أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

إيران تصنع الحضارة

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

المراقب للأوضاع السياسية في المنطقة والعالم يجد أن هناك نوعين من التحرك على كل المستويات، لا سيما تلك التي نقول عنها: حضارة، وهي كل ما يتصل ببناء الحضارة في هذا العصر الأغبر..
– هناك بناة للحضارة..
– هناك متفرجين عليها..
فإيران الثورة الإسلامية التي انطلقت من الصفر الذي أوصلها إليه الشاه المقبور لأنه رهن نفسه الشريرة وبلاده المعطاءة الخيرة لقوى الشر العالمي لا سيما الشيطان الأكبر أمريكا ودعيتها المدللة الكيان الغاصب لفلسطين وقدسها الشريف..
جاء الإمام الخميني (رحمة الله علیه) وقام الشعب الإيراني المؤمن ينفض عنه غبار الذل والهوان والعار الذي خلفه الشاه، فاغتسل بماء الثورة، وقام من غفلته، ونهض مع فجر الثورة لبناء الدولة والحضارة بقيادة الفقه والفقاهة..
ولكن ما قام هذا الشعب مع قائده وإمامه الشجاع المقدام حتى قامت قيامة قوى الشر والضلال الشيطانية في المنطقة، فتحزبوا وتجمعوا ودفعوا أهوجي بغداد وعمان لإعلان الحرب على ثورة الإسلام في إيران، وهنا تمثلت قيادة التفاهة، والعمالة، والسفاهة..
واستمرت الحرب الظالمة المظلمة المفروضة ثمانية سنوات عجاف استهلكت المليارات من الأموال، والملايين من الشهداء والجرحى، وكل ذلك لصالح من؟ لصالح قوى الاستكبار العالمي والغدة السرطانية في جسد المنطقة والأمة..
فلو صرفت تلك الأموال والجهود في البناء، والتقدم، والتطور التقني، والمهني، والحضاري، لكانت منطقتنا هي قلب العالم، وقبلته، وليس أمريكا، ولا الصين، ولا روسيا وأوروبا لأن ما لدينا من امكانات، وقدرات، وطاقات، يفتقر لها كل أولئك، بل يسرقوا منا كل ما عندنا أمام أعيننا ولا نملك من أمرنا شيء لأنهم زرعوا في بلادنا جواسيس لهم وخدام لمخططاتهم وسموهم حكاما علينا، وما هم إلا مجموعة من قطاع الطرق واللصوص الذين يسرقون البلاد ويقتلون العباد..
فإيران الثورة الإسلامية هي الوحيدة في المنطقة التي تفكر بالبناء الحضاري وتعمل على بناء كل ما تحتاجه الحضارة الإيرانية الخاصة، وتسعى إليه بخطى حثيثة وثابتة ولا تتراجع عن حقها في امتلاك مقومات الحضارة المعاصرة وعلى رأسها البرنامج النووي الإيراني..
وتراها تقاتل على كل المستويات، وبكل الأيدي المجتمعة منهم للحصول على ما يريدون ويرغبون ولا يمنعهم مانع، ولا يدفعهم دافع، إلا المصلحة الإيرانية الكبرى، فهم يسعون جميعا إلى هدفهم الكبير، ولذا يحشدون كل الجهود، والآراء، والأفكار، فيما يخدمهم جميعا، ولذا تراهم ينجحون، ويتقدمون، ويتطورون، رغم كل التحديات، والعقوبات، والضغوطات عليهم، فهم تحملوا أربعين سنة، ومستعدون للتحمل أربعين سنة أخرى في سبيل تحقيق هدفهم..
فالقيادة الإيرانية الفقيهة تسعى لبناء حضاري يكون له حضوره الدولي الفاعل، ولن ترضى بدور مرسوم ومنفعل أبدا، لأنها ليست إمعة كبقية المقاطعات والمزارع من حولها وخطأ يسمونها دول وحكومات..
فإيران اليوم تبني الحضارة، وأولئك يتفرجون عليها وينبحون، وينعقون من بعيد وكأنهم كلاب مسعورة، ولم يسمعوا بالمثل العربي لأنهم عاشوا في أحضان الغرب فما عرفوا أمثال العرب: (القافلة تسير والكلاب تنبح)، فعليهم أن يعرفوا أن نباحهم لن يعرقل القافلة الإيرانية التي تسير إلى بناء الحضارة الإنسانية..
فكم هو الفرق بين من يبني الحضارة، ومن يتفرج عليها، ويستهلكها، عدا عن الذي يهدمها كما يفعل الأقزام، وأشباه الرجال في هذا العصر الذي جعل منهم حكاماً وسلاطين في خدمة بني عمومتهم من الملاعين الذين تجمعوا في فلسطين..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى