أحدث الأخبارشؤون آسيويةفلسطينمحور المقاومة

إسرائيل بين صدام الأخوة ووحدة الصف الفلسطيني

مجلة تحليلات العصر الدولية / صحيفة الاحداث - د.هبة جمال الدين

ينتابني دوما تساؤل مهم، لماذا لم تتوحد القيادات الفلسطينية؟، وما هو سبب الخلاف؟، هل يوجد شيء ملموس للتناحر حوله؟
وفي الواقع اقف عاجزة عن التفسير، لأنهم امام محتل يستولي علي الارض والموارد والخيرات، فالتاريخ يؤكد لنا أن الصراع الداخلي دوما في دول العالم كافة يكون سببه التناحر علي الموارد والسيطرة. أما في الحالة الفلسطينية لا توجد موارد ولا ارض ولا نفوذ للسيطرة فلماذا إذا الفرقة.
وفي كافة دول العالم حينما يقع المحظور من فساد وجريمة وفشل للحكومات يخلق راس السلطة عدو لمحاربته ليلهي الرأي العام، ويوحد الصف معه ضد هذا العدو وهذا ما يعرف في العلوم السياسية بنظرية كبش الفداء، وفي علم الإدارة بالإدارة بالأزمة لتحويل انتباه الشعب. وقد فعلها الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران في بداية حكمه دبر حادث اغتيال له ليحظي بدعم للشعب، وكررها بوش الأب ليغطي علي الأزمات الاقتصادية الداخلية بالولايات المتحدة الأمريكية فشيطن الرئيس العراقي صدام حسين وأخذ قرار الحرب ليصرف أنظار شعبه عن مشاكله ويظهر كقوي الخير في العالم ككل.
ولماذا نذهب بعيدا فإسرائيل ذاتها تفعلها ليل نهار في حق الشعب الفلسطيني المناضل، فلتتذكروا ما يحدث دوما قبيل الانتخابات الإسرائيلية، فلابد أن يسبقها هجوما مسلحا علي قطاع غزة لصرف وتشتيت الأنظار وحث الرأي العام نحو التوجه للأحزاب اليمينية الحاكمة ليشعروا دوما بالتهديد، حتي حينما حاول باراك أوباما في انتخابات ٢٠١٥ أن يغير الوجهة اليمينية في إسرائيل وصب أموال طائلة لدعم معسكر اليسار كان الليكود منتصرا عليه بفعل خلق الأزمات والتهديدات.
هذه التجارب كافة ستلاحظون أنها مفتعلة، أما في حالة القضية الفلسطينية فهو أمر قائم بالفعل، فالعدو موجود يوميا يرتكب الجرائم، ويسفك الدماء وينتزع الارض، ويدنس المقدسات، فماذا ننتظر؟ وعلي ماذا نختلف.؟
اسباب الخلاف حاولوا تفسيرها، ستجدون اسرائيل هي من فعلها، وأججها لأنها صاحبه المصلحة في التفرقة والقتل والتناحر وتشتيت القوى.
كنت أقرأ في المخططات الإسرائيلية والأمريكية للمنطقة فوجدت أن جميعها تجمعها قاسم مشترك، الا وهو الفتنة و الطائفية والتقسيم العرقي فبرنارد لويس وعوديد بينون، وشيمون بيريز، ومخططات تبادل الأراضي والولايات المتحدة الابراهيمية و ايجور ايلاند.. و.. و.. كلها البطل فيها الطائفية.
وهذا ما تم مع الشعب الفلسطيني بعد هبه القدس التي وحدت فتح وحماس، والداخل الفلسطيني مع الخارج العربي والفلسطيني، والشارع العربي والشرفاء في العالم. وبعد الهدنة بساعات شاهدنا من يتعدي علي شيخ المسجد الأقصى، ومن يهين رمز النضال الزعيم ياسر عرفات، ومن يؤجج بين فتح وحماس وبين فتح وفتح.. ما هذا. إنها الافعي الصهيونية فرق تسد للاسف الشديد.
إلي متي سنظل مغيبين ومتناحرين، لنأكل بعضنا البعض.
بالوحدة فقط نستطيع عودة القدس، وكل الأراضي العربية المحتلة.
والوحدة ستتم لا بمناقشة اسباب الخلاف وحلها، ولكن بمواجهة العدو. ادعو كل الفصائل الفلسطينية للجلوس معا ووضع خطوات عملية للمقاومة بمختلف صورها. وتنحية مواطن الخلاف حتي تسترجعوا الارض وتقيموا الدولة الفلسطينية، ثم سيكون أمامكم ارض وموارد للحديث حولها يا حماة الأقصي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى