أحدث الأخبارسوريامحور المقاومة

إياكم والأفعى وإن تبدَّل جلده

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

أسمع، وأقرأ في هذه الأيام الكثير من الكلام عن (م ب س) بعد ذلك اللقاء مع موقع وجريدة أوربية، أو فضائية (روتانا) التي كانت منذ أن وجدت تسوِّق الفسق والعهر والفجور، وأراد أن يظهر إلينا بجلد جديد، بعد أن أوهم العالم بأنه صار شيء آخر بعد أن بدَّل جلده.
فهو كالأفعى السامَّة، والكوبرا الغدَّارة التي لا يتبدَّل طبعها بتبدُّل جلدها بل هي الحيَّة السامة القاتلة، فلا أحد يغترَّ بها، فالحذر الحذر من أي غرِّ يقرب إليها فالموت تحت أنيابها والمنشار الكهربائي بيد هذا الشرير، فهو يُراوغ بعد أن شعر بتخلي الولايات المتحدة شيأً ما عنه وعن عائلته لأنهم يعلمون علم اليقين أنهم لن يستطيعوا أن يبقوا في الحكم شهراً واحداً إذا تخلَّى الاستكبار العالمي عنهم، لأنه الناس جميعاً عرفوهم أصلاً وفصلاً وقتلاً وإجراماً..
فهل أوقف هذا المجرم الحرب في سوريا وإن أرسل إليها مَنْ يسترضيها لفتح سفارتها وكر التجسس على السوريين، علماً أن الرئيس الأسد رفض قديماً الكثير من العروض المقدمة من قبله، وليته يرفض وجودهم في بلدنا سوريا إلا أن يعتذروا أمام العالم أجمع عن ظلمهم وحربهم الظالمة التي شنُّوها علينا منذ عشر سنوات ظلماً وعدواناً ويُعوِّضوا جميع الخسارات، ويبنوا كل ما تهدَّم ويُرجعوا الشعب والحقوق إلى أصحابها فمازلنا مهجَّرين من أراضينا وبيوتنا.
وهل أنهى هذا المتقوِّل بالباطل حربه على اليمن السعيد الذي دخل سنته السابعة وأحرق كل شيء فيه، وقتل الآلاف من أهله الكرام بلا جرم ارتكبوه ولا ذنب اقترفوه إلا أن قالوا له: كفى.
وهل أسكت صوت السلاح في ليبيا، أو سمح للشعب اللبناني بتشكيل حكومته المستقلة عنه وعن سيطرته وهيمنته عليها، وهو الذي أذلَّها برئيس حكومتها الذَّيل الوفي لهم، وإلى الآن يُريد إسقاط الدولة اللبنانية بكل عناد وتجبر وغطرسة، وراحوا يعترفون بإعطاء المليارات لدمار لبنان..
ولماذا حاول إشعال الحرب الأهلية والعائلية في الأردن كما تُؤكد المعلومات عن المشكلة التي حاولوا أن يفتعلوها فيه، فيزيد المنطقة حرباً جديدة على الحروب المشتعلة فيها وكلها من صبيان التكفير وقطعان الصهيووهابية المجرمة التي قامت من عنده ولا تقوم وتتصرف إلا بأمره، ونهيه، وتمويله، وتدريبه، وتسليحه هو وبني جلدته من مجرمي الوهابية التي يُحاول الانسلاخ عنها لأنها صارت عبأ عليه بما فعلته من جرائم سوَّدت وجه التاريخ المعاصر..
وهل أوقف هذا الصبي الأرعن قطعانه في العراق الجريح الذين يتحركون بأمره فيفتعلون في كل يوم مصيبة جديدة فيه، وهو الذي يحاول ويُطاول ويُغازل كل الأطراف ليقبلوه ولا أحد يقبله لعلمهم جميعاً بحقيقته وأنه حيَّة رقطاء تنتظر الفرصة لتنقضَّ على فريستها فتقتلها، وإن لم تجد فريسة فأحياناً تعضُّ نفسها، وهكذا سيفعل هذا الرجل الشرير في طبعه، إذا لم يجد مكاناً يصطنع فيه حرباً، أو مشكلة للقتل والحرق والغرق والتدمير لأنه يعشق تلك المناظر التي تربَّى عليها.
فعلى الجميع أن ينتبهوا إلى هذه الحقيقة – لا سيما أهل الفكر والقلم من الأخوة الكتاب – فلا أحد يُلَمِّع صورة الشيطان أرجوكم، ولا أحد يغترَّ بالحيَّة الرقطاء إن بدَّلت جلدها فهي حيَّة وإن ظهرت بشكل أجمل وبريق يلمع، فالموت بلدغتها؛ وتحت أنيابها العطب كما قال عنتر يوماً.
نعم؛ هناك متغيرات كبيرة وكثيرة على مستوى المنطقة وهو ما فرضه رجال الله في محور المقاومة الأبطال، بدماء الشهداء، وأنين الجرحى، ودموع الأيامى واليتامى والثكالى، وليس بتدُّل جلد (م ب س) فهو كما هو، ولكن نحن لسنا كما كنا مستضعفين في الأرض، بل صرنا قوَّة حاضرة في المنطقة وقريباً سنكون قوَّة عالمية رغم أنف الأعداء وأولهم هذا الصبي المتغطرس.
فالتغيرات في المنطقة هي لصالح محور المقاومة الذي صار وقوي ببركة هذه الدماء وهؤلاء الرجال الأبطال الأشداء الذين فرضوا وجودهم في الساحة والمنطقة، ولا يمكن لنا أن نفرِّط بجهدهم وجهادهم وفيض دمائهم لاسترضاء صبيان النار الوهابية المجرمين الذي عاثوا في البلاد والعباد فساداً وإفساداً.
فالوعي والبصيرة مطلوبة من الجميع ولا أحد يستعجل بالحكم على هؤلاء الأشقياء فيمدحهم ويُثني عليهم بمجرَّد أن خلعوا جلدهم فالطبع غلَّاب وهو يغلب التطبُّع، فالحذر من الأفعى السامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى