أحدث الأخبارالبحرينالخليج الفارسية

إلى متى يتغافل المجتمع الدولي عن مأساة البحرين؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

حقيقة إنه لشيء مذهل ما جرى ويجري في بعض المناطق من العالم وكأنها خارج المجتمع الدولي أو حتى خارج التاريخ، رغم أننا في عصر الحضارة الرقمية، والثورة الإلكترونية، والقرية الكونية التي تصل إلى كل بيت بل في كل يد صغيرة كانت أو كبيرة..
في عصر الحضارة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، يجري على مرأى ومسمع العالم كله أبشع أنواع الجرائم بحق الإنسانية وليس فقط الإنسان في البحرين البطل المقاوم لطغيان السلطة والحاكم، والعالم كأنه ليس هنا ولا شأن له بهؤلاء الأبطال الذين يرزحون في السجون الظالمة المظلمة، ويتعرَّضون لأبشع أنواع الظلم، والقهر، والاضطهاد، على يد الجلاد الذي لا يعرف معنى للرحمة، والكرامة، والإنسانية، علماً أن كرامة الحاكم تنبع من كرامة شعبه المحكوم..
لا سيما ما يُعانيه هؤلاء السجناء المعتقلون لرأيهم، وفكرهم، وعلمهم، فقط فهم ليسوا مجرمين بل مفكرين، وهم ليسوا غرباء بل علماء، وهم ليسوا أشقياء بل أتقياء أنقياء كانت البحرين تُصلي خلفهم، وتحج معهم، وتؤمنهم على دنياها وآخرتها، ولا ذنب لهم ولا جُرم عليهم إلا رأيهم وموقفهم من الظلم في الحكم، ولا يُطالبون بالمستحيل، بل يُطالبون بأقل من القليل من حقوقهم التي ضمنها وشرَّعها الله من السماء وكل قوانين ودساتير الأرض، فهم ليسوا بدعة من الشعوب والأمم بل هم شعب حيٌّ يُريد ويرغب أن يعيش بشرف وكرامة كغيرهم ويُشاركون في الحكم والسياسة ليُشاركوا في بناء دولتهم الحضارية في هذا القرن الحضاري الرقمي..
فالشعب البحراني من أنضج، وأوعى، وأفهم، شعوب العالم إذا لم نقل المنطقة ولذا تراهم قلعة متقدمة من العلم والعلماء فليس لدينا مَنْ يُنافسهم في ذلك إلا جبل عامل، فلماذا لا يُعطى هذا الشعب فرصة – والفرصة سانحة وهم لا يطلبون المستحيل – لبناء دولتهم التي يرغبون فيها ويحبون أن يعيشوا في ظلها بشرف وكرامة وعزة وإباء يُمارسون حياتهم الدينية والمدنية بمطلق الحرية التي ينص عليها قوانين العالم ومنظمات الحقوق العالمية والأممية.
لا سيما في ظل هذا الوباء الفتاك الذي أنهك العالم وحكوماته وأوقفهم عاجزين عن فعل أي شيء تجاهه إلا الدعاء والضراعة على الله وتوقف الحياة إلى أن يأذن الله بالفرج، فلماذا لا يُطلق سراح أولئك المعتقلون والسجناء الذين لا جرم لهم ولا ذنب إلا الرأي والموقف السياسي، فهم بطبيعة الحال في سجن مكبَّر في بيوتهم يتداوون وتعتني بهم أسرهم الكريمة، فما الفائدة من سجن داخل السجن الكبير، فالعالم المتحضِّر أطلقوا سراح السجناء المجرمين خوفاً عليهم ولكي لا يتحملوا وزرهم وإثمهم، فكيف بهؤلاء الكرام المظلومين لا سيما العلماء والقادة الكبار منهم؟
والإنسان يستغرب من نظام وحكم يُهجِّر أبناء بلده الأصلاء من العلماء، والفضلاء وأهل الرأي والفكر والعلم ويأتي بحثالات العالم من هنا وهناك ليُعطي لهم الجنسية والوظائف ويُطلق أيديهم في البلد ليعيثوا فيه فساداً وإفساداً لأن هؤلاء لا جذور لهم في البحرين فهم مرتزقة يخدمون النظام ما درَّت معاشاته، وسيخذلونه عند الحاجة والضرورة، ألم يقرأ هؤلاء قصص الخلفاء والحكام الأمويين والعباسيين عندما قرَّبوا الأتراك ماذا فعلوا بهم، والمماليك كيف قتلوهم؟
فلماذا يغض الطرف المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني عن تصرفات هذا النظام الذي لا نظير له بالظلم إلا مؤيديه من جيرانه، وداعميه من بني جلدته في فلسطين المحتلة وقدسها المغتصب، فهل عمِي المجتمع الدولي أو فقد بصيرته عنهم؟
وإلى متى يغضُّ الطَّرف عن مظلومية هذا الشعب الأبي التوَّاق إلى الحرية والديمقراطية؟
أما آن الأوان ليلتفت العالم ومنظماته الدولية والإنسانية إلى مأساة هذا الشعب الكريم العظيم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى