أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعودية

إذا عُرِفَ السبب بطل العجب

مجلة تحليلات العصر الدولية - عدنان علامه

أقامت السعودية الدنيا ولم تقعدها بسبب مقابلة تلفزيونية قال فيها الإعلامي جورج قرداحي قبل ان يصبح وزيرًا “بأن حرب اليمن اصبحت عبثية ويجب وقفها، وأن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم” . فبدأت بالتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا لم يعتذر الوزير قرداحي. ولذا وجدت أنه منه المناسب مراجعة الأحداث لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذه الزوبعة التي اثارتها السعودية في فنجان لغاية في نفس يعقوب وسنكتشفها سويًا من خلال سرد الوقائع.

يعود حديث قرداحي في لقاء له مع برنامج “برلمان شعب” الذي يبث على إحدى منصات قناة الجزيرة الرقمية. وسُجلت الحلقة مع قرداحي بصفته إعلامي لبناني، في 5 أغسطس/آب 2021، أي قبل توليه منصب الوزارة بنحو شهر. إلا أن الحلقة بثت في تاريخ 25 من أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد تولي قرداحي منصبه الوزاري.”

وبناءً عليه طالبت السلطات السعودية إعتذار الوزير قرداحي بمفعول رجعي وسارع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يعتبر السعودية بأنها” قبلته الدينية السياسية” إلى تكرار مطلب السعودية، فطالب الوزير قرداحي بالإعتذار. وكان رد الوزير الحاسم يوم الأربعاء 27 اكتوبر/ تشرين الأول 2021 : “لم أُخطئ لأعتذر… ولا يجوز أن يُملي علينا أحد ما يجب القيام به.”
وصل رد الوزير قرداحي إلى مسامع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فرفع السقف إلى المطالبة بإستقالة الوزير قرداحي. ومجدداً تبنى ميقاتي “الإرادة الملكية” بدلًا من رفض الإبتزاز والإملاءات الخارجية؛ فطالب الوزير قرداحي بالإستقالة عبر مطالبته “بتغليب مصلحة لبنان”، وليس “الحفاظ على سيادة لبنان وكرامته” .
وقد كرر الوزير قرداحي إصراره على عدم الإستقالة لأن القضيةَ أصبحت قضية كرامة وطنية. فرفعت السعودية من وتيرة تصعيدها فسحبت سفيرها وابلغت مجلس التعاون الخليجي بالإرادة الملكية فامتثلوا جميعًا ؛وانضمت دولة الإمارات العربية المتحدة مساء السبت لركب الدول الخليجية التي سحبت دبلوماسييها من لبنان، على خلفية الأزمة المستمرة منذ أيام بسبب تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي انتقد فيها التدخل السعودي والإماراتي في اليمن. وجاءت الخطوة الإماراتية بعد قيام كل من السعودية والبحرين الجمعة والكويت السبت بتاريخ 30 اكتوبر/ تشرين الأول 2021 بسحب سفرائها من بيروت.

ومجددًا وأمام هذه التطوارات قال قرداحي: “لن أستقيل دون ضمانات بتغيير موقف دول الخليج من لبنان”.
إن مواقف الوزير قرداحي نابعة من عشقه وذوبانه في فكر وشخصية الإمام علي عليه السلام وقد يكون هذا سببًا إضافيًا لحقدهم هذا. ولا بد أنه تأثر بقول أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام لإبنه محمد بن الحنفية : “تَزُولُ اَلْجِبَالُ وَ لاَ تَزُلْ عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ، أَعِرِ اَللَّهَ جُمْجُمَتَكَ تِدْ فِي اَلْأَرْضِ قَدَمَكَ، اِرْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى اَلْقَوْمِ وَ غُضَّ بَصَرَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ اَلنَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ”.

وقد كشف وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، يوم السبت بتاريخ 30 اكتوبر/ تشرين الأول 2021 السبب الحقيقي (والذي كان مستورًا) وراء إفتعال أزمة الوزير قرداحي. وآمل التركيز جيدًا في كل كلمة من تصريحه الخطير جدًا : ” إن أحدث أزمة مع لبنان ترجع أصولها إلى “التكوين السياسي اللبناني” الذي يعزز هيمنة “جماعة حزب الله” المسلحة المدعومة من إيران، ويتسبب في إستمرار عدم الاستقرار.
إن تصريح وزير الخارجية يكشف وبصريح العبارة بأن أحدث هجمة على لبنان ( الهجوم العنيف على الوزير قرداحي) ترجع أصولها إلى “التكوين السياسي اللبناني” الذي يعزز هيمنة “جماعة حزب الله”. وهذا يؤكد بأن السعودية تريد أن تثأر من فشل تدخلها السافر في لبنان وفشل حلمها بتغيير هذا “التكوين السياسي اللبناني” الذي كان هدفًا رئيسيا للعدوان على لبنان عام 2006 والتي مولته السعودية وعدد من الدول الخليجية؛ حيث كان المطلوب عملية ترانسفير لسكان الجنوب الشيعة إلى العراق. وكان فشل مخطط كمين الطيونة الذي كان بهدف أيضًا إلى ذلك التغيير بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير. فخرج المسؤولون السعوديون عن طورهم وأثاروا زوبعة في فنجان بالهجوم على الوزير قرداحي.ولذا فلا عجب مما حصل ويحصل وسيحصل.

وقد إعترف رئيس المخابرات السعودية خالد الحميدان سعيه لتحقيق فتنة داخلية يكون هدفها “إزالة الشيعة وحزب الله من لبنان”. ونظرًا لخطورة الموضوع ودقته أنقل لكم المصدر ومقطع مما قاله الحميدان والوقائع الدقيقة التي ذكرها تؤكد صحة المقال.

المصدر: مجلة تحليلات العصر الدولية / صحيفة الاحداث

التاريخ : 19 ابريل / نيسان 2021

العنوان : المخابرات السعودية تفضح الحريري وجعجع وجنبلاط وحلفائهم أعطيناهم ست مليارات دولار وطعنوا السعودية بظهرها

لم يزعج المقال السعوديه من قريب او بعيد حين تم تداوله؛ ولم تستنفر ولم تنفِ ما ورد فيه أو تدافع عن نفسها. وقد اقتبست التالي:-

“رئيس الإستخبارات السعودية خالد الحميدان يتحدث لوزير لبناني سابق: الحريري وحلفائه الكاذبين جعجع وجنبلاط والجميل سرقوا أموال المملكة ليواجهو المؤسسات الشيعية وطعنونا في ظهورنا.
وأعطينا سمير جعجع ٥٠٠ مليون دولار أول دفعة و ٥٠٠ مليون دولار ثاني دفعة وقال لنا بأنه سيقلب الوضع اللبناني رأساً على عقب، وأنه سينظم ويؤلف جيش مرتزقة سنية مسلحة من شباب الشمال ويؤهلهم بدورات عسكرية قتالية لتجهيزها ووضعها بجبهة حربية دامية مقابل الشيعة وحزب الله الإيراني لإزالتهم من لبنان، وكما علمنا بأن جعجع أرسل من قبله عدة أشخاص محسوبين عليه في ماتسمى ساحات الثورة وعرضوا مليار ليرة على عدد من كوادر الثورة مقابل الإتفاق على أن يكونوا ما يسموا أنفسهم بالثوار في قيادة الثورة وواجهتها وحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب ووحداتهم الحزبية من الخلف يدعمونهم بالإمكانيات المالية واللوجستية الازمة بسرية تامة مقابل شراء بعض الناشطين الأميون (الجهلة) لتعديل مباديء الثورة واعتماد البند رقم واحد فيها وهي المطالبة من الشارع الثوري بتنفيذ القرار ١٥٥٩ و ١٧٠١ لنزع سلاح حزب الله وتسليمه للامم المتحدة”.
وبناءً عليه فإن MBS لم يتحمل خسارتين في آن واحد في اليمن ولبنان؛ بينما هو يسابق الزمن بالإعلان التدريجي عن تطبيعه مع العدو الصهيوني. وقد كشفت وسائل الإعلام الصهيونية خبر الزيارة السرية التي قام بها وزير دفاع العدو بيني غانتس ولقائه معه، هبوط أول طائرة سعودية في مطار بن غوريون، زيارة حاخام إلى الرياض ومؤخرًا زيارة وفد كبير من الصهاينة الذين يحملون الجنسية الأمريكية إلى الرياض. لذا كانت القنابل الدخانية الكثيفة والهجوم العنيف على قرداحي لتحويل الأنظار عن التطبيع والخسائر الفادحة التي تكبدتها قوات مرتزقة تحالف العدوان في محافظة مأرب. حيث لم يبقَ من المحافظة المترامية الأطراف سوى مدينة مأرب المحاصرة التي سيتسلمها أنصار الله قريبًا جدًا سلمًا او حربًا. وبذلك تكون بداية نهاية العدوان العبثي الذي شنه MBS بالتحالف مع بعض الدول العربية والخليجية.
ولم تتوقف الخطوات السعودية التصعيدية عند هذا الحد؛ فقد إستعانت بجامعة الدول العربية التي ما أجتمعت إلّا على باطل لفرض المزيد من الضغوط على لبنان بدلًا من التراجع عن اخطائها؛ والإعتذار من لبنان حكومة وشعبًا وإعتذار خاص من الوزير قرداحي.

فقد أفادت وكالة “رويترز” نقلا عن مصدر مسؤول بأن وفدا من الجامعة العربية سيزور بيروت الاثنين المقبل، لبحث أزمة لبنان مع عدد من دول الخليج بعد تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.
وأوضح المصدر في تصريحه للوكالة أن الوفد سيرأسه حسام زكي نائب الأمين العام للجامعة العربية.”

وإن غدًا لناظره قريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى