تستحوذ عليه الصهيونية العالمية (السعودية الامارات و اسرائيل و من خلفهم امريكا).
لو نلاحظ تقليعات الزوبعات الاعلامية التي تطلع بها علينا بين الفينة و الاخرى القنوات الفضائية (المقصود بالزوبعة الاعلامية هي الهزة الذهنية المختلقة والضجة الاعلامية المفتعلة يعني الاخبار الفضائية! التي تستحوذ على الافكار العامة لثلاثة ايام او اكثر بقليل تبدأ بشكل انفجاري خلال ساعات قليلة لتبثها اغلب الفضائيات و تنشغل بها كل مواقع التواصل الاجتماعي و تخرج لها عشرات التفسيرات و التحليلات الاعلامية و السياسية و بسرعة انتشار النار في الهشيم ثم لتختفي و تذوب (تموع) فجأة و بقدرة قادر من على صفحات الاخبار بشكل مطلق مستفيدين من قصر الذاكرة و التكاسل عن غريزة المتابعة و حب استطلاع النتائج لدى المتلقي الساذَج نتيجة التربية الثقافية المتسلطة التي تلقاها ضمن هذا العالم المترامي الاطراف الذي تحكمه كارتلات المؤسسات الاعلامية العالمية للاستكبار الدولي (و لدينا كما بينا من قبل وفي مناسبات عديدة فإن الاعلام هو السلطة الاولى القاهرة المتنفذة و ليست الرابعة كما يشاع لذر الرماد في العيون)، لذا فينسى المتلقي تلك الواقعة و تلفها و تطويها ظاهرة حفظ الأوليات المَنسِيَّة لديه لتبدأ و بعد فترة وجيزة من ذلك زوبعة جديدة و ضجة أخرى و على هالرنة طحينچ ناعم یالمِسْعَدة.
طبعاً لا أحد يسأل او إن كان من يسأل فهم قلائل على عدد اصابع اليدين و الرجلين أو أضعافها إن تفاءلنا بين هذه الجموع المليونية الهائلة، عما كان يجري خلف الكواليس و ماذا حدث من لقاءات، إقالات و اتصالات و اتخذَ من قرارات و مخططات في تلك الفترات التي انهمك فيها توجه الناس و استُغْرِقوا في الأخبار السطحية الملفتة للأنظار بعيداً عن جوهر ما تتصرفه الجهات السياسية التي تروج لتلك الزوابع الخبرية آنفة الذكر و على سبيل المثال لا الحصر كغَيْضٍ من فَيْضٍ، قصة الشاب العاري الذي ظهر تحت تعذيب القوى الامنية ليلة امس (التسجيل العائد لشهرين من قبل!!!)، و قبله الناشطة الانبارية التي جيشت الجيوش في التشرينية و أغلب الأخبار الطبية و الصحية التي وفرتها كورونا و بسخاء بمفردات اعلامية عن التشخيص و مصدر الوباء و اكتشاف العلاج و اللقاح و غيرها و قبلها الشاب المسكين هيثم البطاط المشنوق على عمود الاشارات المرورية و اليوم قضية الدليمية المشتكية على قائد من قادة الأمن في العراق و ما يثار بين فترة و أخرى عن ملفات الفساد و سقوط الموصل و ضحايا اسبايكر و اتفاقية العراق مع الصين و محاكمات مزعومة لرموز الفساد أو نبش ما حدث من قضايا منذ سقوط النظام الى يومنا هذا و العشرات بل المئات من أمثالها و بشكل غريب و ممجوج، خارج سياق المألوف و ما تكشفه لنا بعض وثائق ويكي ليكس (التسريبات الاسبوعية)، و لعلها كونها اسبوعية تثير في ذهني مصطلح تداعي الافكار باعتبارها جزءً من هذه الظاهرة الزوابعية مورد الحديث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى