أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

إنطباعات حول كلمة الرئيس الإيراني في دفاعه عن وزراء حكومته

مجلة تحلبلات العصر الدولية - د.محمد العبادي

كان البرلمان الإيراني قد بدأ جلساته ونقاشاته للفريق الحكومي المقترح منذ حوالي (١٤) يوماً ، وكان عددهم (١٩) وزيراً ،حيث تم مناقشتهم من قبل اللجان المختصة التابعة للبرلمان ، وبحسب السيد نظام الدين الموسوي الناطق بإسم هيأة رئاسة البرلمان الايراني؛ فقد عقدت تلك اللجان(٢٧٠) اجتماعاً مع الوزراء المقترحين ، وكانت تلك الاجتماعات يغلب عليها النقاشات الجدية لبرنامج الوزير المقترح ، ومن ثم تخرج كل لجنة برلمانية بنتيجة من تلك النقاشات وتقوم بإعداد وصياغة تقريرها عن الوزير وبرنامجه، حيث يقوم أحد أعضاء اللجنة بقراءة تقريرها بعد أن يعرض الوزير برنامجه على الملأ العام في البرلمان ، ويقرأ ذلك التقرير قبل أن تطرح الآراء الموافقة أو المخالفة حول الوزير وبرنامجه .
في اليوم الأخير من المناقشات البرلمانية ( يوم الاربعاء) حضر رئيس الجمهورية إلى مبنى البرلمان وقدّم دفاعه الأخير عن وزرائه ، ومما قاله السيد رئيسي ان معياره في انتخاب الوزراء هو النزاهة والكفاءة والأمانة ، وأنه تحقق من هوية فريقه الوزاري ونزاهتهم ونشاطاتهم قبل أن يرفع أسمائهم إلى البرلمان ، ثم قال:( ان الاتهامات التي طرحت حول بعض المرشحين للوزارات لم تثبت وتحققنا من برائتهم) ،ثم ذكر مثالاً عن وجود شائعات حول نزاهة أحد وزرائه ومباشرة طلب من استخبارات الحرس للتحقيق في الموضوع وبشكل عاجل وفوري،وبعد ثلاثة أيام تبين أن تلك المعلومات لا أساس لها من الصحة.
ان الرئيس الإيراني الجديد يدرك تمام الإدراك أولويات عمله الإداري حيث أشار إلى برنامجه حول جائحة كورونا وأهمية سلامة المجتمع ، ثم عطف قوله على المشكلات الاقتصادية وضرورة توسيع سفرة الناس الغذائية وسلّتهم المعيشية ، وأيضاً يعرف مدى حجم المسؤولية الثقيلة التي تقع على عاتق الوزارات التي لها دخل في الحياة الاعتيادية للناس مثل وزارة الصحة ووزارة الصناعة ووزارة الزراعة ووزارة العمل وغيرها .
لقد كان السيد ابراهيم رئيسي يتحدث بقوة وثقة وبلا تردد عن محاربة الفساد ، لأنه لا فضل لأحد عليه، ولم يكن مديناً لجهة سياسية ، ويشعر أنه مدين فقط لشعبه ، والشعب هو صاحب الفضل والمنّة عليه ؛ حيث قال: ( ان الفساد يشكل خطاً احمر وسوف لن يتهاون مع اي مسؤول يثبت تورطه في قضايا الفساد..وسيلاحق كل كل مسؤول فاسد أياً كان منصبه).
وحول الإشكال الذي أثاره بعض النواب على بعض وزرائه في أنهم شباب ولايملكون التجربة الكافية التي تؤهلهم لقيادة وزاراتهم. أجاب عن هذا الإشكال: بأن الثورة الإسلامية في بداية انطلاقها قد اعتمدت على الشباب وطاقاتهم ،ونجحت في احلك الظروف وضرب مثالاً على ذلك بأن السيد قاليباف رئيس البرلمان الحالي كان قد تولى أمرة لواء وعمره كان (٢٥) عاماً، وايضاً أشار السيد رئيسي الى مسؤوليته في القضاء عندما كان شاباً ، ثم أكد على ضرورة الاعتماد على الطاقات الشبابية وقال: ( ينبغي لنا أن نبعث روح الأمل في قلوب الشباب المبدعين ، والحكومة ستعمل على الدمج بين الطاقات الشبابية ودور أصحاب الخبرات الأكفاء).
ان حكومة السيد ابراهيم رئيسي يبدو أنها قد شمرت عن ساعد الجد ؛ فقد أعلن السيد رئيسي ان حكومته سوف لن تفرط بدقيقة واحدة من وقتها وأنها بعد منحها الثقة ستعقد اجتماعها الأول صباح يوم غد الخميس الموافق ٢٠٢١/٨/٢٦ م .
ويبدو لي ان ايران قد بدأت فيها مرحلة ودماء جديدة، لاسيما وأن هناك تناغم وانسجام بين السلطات أو القوى الثورية الثلاث ،وأنهم عازمون على وضع خارطة طريقة جديدة لإقتحام العقبات ومعالجة النقائص وتحقيق الإنجازات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى