أحدث الأخبارشؤون آسيويةشؤون امريكيةشؤون اوروبيية

إذا ما توصلت «مباحثات فيينا» إلى إحياء الاتفاق النووى الإيرانى ــ على ما ترجح الإشارات والتسريبات المتواترة ــ فإننا أمام انقلاب إقليمى يعيد ترتيب الأوراق وحسابات القوة وقواعد الاشتباك بين اللاعبين الكبار

مجلة تحليلات العصر الدولية - عبد الله السنّاوى / صحيفة الاحداث

بحسب معلومات فإن طهران تطرق الأبواب المصرية كلما كانت هناك فرصة .

رغم أن دول الخليج تربطها علاقات دبلوماسية كاملة مع طهران بعد إطاحة الشاه «محمد رضا بهلوى» فإنها تفضل ألا تكون للقاهرة علاقات مماثلة.

فى أوقات سابقة حول عام (2015) كان التقدير العام فى القاهرة عند مركز صنع القرار أن الحديث مع إيران ضرورى لكن «هذا ليس وقته».

الفرصة الآن سانحة، إذا كان السعوديون يفتحون حوارا شبه معلنا مع الإيرانيين فليس هناك ما يمنع مصر من أن تفتح فى العلن الدبلوماسى مثل هذه الحوارات.

إذا لم تتحرك مصر الآن وتزيح الحواجز وتعلن عن حضورها الإقليمى وتتحدث مع الأطراف الرئيسية الأخرى، فما معنى أى تحرك تال.

الدول تكتسب هيبتها وقوتها من قدرتها على المبادرة وامتلاك عناصر القوة باتساع مفهومها.

رفع منسوب الدور الإقليمى المصرى يساعد دون شك فى إدارة أزمة السد الإثيوبى، التى تعترض وجودها نفسه.

طلب التوازن الإقليمى طبيعى ومشروع ويحقق المصالح المصرية، كما الخليجية.

أحد محفزات السياسة الخارجية السعودية للحديث مع إيران العمل على وقف نزيف التورط فى الأزمة اليمنية بتفاهمات دولية وإقليمية.

الإيرانيون يطلبون طى صفحة الخلاف مع السعودية وعيونهم على مصر لأسباب استراتيجية بالنظر إلى ثقلها التاريخى والجغرافى فى محيطها.

لا بد أن تدرك القاهرة أنها تتمتع بقبول الأطراف اليمنية أكثر من أى طرف إقليمى آخر، وهذا يعود للدور الذى لعبته فى الخروج باليمن من ظلمات القرون الوسطى إلى مشارف العصور الحديثة وأن تتحرك وتحاور على هذا الأساس بما يضمن لليمن وحدة أراضيه وسلامة شعبه وإعادة بناء دولته.

إنهاء الأزمة اليمنية مسألة أمن قومى مصرى بالنظر إلى دور باب المندب فى استراتيجية البحر الأحمر.

بذات القدر فإن الأمن القومى المصرى بكل حساب استراتيجى يستدعى إنهاء الأزمة السورية.

بالنسبة إلى إيران، سوريا مسألة حياة أو موت تفوق فى أهميتها الاستراتيجية مستقبل المشروع النووى نفسه.

الحديث مع إيران حول أية تسوية مقترحة للأزمة السورية بقدر أدوارها على مسارحها مسألة لا يصح أن تغيب تحت أى ظرف بما يضمن وحدة التراب السورى وسلامة الدولة نفسها من أى تفكيك محتمل.

للحديث مع إيران ضروراته، رغم أية تحفظات طبيعية ومشروعة، فهى إحدى الكتل الرئيسية بالإقليم مثل مصر وتركيا.

هناك فارق جوهرى بين ما هو راسخ بحقائق التاريخ والجغرافيا وما هو عابر بالاستيطان والسلاح كإسرائيل.

على مدى سنوات طويلة دعوت دون توقف إلى الحديث مع إيران للبحث عن المشتركات الممكنة وكيفية حلحلة الأزمات الماثلة، والعمل بالوقت نفسه على تخفيض التوتر مع تركيا بقدر ما هو ممكن ومتاح.

هذه حسابات مصالح استراتيجية آن وقت المبادرة فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى