أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

إيران في عمرها الثاني

مجلة تحليلات العصر - محمد صادق الهاشمي

ملاحظة ملخص البحث مقدم كمشاركة منا الى الملحقية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت. عبر تطبيق الزوم يوم الاثنين القادم.

المقدمة

هنا خلاصة بحثية مستلة من بحث موسع عن دور الجمهورية الإسلامية الآن ومستقبلًا، وتأثيرها في العالم الإسلامي، والمراحل التي قطعتها والتي ستقطعها لاحقًا نتيجةً حتميةً استشرافية؛ بحكم المقدمات الواقعية . ولمراعاة الوقت قُدِّمَ البحث على شكل النِّقاط الآتية:

١- ما أثبتته إيران في عمرها الأول

أولًا: داخليًا:

أ- الانتقال من الثورة إلى الدولة، مع الممازجة بينهما بكل ما تستلزمه الدولة من بناء المؤسسات، وترصينها وبنائها الدستوري والاقتصادي والإداري والأمني.

ب- التطور العلمي والتكنولوجي والتقني؛ بما يمكنها من الدفاع والمقاومة والتطور في المجالات كلها.

ج- تثبيت هوية الجمهورية الإسلامية عقيدةً ومنهجًا وفكرًا رساليا.

د- تأمين الثابت الاقتصادي، وتحرير الاقتصاد، وتعدد موارده، وعدم الاعتماد على السياسية الريعية والخارجية.

هـ- تعميق الثقافة الإسلامية والثورية وقيم الإسلام؛ من عِلم وأخلاق، والتزام أخلاقي وشرعي للفرد الإيراني المسلم، وفي وجدان الشعب الإيراني والأجيال التي عاصرت الثورة.

و- ترصين الوحدة الاجتماعية للشعب الإيراني، وتوحيد الموقف السياسي وثقافته.

ز- تعميق الثقافة لدى المؤسسات والمجتمع والحوزات؛ فيما يخص عقيدة (ولاية الفقيه).

ح- تعميق الصِّلات بين الثورة والدولة والحوزات العلمية.

ط- مواجهة التحديات الداخلية والخارجية في المجالات المختلفة، وتجاوز كثير من العقبات الداخلية: السياسية، الأمنية، الاقتصادية، الثقافية.

ي- تحقيق النهضة العمرانية، وتوسيع مساحة الخدمات، وتأمين الاستقرار بمجاله: الأمني، الغذائي، الصحي، التعلمي، الزراعي… وغيره من مستلزمات بناء الدولة في عمرها الأربعيني.

ك- أثبتت إيران بأنَّ التجربة السياسية الإسلامية قادرة على الصمود، والثبات، والتكيف مع العصر الجديد، ومعطيات العالم المتحضر على وفق الإطار الإسلامي.

ل- وازنت إيران بين القوة في الخليج الذي أراده الأميركيون أن يكون مساحةً للوجود الأميركي؛ وبين القوة الثورية التحررية اقتصاديًا وتعبويًا وأمنيًا، وارتدَّ هذا إيجابًا على حماية الداخل الإيراني، والمنافذ، وتطوير القوة الردعية.
ويأتي هنا دور اليمن والعراق والشام المهم في (الخارطة الجيوبوليتك) الآن ومستقبلًا.

م- إيران أفشلت ما سُمِّيَ (مشروع الشرق الأوسط الجديد)، ومشروع صفقة القرن؛ بنسب عالية.

ثانيًا: خارجيًا

أ- الدفاع عن المسلمين؛ دفاعًا بصفته واحدًا من أهداف الثورة الإسلامية، وخصوصًا القضية الفسلطينية، ونقل القضية الفلسطينية من الكواليس التآمرية الخليجية تحت إطار: (إنَّ القضية ملف عربي!) إلى الإطار الإسلامي الأوسع؛ مما منح القضية الفلسطينية قدرات أوسع.

ب- مواجهة الاستكبار، وخصوصًا المشروع الأميركي تحت مشروع المقاومة؛ الذي توسعت مساحته في المنطقة، وأصبح هويةً للشعوب الإسلامية.

ج- دعوة واستنهاض الشعوب الإسلامية؛ للحفاظ على هويتها، ومصالحها، واستنهاض طاقاتها، تحت إطار: (الصحوة الإسلامية).

د- رسمت إيران للثورة الإسلامية جغرافية أوسع من جغرافيتها السكانية والطبيعية؛ من خلال الخارطة السياسية الثورية التي تتسع مساحتها للمسلمين كلهم في مواجهة المشروع الأميركي الصهيوني؛ لتمتد من قلب طهران إلى: العراق، دمشق، بيروت، وصولًا إلى البحر المتوسط، وفي أعماق الجزيرة، كما في اليمن والبحرين.

هـ- إيران رَبَطتْ -وبحكمة عالية- الدور الدولي للصين وروسيا اقتصاديًا في المنطقة، بصفته عاملَ ضغطٍ على أميركا على وفق نظرية (الانزياح لهدم القطبية الأحادية الأميركية).

ز- دافعت إيران ببسالة عميقة عن المسلمين في: لبنان، فلسطين، العراق، سورية، اليمن… وأفشلت مشاريع التقسيم التي عملت عليها عقلية الغطرسة الغربية والأميركية؛ من خلال الحروب بالوكالة مستغلة الأيديولوجيا المعقدة والمتطرفة، وبهذا فإنَّ إيران مزَّقَت مشروع: (سايكس بيكو – داعش)، وجعلت من المحور الإسلامي قطبًا واعدا.

ح- استنهضت إيرانُ الثورات في الحِسِّ والوعي الاجتماعي؛ حتى تبحث الشعوب عن مصالحها الداخلية، وقد حققت تقدمًا كبيرًا في هذا المجال.

٢- ما سوف تحققه وتسعى إليه في عمرها الثاني

أولًا: داخليًا:

أ- سوف تُواصِل إيرانُ دعم وترسيخ القدرات السياسية والاقتصادية والتنموية البشرية، وتعميق الوعي والثقافة، واعتماد الشبّان والشّابات والأجيال الجدية؛ في ترسيخ الثورة والأيديولوجيا، والتطور، وتجعل كل المنجزات التي حققتها في الأربعين عامًا بمستوىً أكثر تطورًا ورسوخا.

ب- سوف تنتج الحوزات العلمية، والمراكز الفكرية الثقافية؛ البحوث التي تعزز فهمًا عميقًا عن الثلاثي: (الإسلام، الدولة، التطور ) بعد نجاح تجربة عقدية قدمتها (نظرية ولاية الفقيه) في الواقع العملي لحياة ومستقبل المسلمين، وقدرة هذه النظرية في الصمود بوجه التحديات، والدفاع عن المسلمين بصفتها منظمةً واحدةً تدخل في صلب الأهداف الثورية الآنية والإستراتيجية للدولة الإسلامية الإيرانية، خصوصًا بعد المنجز العظيم الذي حققته مرحلتا الحكم من عهد الإمام الخميني إلى عهد الإمام الخامنئي في السعي الحثيث الجاد لوحدة المسلمين.

ج- سوف توسع إيران من مراكزها البحثية على وفق المستجدات العالمية، وفي المجالات المختلفة، بما يتكيف مع المعطيات الجديدة، ويجعلها والمسلمين باستعداد كامل للتطور، ولحق ركب العالم المتطور؛ وهذا يستوجب النقل والتناقل والتكامل والتشريك الاقتصادي والثقافي والأمني.

د- يتجه الشعب الإيراني ومؤسسات الدولة الإيرانية لتحمل مسؤولية رسالية ذات رسوخٍ أكثر في إيران وخارجها، وبفهم أوسع لدور الأجيال الإيرانية؛ بأنها تنتمي إلى دولة ذات خصوصية عالمية (أم القرى).

ثانيًا: خارجيًا:

أ- ستقف إيران، والقطب الإسلامي المتحالف معها بموقف محوري؛ يمنح المسلمين مكانتهم في العالم الجديد، بما لا يسمح إلى استثنائهم، أو تهميش دورهم، بل يكونون في الأربعين عامًا القادمة محورًا وقطبًا مهما.

ب- خط الحرير القادم، الذي تُعدُّهُ الصين مشروعها الثابت، الذي تكون لوازمه تغييرات مهمة في المنطقة؛ لن يتجاوز القدرات المحلية لإيران والمنطقة.

ج- إضعاف القدرات الأميركية في المنطقة، وانكفاء القطبية الأحادية، وتراجع إسرائيل في المجالات المختلفة.

د- مع توسع نوعية مجالات الاقتصاد في الغاز والطاقة والتبادل التجاري، وما يلزمه من نظام مصرفي، واعتماد عملة بديلة عن الدولار؛ يمكن أنْ تفعل إيران شراكات دولية في هذا المجال، خصوصًا بعد سعي الصين إلى لَجْمِ الدولار في التعامل الدولي، لأنّ الدولار يسيطر على تبادل العملات بنسبة (80%)، ويُمثِّل عملة الاحتياط بنسبة (60%).
الصين تريد لجم الدولار، وهذا يتحقق من خلال شراء الذهب، وإطلاق الصين في بورصة شنغهاي لتداول عقود النفط بالعملة الصينية، وهذا منهج لضرب نظام (البترودولار) لصالح (البترويوان) وغيره من المشاريع التي سوف تكون مجالًا للاستثمار والتحرر في الاقتصاد وتبادل العملات الإيرانية.

هـ- نقل مركزية القرار الدولي من المنظومة الأوروبية والأميركية إلى منظومة جديدة تتألف من الأقطاب: روسيا، الصين، الهند، إيران، الدول المتحالفة معها.
وبهذا تكون المنطقة الإسلامية مركز القرار، أو مشاركة فيه في المجال الاقتصادي والأمني والسياسي وغير ذلك.

و- سوف تحاول إيران تشريك اقتصاديات المنطقة، وربط المنطقة بمنظومة الاقتصاد والثروات والجغرافيا والممرات المهمة والمؤثرة في خارطة الاقتصاد العالمي.

ز- جعل المقاومة في العالم بوضع تُنقَل فيه إلى خطوات ثلاث:
الأولى: التكييف القانوني.
الثانية: أنْ تُنقَل إلى مرحلة بناء الدولة.
الثالثة: أنْ تُنقَل من مفهوم المقاومة بالسلاح إلى التطور في المجالات كلها.

ح- أنْ تجعل إيرانُ الشعوبَ الإسلامية عمومًا والإيرانية بنحو خاص؛ بوضع عقيدي يوصلها إلى الهدف، وحماية المنجز بصفته منجزًا رديفًا مهمًا للمؤسسات الرسمية المختصة بذلك.

ط- التمهيد لعصر الظهور الإسلامي الواعد بإذن الله تعالى.

ومِنَ الله التوفيق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى