أحدث الأخبارفلسطين

إلى كل عربي ومسلم في مشارق الأرض ومغاربها .. ماذا أنت فاعل لأجل القدس .؟!

د. أسامة القاضي _ كاتب وناشط سياسي يمني

من جانب القدس قضية كل عربي ومسلم أدعوا العرب وأحرار الأمة الإسلامية، وأقول لهم لا نريد أن تبقى قضية فلسطين مجرد أسئلة وأجوبة، فنحن نسمع الكثير من الردح والجرح والقدح بالعدو الصهيوني، ولكنَّ الفارق الرئيسي أنَّ العدو يعمل لقضيته وإن كانت زوراً، ويستقطب بعض الأنظمة للتطبيع، وأنتم في مشارق الأرض ومغاربها والكثير من المسلمين ينظرون ويصيحون دون عمل ودعم لحركة الجهاد والمقاومة في القدس وحشد كل الإمكانيات لأجل قضيتنا المركزية.

أن من العيب بل ومن العار أن يشاهد العالم العربي والإسلامي في فلسطين رجالا يواجهون بالحجارة الاليات العسكرية ويقتلون بأحدث الأسلحة والطائرات لدى هذا الكيان المتطرف، أنَّنا لا نريد أن نبقى على حالتنا المعهودة عنَّا بالانفعال حينما نرى جلاوزة الإجرام الصهيوني يتقدَّمون نحو الأقصى فنبدأ نهتف ونستصرخ ونصيح، ثم نخمد إن ابتعدوا قليلاً عن أسوار الأقصى، يجب أن ندفع كل ما نملك من أجل القدس قبلتنا كعرب ومسلمين.

هل تقبلون ياعرب وهل توافقون أنتم يامسلمون على أنْ تكون رأس حربة الإمبريالية العالمية، أمريكا ورئيسها بايدن، في خط الدفاع الأول عن القدس، وتحاول أنْ تمنع الإسرائيليين من مواصلة انتهاك حرمات مساجدنا وكنائسنا .؟! ألا تعتقدون أنّ هذا الأمر هو من رابع المُستحيلات.؟! برّبّكم وبدينكم هل تنقصنا الخامات أو الطاقات أو الثروات لكي نمنح الآخرين فرصة مواصلة السيطرة على القرار العربيّ الرسميّ والشعبيّ؟!

إنّه فعلاً من المشاهد السوريالية أو العبثية، أو الاثنين معاً، أنْ تقف الشعوب العربيّة، كالأنظمة التي تحكمها بالحديد والنار، موقف المحايد في أهم قضية من قضايانا.!؟ ومن السذاجة بمكان أنْ نعتقد بأنّ هناك أزمة حقيقية بين واشنطن وتل أبيب في القدس المحتلّة إنّ ما يجري اليوم هو خلاف بين صديقين حميمين، سرعان ما سيجد طريقه إلى الحل، إنّه خلاف على سلّم الأولويات وليس على الجوهر، وبالتالي حان الوقت لأنْ تتضافر الجهود، جهود الأثرياء العرب من أجل المساهمة في الدفاع عن القدس وعن الأقصى وعن القيامة، لأنّه إذا فقدنا القدس لن نتمكّن من إعادتها، فإنّ الأمر سيبقى قائماً أبداً، والمفارقة أننّا نضطر لتوظيف مسألة دعم الاستثمار في القدس، ونُقارنها بكرة القدم، فهل هذه علامات الآخرة؟!

صحيح أن فلسطين ليست نكبة العرب.؟! بل أنه العرب هم أنفسهم نكبة فلسطين.؟! يا أيُّها الناطقون بالضاد صرفتم ومازلتم تصرفون مئات المليارات من أجل تدمير آخر معقل للقومية العربية، سوريا مع علمكم التام بأن القضاء على هذا البلد العربي هو ضمان استمرارية الكيان الصهيوني، وعربدته في المنطقة، فهل تحالفكم المعلن وغير المعلن معه، يضم القدس أيضا.؟! هل تعلمون على إجراج نظرية بن غوريون إلى حيز التنفيذ، وهو الذي أرسى مقولته”المأثورة” إن قوة إسرائيل لاتكمن في ترسانتها النووية، بل في تدمير الجيوش العربية المصرية العراقية اليمنية والسورية.؟!

أن التطهير العرقيّ الذي تيطبّقه اليوم الكيان العبريّ المتطرف عن طريق بلديته، يشمل في ما يشمل هدم المباني العربيّة، فرض الضرائب الباهظة على المقدسيين المُرابطين على أرض الآباء والأجداد، وأساليب أخرى من إبداع الفكر الصهيونيّ الضاغن والناقم السكّان العرب في القدس بحاجةٍ إلى دعمٍ ماليٍّ ومعنويٍّ على حدٍ سواء، لا عن طريق البيانات التي لا تُساوي الحبر المكتوبة فيه، إنّما بحاجة إلى آليات عملية لوقف مسلسل التهجير والتطهير العرقيّ في القدس، فهل سنضل نحن العرب من المحيط إلى الخليج، والمسلمون من الشرق إلى الغرب نُواكب ونُتابع عملية سلب القدس من أيدينا من دون أنْ نُحرّك ساكناً؟!

في النهاية أننا أحب أن أوجه قولاً من القلب ليدخل كل قلب عربي صادق يغار على دين الله وحرماته وشعائره في ربوع الوطن العربي والعالم الإسلامي، وأقول: ماذا أنت فاعل للقدس؟! ولنصرة القدس.؟! وللدفاع عن القدس.؟! ولو لنشر الوعي بين من تعرفهم عن القدس.؟! وعن عمليات تهود القدس والحفريات التي تحت المسجد الأقصى.؟! وبماذا ستجيب ربَّك يوم القيامة حينما تسأل عن التفريط بحقوق الأمَّة.؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى