أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

إلى المناضل زكريا الأغا: المساواة لا تتجزأ

مجلة تحليلات العصر-عماد عفانة

أخيرا نطق عضو اللجنتين التنفيذية والمركزية سابقاً، زكريا الأغا، الذي يعتبر أحد القادة التاريخيين لحركة فتح في قطاع غزة، ورفع صوته، وطالب بالمساواة، ولكن أي مساواة!!.
كان الأغا الذي اشتعل رأسه شيبا، على رأس عمله في قيادة حركة فتح، وكان ما زال محتفظا بموقعه وبمقعده في اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية عندما قامت السلطة بعقاب غزة وحصارها.
وكان الأغا 78 عاما، في سدة القيادة عندما قطعت السلطة رواتب عشرات الالاف من موظفي السلطة في غزة، وعندما منعت السلطة اصدار جوزات السفر لأبناء غزة، وعندما حاربت السلطة ابناء غزة على اساس الانتماء الحزبي والولاء للمقاطعة، وعندما أجبرت عشرات الاف من الموظفين على الاستنكاف عن العمل، ومنع الأطباء من تقديم الخدمات للمرضى، ومنع المعلمين من تأدية رسالتهم المقدسة لأجيالنا.
لكن حينها لم نسمع للأغا صوتا، لأنه كان جزء لا يتجزأ من القيادة، ولأنه يتحمل كامل المسؤولية عن هذه القرارات الظالمة والمجحفة، ولأن كل الاسماء والقرارات كانت تمر من مكتبه ببساطة.
لكن عندما طالت القرارات الظالمة والمجحفة أبناء فتح، وعندما مست قرارات المقاطعة في رام الله رواتب موظفي فتح في قطاع غزّة، رفع الأغا صوته، وكتب على حسابه بموقع (فيسبوك) “إن مساواة رواتب الموظفين في جناحي الوطن، حق دستوري وقانوني، وقطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وليس حمولة زائدة، ولا علاقة له بالأزمة المالية، التي تمر بها السلطة”.
ونحن نسأل الأغا: لماذا تطالب بتوزيع الميزانية المتوفرة للرواتب لدي السلطة بالعدل على جميع الموظفين في شطري الوطن فقط، ولا تطالب بحصول غزة على كامل حصتها من كامل ميزانية السلطة والبالغة نحو 40% من ميزانية السلطة لتستطيع مختلف السلطات والوزارات في غزة من خدمة أبناء شعبنا، كما كان يفعل الراحل ابو عمار!!.
كم كنا نتمنى أن يرفع الأغا قريحته مطالبا بالمساواة بين شطري الوطن، قبل سنوات طويلة من حصار وعقوبات السلطة لغزة، لأن استمرار الوضع الحالي في التمييز الجغرافي والوظيفي، لم يعد مقبولاً على الإطلاق، خاصة في ظل لقاءات المصالحة والتي تبشرنا بالانتخابات وبالاتفاق لمصلحة الوطن.
ونضم صوتنا إلى صوت المناضل الكبير زكريا الأغا، بأننا أبناء وطن واحد، كنا وسنبقى، ومن حق كل مواطن في هذا الوطن، أنّ يشعر بالمساواة في الحقوق والواجبات، أياً كان لونه السياسي، أو انتماؤه الحزبي، وعندها سيقدر الجميع الظروف التي نمر بها ما دام الجميع، سيعانون نفس المعاناة فالمساواة في الظلم عدل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى