أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

إصرار أعمى… أم مطالب استراتيجية؟!…

مجلة تحليلات العصر الدولية / مرصد طه الإخباري - مهند حسين

✨. طلب إيران العقلاني للحصول على ضمان من امريكا يكون كفيلاً بعدم انسحابها من الاتفاق النووي مرة أخرى في حال احياء الاتفاق، لا يمثّل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق، ولكن في ضوء التجربة السابقة، فإن قيمته تعادل المضمون العام للاتفاقية واستدامتها.

🔸قال السناتور الجمهوري تيد كروز في تصريح ليس الاول من نوعه: جو بايدن يعلم أن الكونغرس الأمريكي لن يوافق على الصفقة مع إيران، وأي رئيس جمهوري مستقبلي سوف سيمزق هذه الصفقة 100 بالمائة.

▪️كما أكد السيناتور الجمهوري، توم كاتون، هو الآخر أيضاً صرّح الليلة الماضية بالتزامن مع بدء جولة جديدة من المفاوضات النووية، قائلا: اتفاق بايدن وإيران النووي سيكون أسوأ مما كان عليه من قبل، وعندما يتولى الجمهوريون السلطة في امريكا سيمزقون الاتفاق مرة اخرى.

✨. في هذا الصدد؛ إحدى النقاط الرئيسية التي أكدتها الجمهورية الإسلامية الايرانية قبل بدء الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا والتي تجري متابعتها الآن في إطار المحادثات بين مسؤولي مجموعة 4 + 1، هي مسألة الضمانات الأمريكية، ضمان أن واشنطن ستلتزم بتعهداتها تجاه الاتفاق النووي، ولن تكرر سلوكها المخرب كما في السابق.

🔸شرط ايران هذا، إلى جانب الحاجة إلى رفع يمكن التحقق منه للعقوبات الامريكية، هو نهج استراتيجي، بالنظر إلى الخبرات المكتسبة من تنفيذ الاتفاق النووي والدور والنفوذ الذي يمكن أن تلعبه أطراف هذه الاتفاقية الدولية في حماية وتعزيز أهداف ومصالح الاتفاق، من ناحية أخرى، فإن قيمة شروط ايران تعادل المضمون العام للاتفاقية واستدامتها.

✨. الجمهورية الاسلامية أثبتت في جميع مراحيل تشكّل الاتفاق النووي أن لديها الإرادة والجدية والصدق للدخول في مفاوضات والتوصل إلى اتفاق والوفاء بالتزاماتها، ولكن الجانب الآخر وخاصة امريكا، وفور الانتهاء من الاتفاق في عهد إدارة أوباما، بدأت بفرض عقوبات جديدة تحت ذرائع كاذبة، واستمر هذا المسار مع وصول ترامب إلى السلطة وتنفيذ سياسة الضغوط القصوى.

🔸خلافاً للصخب الإعلامي الواسع النطاق الذي أحدثه الأمريكيون وشركاؤهم الغربيون حول تغيير سياسات واشنطن في عهد بايدن واستعدادها للدخول في مفاوضات والتوصل إلى اتفاق، لم يكن هناك تغيير جوهري في نهج امريكا حتى الآن سوى زيادة الضغوط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية .

▪️يحاول بعض المحللين السياسيين داخل وخارج البلاد، من خلال التقليل من أهمية تصريحات جمهوريين من أمثال كروز وكاتون، ترجمة شروط إيران العقلانية بالحصول على “ضمان من امريكا” على أنه طلب غير قابل للتنفيذ وسيشكل عائقا أمام التوصل إلى اتفاق. لكن للاسف هذا النوع من قصر النظر في القراءات، التي ظهرت للأسف أيضًا في المفاوضات النووية سابقا وألحقت ضررا كبيرا بايران، إذا تكرر، سيفرض شروطًا لا يمكن التنبؤ بها على البلاد، ولا خيار سوى تجنّب هذه السياسة لصون مصالح البلاد.

ألحق الانسحاب الأمريكي غير القانوني من الاتفاق النووي، وتقاعس الأوروبيين وممارسة سياسة الضغوط القصوى، أضرارا اقتصادية كبيرة بالشعب الإيراني.

🇮🇷. إن التغلب على الوضع الصعب الذي نجم عن تبني “استراتيجية المقاومة النشطة” والدعم النموذجي من قبل الشعب الإيراني النجيب والمقاوم، قد وضع البلاد في وضع متوازن نسبيًا اليوم، مما زاد الآمال بشكل كبير في أن لا تتأُثر البلاد بالحظر الجائر.

وجسّدت تصريحات السيناتورات الامريكيين دليلاً بارزا وحيا على الواقع المُزري داخل الإدارة الأمريكية.

🔸ومن دون أدنى شك، سيولي الفريق الإيراني المفاوض اهتماماً كافياً ودقيقاً لهذه التصريحات التي واكبتها ايران مسبقا، وسوف يتابع بجدية وموثوقية المطالب المنطقية والضرورية التي لا غنى عنها لإحياء الاتفاق النووي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى