أحدث الأخبارلبنان

إرتدادات قرار المحكمة الخاصة بلبنان

مجلة تحليلات العصر الدولية

عدنان علامه

أصيب غالبية اللبنانيين بخيبة أمل كبيرة نتيجة للقرار الهزيل للمحكمة بسبب التناقض القانوني في نفس القرار. فنفس قرائن البراءة للمتهمين حسن مرعي، أسد صبرا وحسين عنيسي كانت دليل إتهام لسليم عياش. وقد أجمع معظم القانونيين على أن القرار هو جائزة ترضية لهيئة أو جهة الإتهام. بعض مناصري وأعضاء تيار المستقبل سبحوا بعكس التيار حيث اعتبروا القرار نصراً تاريخياً وتحقيقاً للعدالة.
وقد رفع القرار على ما يبدو الحظر السري للتصريحات الصحفية للضباط الأربعة حول عمل المحكمة والإجراءات. وقد فجر العميد المتقاعد مصطفى حمدان قنبلة َمن العيار الثقيل وأطلق تعبيراً جديداً هو ” تضليل التحقيق” واتهم مباشرة السفير الأمريكي السابق في لبنان جيفري فيلتمان، النائب المستقيل مروان حمادة والصحفية راغدة ضرغام بتضليل التحقيق؛ وكما اتهم الرئيس السنيورة بتلفيق التهم ضده وإتهامه زوراً بقتل الشهيد الحريري. وأما العميد المتقاعد علي الحاج فقد إتهم الرئيس سليمان بتضليل التحقيق عندما كان قائداً للجيش اللبناني.

وقبل آلتطرق إلى تضليل التحقيق لا بد من الإشارة إلى رأي المتخصص في العلوم الجنائية د. عمر نشابة بقرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كما ورد في تغريداته:-

‏المحكمة الخاصة بلبنان (بعد ٩ سنوات على انطلاقها وبعد ١٥ سنة من التحقيقات الدولية وبعد صرف مليار دولار):
– الانتحاري: مجهول
– الرجلين اللذين اشتريا الميتسوبيشي: مجهولان
– الذين اشتروا الهواتف: مجهولون
– اعضاء شبكات المراقبة: مجهولون
– العقل المدبر: مجهول.
الاشخاص الذين شاركوا بالتخطيط لاغتيال الحريري: مجهولون
الاشخاص الذين اتصلوا بالجزيرة وبوكالة رويترز: مجهولون
اعضاء الخلية المزعومة الذين كانوا يراقبون الشجرة حيث وضع الفيديو: مجهولون.

وأما بالنسبة للنائب المستقيل مروان حمادة واتهام العميد حمدان له فقد نشرت صحيفة القبس بتاريخ 18 يناير 2006 وبعنوان:-

الشاهد المزور رقم 2 بعد هسام هسام جرجورة:

مروان حمادة دفعني إلى الشهادة أمام ميليس.
بيروت – القبس:
بثت محطة نيو تي في مساء امس تسجيلا للشاهد السوري الموقوف لدى القضاء اللبناني ميشال ابراهيم جرجورة، زعم فيه ان وزير الاتصالات مروان حمادة لقنه معلومات لا يعرفها عن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وطلب منه الادلاء بها امام لجنة التحقيق الدوليةِ
حديث جرجورة مع ‘نيو تي في’ طرح اكثر من علامة استفهام حوله وحول الدور المطلوب منه ان يلعبه، خصوصا انه يعيد الذاكرة الى الشاهد المقنع هسام هسامِ
وقد اكد جرجورة انه كان يعمل لدى جهاز امن الدولة السوري، وانه اتى الى لبنان قبل 14 يوما من اغتيال الحريري قادما من الاردن، حيث اقام في بيت جده في منطقة جونيةِ
واضاف انه تم توقيفه بعد ستة اشهر على حاجز للجيش اللبناني بسبب انتهاء صلاحية اقامته، وقد تم التحقيق معه في فرع المعلومات التابع لقوى الامن الداخلي، حيث تعرض للاستفزاز على حد قولهِ.

مقابلة حمادة وبهية الحريري

وقال جرجورة انه قابل الوزير مروان حمادة في منزله في الريفييرا (بيروت) كما انه التقى النائبة بهية الحريري في منزلها قرب مدينة صيدا، وذهب الى منزل النائب وليد جنبلاط في المختارة، الا انه لم يلتق بهِ. واللافت ان الشاهد ذكر بالتفاصيل ما شاهده في المنازل الثلاثة التي زارها، معددا حتى الاثاث الذي شاهده!
واشار الى ان الوزير حمادة اعطاه ملفا كاملا لكي يحفظه من اجل الشهادة امام لجنة ميليسِ يذكر ان محطة نيو تي في كانت السباقة في الاثارة الى الشاهد المزور الآخر هسام هسام، وقد جاء عرضها امس للشاهد جرجورة ليطرح العديد من علامات الاستفهامِ.

ويعد النائب المستقيل مروان حمادة الراس المدبر ورأس حربة ما كان يدعى 14 آذار فقد قاد حملة إستعراضية إمام المصورين في جلسة مجلس الوزراء وذلك إحتجاجاً على تصرف الرئيس لحود مع الرئيس السنيورة في مَؤتمر القمة العربية في السودان. حيث تجاوز الرئيس سنيورة صلاحياته وبدأ بطرح نقاطاً وبوجود الرئيس لحود. وكان رد الرئيس لحود صارما وحازماً بحق حمادة.

وأما عن الصحفية راغدة درغام فقد بحثت عن خلفيتها ووجدت التالي :-راغدة درغام (بالإنجليزية: Raghida Dergham)‏ (ولدت في بيروت سنة 1953) صحفية و محللة سياسية لبنانية-أمريكية تعمل مديرة مكتب جريدة الحياة في نيويورك في مقر هيئة الأمم المتحدة منذ 1989، وكانت مراسلة مجلة الحوادث سابقاً في هيئة الأمم أيضاً ولمدة ثماني سنوات. وهي، بالإضافة إلى مسؤولياتها في جريدة الحياة، تكتب في العديد من الصحف والمجلات الأمريكية والعربية والدولية. وقد توصّلت إلى أعلى مرتبة في الصحافة الدبلوماسية في هيئة الأمم، وهي الآن برتبة “كبير المراسلين الدبلوماسيين” في هيئة الأمم. إلى جانب المقال الأسبوعي الدائم في جريدة الحياة، فإن راغدة تكتب الافتتاحيات لعدد كبير من الصحف العربية في الوطن العربي، كما تكتب في الكثير من الأحيان لجرائد: نيويورك تايمز، والواشنطن بوست، ونيوزويك والهرالد تريبيون الدولية، وتستضيفها بشكل دائم قناة إم إس إن بي سي الأمريكية. وراغدة درغام من النساء القلائل في مجال النقد والتحليل والتعليق السياسي على مستوى دولي، لذلك فإنها تُستضاف بشكل شبه دائم على القنوات التلفزيونية مثل : سي إن إن وإن بي سي وأي بي سي وسي بي إس وسي إن بي سي الأمريكية. كما تستضيفها بعض الإذاعات العالمية مثل إن بي آر وراديو بي بي سي. سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهي في السابعة عشرة من عمرها لتتابع دراستها الجامعية هناك.
وشاءت الصدف أن تفبرك تلك الصحفية المخضرمة خبراً غريباً عجيباً في تغريدتها التالية منذ عدة أيام :-

“‏إيران تستخدم الجمهورية اللبنانية لتصنيع أسلحتها المحظورة وتشق شبكات نقل الأسلحة عبر الأنفاق الممتدّة تحت المرفأ والمطار وغيرهما من المرافق المدنيّة بموافقة الرئاسات اللبنانية والطبقة الخبيثة الحاكمة، وفي انتهاك للأمن القومي بما لا يقل عن الخيانة العظمى.
فإذا دققنا في عناصر الخبر سنجد أنه لا أساس له من الصحة وخاصة لصحفية بوزنها المهني. وبالتالي هذا دليل يقيني على قدرتها في تضليل التحقيق مجدداً في إنفجار أو تفجير مرفأ بيروت تنفيذاً لأجندات خارجية.
وأما عن فيلتمان فإن إعترافه بدفع 500 مليون دولار في الساحة اللبنانية لتشويه سمعة حزب الله خلال الإدلاء بإفادته أمام لجنة خاصة بالكونغرس؛ سيكون لديه الإستعداد الكامل لشراء الذمم وتضليل التحقيق. ففيلتمان أصبح يعاني من عقدة نقص وفوبيا حزب الله. فإنه يريد تحقيق أي نصر وهمي ولو بتضليل التحقيق.

يبدو أن جماعة 14آذار لم يأخذوا العبر من قرار المحكمة الخاصة بلبنان بعد 15سنة من هدر الأموال والشحن الطائفي؛ فطالبوا بالتحقيق الدولي بانفجار المرفأ. وهذا الأمر الذي يضعهم في دائرة الشك لتجهيل الفاعلين خدمة لأجندات خارجية.

وإن غداً لناظره قريب

24/08/2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى