أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةايرانمحور المقاومة

إيران جادة في الحوار وتملك القرار ولكن هل ابن سعود يملك الجرأة والقرار؟

مجلة تحليلات العصر - الحسين أحمد كريمو

هناك يلوح غزل من بعيد وخجول بين مهلكة بني سعود والجمهورية الإسلامية الإيرانية للحوار والدوحة وقطر تحاول أن تلعب دوراً متميِّزاً – بمحاولتها لتكون جنيف الشرق- في تقارب وجهات النظر بين الطرفين، وذلك لأن التوتر جعل المنطقة على حافَّة الهاوية والحرب لن تخدم أحداً.
والعجب العجاب في الأعراب وقيادتهم بني سعود أنهم يعيشون حالة من الوهم المَرضي، أو ما يُشبه الكوابيس الليلة التي يحتاجون إلى إيقاظ منها، تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فجعلوا منها غولاً مخيفاً، بل مرعباً وفي الحقيقة العدو الصهيوني هو العدو المخيف لأنه يُحاول تدمير واحتلال كل المنطقة والهيمنة عليها اقتصادياً وسياسياً وحتى اجتماعياً وتعليمياً..
وعلى الجميع أن يعلموا أن الحياة لا يمكن أن تستمر، ولا يمكن العيش بالحرب الدائمة، والنزاع والخصومة المتواصلة، فالمجتمعات تنتعش وتتطور والحضارة تنبني بالأمن والاستقرار والطمأنينة وهؤلاء يعيشون وتعيش المنطقة كلها بسبب أوهامهم – كما أكدها وزير الخارجية الإيرانية الدكتور جواد ظريف – فلكي يبني حضارة نيوم وأخواتها كما يحلم ابن سعود عليه أن يُدرك أنه لن يستطيع بناءها في ظل هذا العداء والحرب والخوف والرُّعب الذي تعيش فيه المنطقة برمتها.
ودائماً كانت اليد الإيرانية ممدودة لهم وهم الذين يكادون أن يموتوا رُعباً وخوفاً منها وهي استجابت لكل دعوات التصالح والأمن والعيش المشترك بين الجيران لا سيما مع المبادرة الكويتية سابقاً، وهذه المبادرة القطرية جديداً، فدعوة إيران للسلام والاطمئنان بين الجيران، وهي صادقة وجادة في دعوتها وتملك قرارها السِّيادي، ولا أحد يضغط عليها لقبول هذه الدعوات المتكررة.
فالمشكلة ليست في إيران إذن بل المشكلة في بني سعود وصبيانهم الذين لا يملكون أمرهم ولا قرارهم إلا بقطع الرؤوس حَرابة للفقراء، وبالمنشار الكهربائي للمعارضة، وأما القرارات السِّيادية فهم أبعد ما يكونوا عنها فهم كما قال الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد يوماً: “عبد مأمور لعبد مأمور”، وحقدوها عليه وأقاموا الدنيا ولم يُعقدوها إلى اليوم وجمعوا كل شذاذ الآفاق، ومجرمي العالم لتدمير سورية والإطاحة به، وبالفعل دمروا البلد ولكن الرئيس صمد.
فصبيان بني سعود قرارهم في يد بني صهيون وزمامهم بيد غيرهم وليس في أيديهم، فلا يستطيعون أن يُصالحوا أو يُحاربوا إلا بأمر مؤكد من سادتهم في النظام العالمي الجديد، الذي صنعته الماسونية العالمية لتدمير العالم وإبادة أهلها حتى تحقيق النبوءة التوراتية وظهور الماشيح (المسيح) الذي يُريدون، لا الذي يريده الله سبحانه، ومسيحهم يُحب الدِّماء والدَّمار ويُريد فساد العالم وتدميره حتى يستطيع الظهور بعد الخفاء، فهو كرب الجنود دائماً متعطشاً للدماء البريئة.
فأعتقد أن المشكلة الأساسية في المسألة هنا وليست في أي مكان آخر، فلا يُتعب نفسه القطري ولا غيره في إقناع بني سعود بالتفاوض والمصالحة مع الإيرانيين، بل ليذهب مباشرة إلى أصحاب القرار وهو يعرفهم جيداً لأنها الجِّهة التي فرضت عليهم الحصار، وفكَّته عنهم بقرار منهم وهم يعرفون ذلك جيداً، فلا بني سعود ولا غيرهم من جماعته في الخليج أمرهم في أيديهم بل في أيدي أصحاب القرار الأعلى في دولة الشيطان ومحور الشر العالمي.
ولذا تجد أن رئيس الدبلوماسية الإيرانية الدكتور جواد ظريف مباشرة يُبدي إيجابية ويمدُّ يده إليهم بكل ثقة، فيجيبه خادم الدبلوماسية السعودية بأقسى الألفاظ وأبعدها عن السياسة والدبلوماسية ليقطع الطريق على كل سعي جاد في هذا السبيل لأنهم لا يُريدون السلام بل يُريدون الحرب والخصام، فهم بلا حرب لا يستطيعون البقاء، وبلا دماء لا يستطيعون النماء، لأنهم تربوا على الفطير المقدس الذي يصنعونه في عيدهم من دماء الأمة في سوريا، والعراق، ولبنان، وفلسطين، واليمن، والبحرين، وليبيا، وحتى نيجيريا، والروهنكا، وأفغانستان وغيرها من بلاد العرب والمسلمين.
فالحقيقة الواضحة هي أن الدبلوماسية الإيرانية تملك قرارها وصادقة وجادة في أمرها، وأما صبيان بني سعود فإن أمرهم ليس في أيديهم وقرارهم في أيدي سادتهم الصهاينة، فلا يستطيعون الخروج عن سياسة النظام الصهيوني العالمي قيد أُنملة وهنا مكمن الإشكال في القضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى