Uncategorizedشؤون امريكية

إسرائيل لن تحارب بعد هذا التاريخ

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين كريمو

منذ فترة وحيث كانت الدنيا قائمة على ساق، وكل الطلقاء يحضرون، ويدربون، ويسلحون، ويشترون، الأشقياء ويدفعوا بهم إلى بلدي سوريا الحبيبة وكأن لهم في رقابنا دماء وثأر لا نعلمه، ولم نسمع به في هذه الحياة..
وفي ذروة الحرب العالمية علينا في جوار السيدة زينب (ع) حاميتنا وحامية الشام حيث جاءها طلقاء بني أمية الجدد ليرحلوها من الشام، كما كتبوا على الجدران، وكأنها على قلوبهم الحاقدة..
فضاقت الدنيا علينا من شدة الحرب فأردت أن ألوذ بسيدي ومولاي علي بن موسى الرضا المرتضى (ع)، لأبثه ما في قلبي وأشكو له أحوالنا في جوار عمته المحاصرة من صبيان النار الأموية، وقطعان الظلام الصهيووهابية..
وبالفعل صارت فرصة ولكن في قم المقدسة التقيت بأحد الأعلام الكبار الذين لهم حضورهم في السيدة زينب (ع)، فسألني باعتباري صاحب خبرة عسكرية، وتقدير علمي، مع وجودي الفعلي في قلب المعركة، فقال: ألا تخافون أن تدخل إسرائيل المعركة مستغلة هذه الظروف عندكم في سوريا؟
فقلت له: مولاي إسرائيل لا تحارب، ولن تدخل حربا بعد ٢٠٠٦ وحرب ٣٣ يوم الذي تعرفه جنابك جيدا..
فاستغرب من كلامي، فقال: كيف، ولماذا؟
فقلت له: سيدي هذا الكيان قام بالوهم، وكان يعيش بهذا الوهم، (القوة الكبرى)، و(الجيش الذي لا يقهر)، و(أقوى جيش في المنطقة والشرق الأوسط)، و(رابع جيش في العالم)، و(الدولة النووية الغير منضبطة)، وما شاكل ذلك من دعايات صنعت من هؤلاء اللعناء غولا وغوريلا، يخيفون به العرب والمسلمين، ولذا كانوا يشنون الحرب متى رؤوا فرصة لذلك بعد أن يهيئوا كل الظروف للنصر، وحسم المعركة خلال أيام أو حتى ساعات كما حصل في ٤٨ ونكبتها، ثم ٦٧ ونكستها..
فقال: كل ذلك رأيناه وسمعناه حيث كانت الأنظمة خائنة، والجواسيس ينخرونها فعلا.. ولكن لماذا لا تحارب ولديها هذه القوة الهائلة وأكثر من ٥٠ رأس نووي كما يقولون؟
فابتسمت وقلت له: نعم، وربما لديهم ٢٠٠ رأس نووي، وكل هذه الترسانة التي درستها بدقة والمشكلة ليس في السلاح والقوة، والدقة فيه، ولكن المشكلة بالرجال، والمقاتلين الذين يستخدمون هذه الأسلحة سيدي، فهؤلاء كانوا يدخلون المعركة وهم متأكدون بالنصر، والعودة إلى أهلهم وبيوتهم سالمين غانيمين ينتظرون المكافآت والأوسمة والهدايا والإجازات في أوربا وأمريكا.. ولكن بعد حرب ٢٠٠٠ وطردهم بشكل مذل وخزي، ثم جاءت حرب ٣٣ يوم ولم يستطيعوا تحقيق شيء بل صار وادي الحجير ومارون الراس تتحداهم أن يتقدموا شبرا واحدا فقط..
فهذا فضح وكشف هذا الجيش الكرتوني الوهمي على حقيقته وواقعه، كما وصفهم سيد المقاومة بأنهم (كيان كرتوني مصطنع أوهى وأوهن من بيت العنكبوت)، وبعض شباب المقاومة كشفتهم ودمرتهم وأخذت زمام المبادرة منهم، وأظهروا الحقيقة اليهودية المخبأة في قلوبهم الجبانة، والتي بينها ربنا سبحانه في قوله: (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ) (الحشر: ١٤)
فهؤلاء الذين جاؤوا من كل أصقاع الدنيا فلا شيء يجمعهم، وجاؤوا للحياة لا للموت، ولذا عندما يحسون، أو يشعرون بالخطر على حياتهم فإنهم سيفروا ولن يقاتلوا..
هذه الحقيقة يعرفها كبراءهم وعرفها الأخوة المجاهدين في الساحة اللبنانية، ثم الفلسطينية، ووضعوا معادلة جديدة للصراع يحددها سيد المقاومة والأخوة من حوله، وليس للعدو الصهيوني إلا أن ينظر وينتظر ما يقول ويفعل رجال الميدان..
فالكيان الصهيوني لا، ولن يدخل معركة بعدها إلا إذا أجبر عليها، وإن دخلها لا يستطيع أن يتحمل أكثر من ثلاثة أيام إلى أسبوع فقط، لأنها إذا استمرت أكثر سيسقط الكيان، ويهرب عناصره منه..
وللحديث بقية يأتي بمناسبته بإذن الله تعالى..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى