أحدث الأخبارفلسطين

“إسرائيل”ترث المنطقة بعد رحيل أمريكا

مجلة تحليلات العصر الدولية

أسعد العزّوني
ما يجري في المنطقة هذه الأيام مرتب له ومرسوم بالمنقلة والقلم والفرجار،ولكن أحفاد بنو القنينقاع وبنو قريضة وبنوالنظير وخيبر،لم يتقنوا أدوارهم جيدا ،فظهروا بمظهر الكومبارس البطل ،وأدوا رقصات مشوهة ،أدت بهم إلى التهود كما هو حال السعودية والإمارات والسيسي والبحرين وحكام السودان العسكريين،وأصبح خطابهم صهيونيا أكثر من الصهاينة،فها هي السعودية على سبيل المثال تتمنن على الفلسطينيين بأنها قدمت لهم ما قيمته 27 مليار دولار،دون أن تجرؤ على تفصيل المبلغ بين أثمان ملابس مستعملة “بالة”وتمر معطوب”مسوّس”ورشا للبعض كي ينحرفوا بالمسار أكثر،كما أن الإمارات نحت نفس النحو .
قراءتنا لأوكازيون الإستسلام المفتوح في المنطقة ،هي أن مستدمرة إسرائيل الخزرية التلمودية الإرهابية ،تتسلم ولكن بصخب “إرث “أمريكا في هذه المنطقة المنكوبة بمن يقودونها من أحفاد يهود جزيرة العرب،لتبقى المنطقة تعزف على ذات الوتر الذي تعزف عليه وثيقة كامبل السرية،ونبقى نحن العرب والمسلمين أذلاء لا نقوى حتى على الصراخ ،جراء الصفعات القوية المتتالية التي توجه لنا من الأعداء.
الإتفاق المبرم بين مستدمرة الخزر في فلسطين وبين الإدارة الأمريكية تقضي بإنسحاب أمريكا العسكري وحتى السياسي من هذه المنطقة ،التي نهبتها لعقود ،وإنتقالها إلى ساحة صراع أخرى بعد إنهيار الإتحاد السوفييتي بمساعدة الإسلام السياسي الوهابي السعودي،وهي منطقة الهند الصينية لمواجهة أعدائها الجدد وهم روسيا والهند والباكستان والصين الناهضة التي تزحف ببطء نحو عرش العالم بمساعدة يهود الذين سربوا لها أدق الأسرار الأمريكية وباعوعا أدق التقنيات،ووقعوا معها عقودا إستراتيجية.
بعد الحقبة الأمريكية التي سادت إثر الحرب العالمية الثانية ،وإندحار الشيوعية وقبر القومية العربية في بحر لجي،دخلت المنطقة مرحلة جديدة وهي مرحلة التصهين ،من خلال تأسيس مملكة إسرائيل الكبرى التوراتية التي ستحكم ما بين الشاطيء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط حتى الشاطيء الغربي لبحر قزوين ،حيث جاء يهود بحر الخزر وعاشوا هناك في مملكة بالخزر حتى حكم الخليفة هارون الرشيد الذي قوّض ملك الملك الخزري “الخاكان”المتهود .
مجمل القول فإن الإنهيارات العربية التي نشهدها متمثلة بالتطبيع العربي مع الكيان الصهيوني، إنما هو إملاء الوجود فقط،فهؤلاء جميعا كانوا يعيشون تحت البسطار الأمريكي،لذلك سينكشفون امام شعوبهم على الأقل ،فما كان أمامهم سوى وضع القلنسوة اليهودية على رؤوسهم طلبا للحماية،علما أنهم سيدفعون كل ثرواتهم للصهاينة الذين يسيرون على خطى شايلوك اليهودي المرابي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى