أحدث الأخبارالإسلاميةشؤون اوروبيية

“إلا رسول الله” سلاح ذو حدين .. فتقدموا أيها الفلسطينيون.!!

مجلة تحليلات العصر - عماد عفانة

“إلا رسول الله”.. انتشر هذا الشعار مؤخرا، عقب أحداث مقتل المدرس الفرنسي الذي تطاول على رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم بالرسوم المسيئة، ومن ثَمَّ تبنت مفاصل الدولة الفرنسية لتلك الشعارات المسيئة لقطاع عريض من مواطنيها المسلمين الفرنسيين، ولمليار ونصف مسلم على امتداد رقعة العالم.
لكنها جملة وُلِدت من رحم الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنمارك، في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حين نشرت صحيفة يولاندس بوستن الدنماركية يوم 30 أيلول/ سبتمبر 2005 اثنتي عشرة صورة مسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ما لبثت أن تبعتها عدة صحف أوروبية أخرى بنشر تلك الصور خلال أسابيع من نشر الأولى لها.
لكننا اليوم ومع عودة هذا الشعار الذي يفيد أن إهانة رسول الله صلى الله عليه وسلم لدى المسلم هي خط أحمر، لكنه في الوعي الباطن يسمح بإهانة ما ومن هم دون رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإلا ماذا يعني صمت مليار ونصف مسلم على اهانة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وموطئ معراجه، ومحراب إمامته لجميع أنبياء ورسل الله تعالى.
فهذا الشعار “إلا رسول الله” رغم أنه يحامي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنه شعار يسمح في العقل الباطن للمسلم “بإهانة” كل المنظومة الدينية أشخاص ومقدسات، وهذا أمر لا يجب أن يمر على المسلمين، الذين تُهان رموزهم وأبطالهم ومقدساتهم في فلسطين على ايدي أحط خلق الله تعالى.
لذا لا يمكن لأي عاقل أن يعتبر أن اختيار توقيت نشر الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، هو توقيت عبثي، ولكنه توقيت تم ضبطه بدقة ليخدم مصالح كيان العدو الصهيوني، الذي يواصل حملته لاختراق عالمنا العربي والاسلامي، عبر قطار التطبيع مع دول في قلب عالمنا العربي، في الوقت الذين يقوم فيه بشن أعتى وأشرس حملة قمع وتهويد لمدينة القدس وللمسجد الأقصى لجهة تغير الاستاتيكو المستمر منذ حرب 1948، لصالح شرعنة السيطرة الصهيونية على المسجد الأقصى بواباته وساحاته، بما يمهد لهم وبكل أريحية، وضع حجر الأساس لبناء هيكلهم المزعوم، الى جانب الحرم القدسي الشريف.
الأمر الذي تمهد له اقتحامات المغتصبين المتزايدة لباحات المسجد الأقصى، ونفخ البوق في عرصاته، واقامة الصلوات في ساحاته، وفتحه أمام السياح واغلاقه أمام رواده من المصلين والعبّاد.
لذلك؛ ربما آن الأوان ليتقدم الفلسطينيون الصفوف بحملة، يكونون فيها سباقين لحماية المقدسات والرموز الدينية لمليار ونصف مسلم في فلسطين. هذا الفعل إن تم، سيضع المسلمين في اتحاد عالمي ينضم فيه إليهم الكثيرون من النصارى الذين تُهان مقدساتهم يوميا في فلسطين.
الأمر الذي ربما يسمح بتدشين بداية لعودة الأمة إلى حقيقة صراعها مع قوى الشر؛ ويعيد الحقوق إلى أصحابها، وفلسطين إلى أهلها والأقصى إلى رواده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى