أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

إيران حجزت مقعدها المتقدم فأين العرب من القرن والحضارة؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

اليوم صار اللعب على المكشوف ورغم بشاعة وشناعة اللعب السياسية في العالم لا سيما إذا كان اللاعب الرئيسي فيها ليس له قِيم ولا تضبطه الفضيلة والأخلاق لأنه داسَها كلها وقتلها في بيئته وشعبه كما هو الظاهر، فصاروا يتصرفوا بمنطق القوة ولا تهمهم الإنسانية بشيء رغم ما يدَّعونه من ديمقراطية وحقوق إنسان فهذه من أكبر الكذبات في هذا القرن وهذه الحضارة الرقمية والتي تُريد منها السيطرة على الشعوب والأمم بحجة من الحُجج وإلا فأين العقل والمنطق والإنسانية في كل ما يجري في العالم من بدايته حتى الآن؟
إمبراطورية الشَّر العالمي – الشيطان الأكبر – تتصرف بمقتضى ما يُحقق لها مصالحها فقط ولذا رفعت شعارها “أمريكا أولاً”، ومصالحها يجب أن تتحقق بالقوة أو المروَّة، ولكل من المارقين على أوامرها وطاعتها له تُهمته ونصيبه من الحرب العالمية التي شنَّتها على العالم بعد أحداث بُرجي التجارة العالمي التي كانت خطَّة مدبَّرة لتكون حجتها بشن هذه الحرب واحتلال سبع دول من دولنا إلا أن الحرب الكونية على سوريا وصمودها الأسطوري بمعية محور المقاومة، لا سيما في العراق الجريح البطل وحشده المقدس الذي حمى الأرض والعرض وطهَّر العراق من أنجاس الأرض وقطعان الظلام الصهيووهابية التكفيرية المجرمة..
وكانت عينها في الحقيقة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وغايتها إجهاض ثورتها وتدمير مقدراتها إلا أنها كانت تتمتع بقيادة حكيمة وصبر عجيب جعلها تصمد خلال أربعين سنة في وجه الأعاصير التي حصلت في المنطقة، لعلمها وفهمها واستيعابها للعبة الإمبراطورية الأمريكية وأخيراً انتصرت بكسر هذا الحصار الظالم عليها، بتعاقدها مع التنين الصيني الصاعد إلى ذروة الحضارة ليُزيح الغرب عنها في القرن الواحد وعشرين، ولم تكتفِ بذلك بل توجَّهت شرقاً لتُعزز ظهرها بمعاهدة ثانية لا تقل أهمية مع الهند، وثالثة مع روسيا الاتحادية، ولم يبقَ عليها إلا اليابان من أجل تطوير وتحديث صناعاتها الدقيقة، والنمور الآسيوية الأخرى، وأعتقد أنها في الطريق إلى ذلك لن القيادة الإيرانية واعية تماماً وحاسبة لكل خطواتها بدقة ورقة وسياسة..
وبذلك تكون إيران الثورة الإسلامية قد حجزت مقعدها المتقدم في القرن القادم، والحضارة المتنامية الصاعدة بقوة وجدارة، ولكن أين بني يعرُب من ذلك كله، لا سيما وأن اليد الصينية قد امتدت إليهم ومازالت ممتدة ولكن هؤلاء الأقزام يُصلُّون إلى تل أبيب، ويعبدون أمريكا ولا يحجون إلا إلى البيت الأسود في واشنطن، فكيف سيفهمون التنقُّل الحضاري بين الشعوب والأمم وهم الذين يسعون لتدمير كل ما لديهم من تراث حضاري، وإرث قِيمي إسلامي راقي جداً خدمة لعيون بني صهيون الزرقاء التي يعشقونها، وهي تعشق فيهم خيانتهم لشعوبهم وأمانتهم في خدمتها؟
إيران الثورة صارت إيران الحضارة الإسلامية التي يسعون بكل جهدهم لعرقلة تقدمها بدل أن يقفوا معها في خندق واحد ويستفيدوا من تجربتها النهضوية وبناء حضارتها الخاصة بأيدي وسواعد أبنائها المؤمنين بضرورة أن يكون لهم مكاناً متقدماً تحت الشمس، ومكانة عالية في الحضارة الإنسانية في القرن القادم، وأما حُكام العرب وسلاطينهم فهم رموا بأنفسهم وكل مقدراتهم في أحضان عمومتهم من بني صهيون وهؤلاء الأشقياء سيتخلون عنهم في كل لحظة، بل سيتخلون قريباً عن صنيعتهم الغدة السرطانية التي سنستأصلها من جذورها الخبيثة من أرضنا بإذن الله تعالى، ونُصلي في القدس الشريف قريباً، هكذا الوعد الصادق..
فأين مكان ومكانة الأعراب في القرن القادم هنا السؤال الذي يجب أن يُجيب عليه هؤلاء؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى