أحدث الأخبارشؤون امريكيةفلسطينمحور المقاومة

إنّ النَّاسَ قَد جَمَعُوا لَكُمْ

مجلة تحليلات العصر الدولية / مجلة يمن ثبات

العاشر من كانون الثاني، إدراج حكومة ترامب جماعة أنصار الله كمنظمة إرهابية مع ثلاثة من أبرز قادة الحركة..
تعريف المنظمات الإرهابية بين الانقسامات الكثيرة للمفكرين والباحثين ضمن القوانين الدولية لا يصل إلى نتيجة واضحة وحاسمة، البعض يتجه إلى ضرورة عدم تعريف الجريمة الإرهابية، وفصلها عن الجرائم العادية، بينما يتجه البعض الآخر لإيجاد مروحة تعاريف واسعة للجريمة الإرهابية حيث تكون شاملة للجرائم العنيفة من قتل وتهديد وما شابه، وأيضا للإرهاب النفسي والخوف بإحداث إثارة الفزع والتهديدات بفرض القوة..
أيًّا يكُن التعريف فهو لا ينطبق على تعريف المقاومة، وهنا الحالة المراد الحديث عنها..

إن حركة أنصار الله هي حركة مقاومة رافضة للهيمنة والاستكبار العالمي المتمثل بقوى الظلام وعلى رأسها أميركا، وما العدوان على اليمن إلا تأكيد أن الإدارة الأميركية التي باركت وساعدت على شن الحرب على الشعب اليمني عبر خدمها وعبيدها من ممالك الخليج المتهالكة الإرهابية تاريخاً وحاضرا هي الرافد الأول للإرهاب..

تعالت الأصوات التي نددت بقرار حكومة ترامب بتصنيف حركة أنصار الله اليمنية مثل السيناتور الاميركي الديموقراطي كريس ميرفي الذي قال: إن هذا القرار هو بمثابة حكم إعدام على آلاف اليمنيين، وانضم إليه بعض أصوات نواب أميركيين، حيث وصف أحدهم القرار بأنه ( قراراً مضللاً)..

إن قرار واشنطن ما كان ليتم لولا عوامل كثيرة أهمها أميركي داخلي ضمن التركة الثقيلة التي ينتهجها ترامب لخلَفه بايدن؛ لتكون أول أيام حكمه مليئة بالملفات العالمية الشائكة والمعقدة، وهناك عامل سعودي عبر محمد بن سلمان الغارق في مشاكله والمراهق السياسي والمستجد على الساحة السعودية، حيث تتوالى الانتقادات الموجهة له بضرورة إيقاف الحرب الخاسرة على اليمن بسبب احتضاره العسكري وكثرة الهزائم المتلاحقة لقوى العدوان والمرتزقة.

في الوقت الذي رأينا فيه اقتحام الكونغرس الغوغائي بطريقة إرهابية من قبل أنصار ترامب يسارع هذا الأخير إلى تصنيف جماعة مقاومة كجماعة إرهابية؛ ممّا يعكس صورة أُم الإرهاب العالمي منذ تأسيس الكيان الأميركي والولايات التي قامت على حضارات ودماء الهنود الحمر المسالمين ..

التفكير الإجرامي الأميركي للقتل ونشر الدمار في العالم أجمع لاقى استحسانا من حكومة الفنادق اليمنية التي أعلنت عن دعمها الثابت لتصنيف الحكومة الأميركية حركة أنصار الله كمنظمة إرهابية، بالمقابل طالبت المنظمات الإنسانية بضرورة إلغاء القرار، وإعادة النظر فيه؛ لمتابعة أعمال الإغاثة الإنسانية مع خطر وقوع مجاعة في اليمن لم تحدث منذ أربعين سنة خلت.

الاستثناءات المسماة إنسانية التي أعلن عنها بامبيو وترامب مثل: السماح لمنظمة الصليب الأحمر ومؤسسات الأمم المتحدة للعمل الإنساني هي محاولة مكشوفة وممجوجة أيضاً لتلميع صورة ترامب المجرم في العالم، حيث تعلل بأن السماح للمنظمات الدولية باستمرار عملها في اليمن هو لمنع وقوع المجاعة بالوقت نفسه الذي تُغير طائراته الحربية على منازل اليمنيين وتقتل شيبهم وأطفالهم.

( يمكن لهذا التصنيف أن تكون تأثيراته عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية بعد تفاقم الأزمات الاقتصادية بعد سنوات من الحرب) كما عبّر بيان الاتحاد الأوروبي الذي قوبل بإشادة المجلس السياسي الأعلى لحركة أنصار الله…

بالتحليل والرؤية السياسية أكاد أجزم أن قرار ترامب هو سداد فاتورة متأخرة أميركية لمحمد بن سلمان؛ للدفع به لمواصلة العدوان، وتبريره بأنه يقاتل منظمة إرهابية؛ لتحسين صورته المهشمة دوليا بعد قضية خاشقجي، ومثلها الكثير من القضايا السوداء في مسيرته السياسية.

بدأت إدارة بايدن بخطة سريعة لدراسة تداعيات تصنيف ترامب للحركة اليمنية كمنظمة إرهابية، ومحاولة الرجوع عنها وإلغائها من ضمن سبعة عشر قراراً ترامبيًّا تعسفيًّا، من ضمن خطة ترامب لإغراق فريق عمل بايدن بالتركة الثقيلة عالميا وداخليا..

عزم إدارة بايدن على الرجوع عن قرار ترامب بعلّة الخوف على الوضع الإنساني في البلد ليس السبب الرئيس هو الجانب الإنساني، إنما الاتجاه السائد هو لوقف العدوان الجائر على اليمن، ولوضع ورقة تفاوضية قوية؛ لدفع المحادثات السياسية واستئنافها بين جماعة أنصار الله والأحزاب اليمنية من جهة، والتحالف من جهة ثانية، وحسب وكالة رويترز: إن هكذا تصنيف قد يتسبب في معوقات قانونية كثيرة لإشراك حركة أنصار الله في أي مباحثات سلام قادمة في سعي جدي للإدارة الأميركية الجديدة لإنهاء الحرب.

إنها خطوة إجرامية تستهدف النيل من معنويات الشعب اليمني المجاهد، ولن تزيد الحركة إلا ثباتا وتمسكا بحقها المشروع والمقدس في الدفاع عن الشعب اليمني وأرضه. إنها تستهدف كل من يرفض الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والانخراط في حركة التطبيع المشؤومة والمرفوضة، كما عبّر بيان حزب الله الرافض للقرار الأميركي الإرهابي الغاشم.

يبقى الجواب اليمني حاضراً في كل الميادين السياسية والعسكرية حيث الثبات ومصداقية الموقف الواعي.

هذا القرار الأميركي يزيد صوابية قرارات حركة أنصار الله حيث لا مكان إلا للبندقية، ولا تصنيف إلا لقبضة المقاتل اليمني بوجه قوى العدوان والمرتزقة، والنداء الثابث «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى