أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

إيران ليست مستعجلة كما يظن البعض

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

الناظر إلى الخريطة السياسية اليوم يشعر كم هي الثقة بالنفس التي تتمتع بها السياسة الإيرانية التي شعرت بأنها اليوم قد انتصرت تكتيكياً واستراتيجياً، وصارت كل الكُرات في ملاعب الآخرين لا سيما الشيطان الأكبر وإمبراطورية الشر العالمية، التي راحت تستجدي رضا الإيرانيين، وتُرسل لهم الرسائل الخجولة وتظن بأنها مازالت على قوتها وسيطرتها على زمام الأمور..
والحقيقة والواقع يقول غير ذلك تماماً، فاليوم أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني بقوله: “الخيار العسكري لم يعد مطروحاً ضدنا وأعداؤنا يُدركون أننا سننتصر عليهم في أي حرب”، هذا على مستوى الحرب العسكرية، وكذلك بالحرب الدبلماسية والسياسية التي قال عنها أيضاً: “سننتصر بمواجهة سياسات أمريكا رفعت العقوبات أم لا ولسنا بحاجة للاتفاق النووي”.
نعم؛ فالزمام أصبح بيد القادة التاريخيين في الجمهورية الإسلامية بعد توقيع المعاهدة الاستراتيجية العملاقة مع العملاق والتنين الصيني فقد كُسر الحظر رغماً عن الحاظرين، وانفتحت كل الطرق باتجاه الشرق الناهض بقوة التاريخ، ونار التنين الأحمر، ولن تستطيع أمريكا ولا غيرها أن توقفه لأنها أصغر وأضعف من ذلك، فالقطار سار، وطريق الحرير بُسط من أقاصي الشرق حتى شواطئ الشام بإذن الله تعالى..
فالجمهورية الإسلامية صبرت طيلة أربعين سنة، وحاربت على كل الجبهات وهي تسير بخطى بطيئة ولكن ثابتة في صناعة حضارتها بأيدي أبنائها وستكون من الحضارات الراقية جداً قريباً جداً لأن حركة النمو ستتسارع، والاستجابة لكل متطلبات البناء الحضاري ستكون حاضرة ومُجابة والقيادة الإيرانية ليست مستعجلة للعودة إلى الاتفاق النووي، لأنها لن تعود عن خطواتها النووية المتقدمة فهي جزء من المشروع الحضاري الإيراني، ولذا أعتقد أن الحديث مع الغرب كله وقيادته الأمريكية أن يكون ما بعد هذه المرحلة وإيران لن تتراجع قيد أنملة.
ولتعمل القيادة الإيرانية بمبدأ تطنيش الغرب كله – وأعتقد أنهم سيفعلون ذلك – ويتجهوا بكل ثقلهم إلى تطبيق المعاهدة مع الصين، وأن ينفتحوا على الهند واليابان وكل نمور آسيا، وليمدوا جسورهم الرائعة مع تلك البلدان المتقدمة والمتطورة تقنياً وحضارياً وليتركوا الغرب يتحسَّر على التواصل أو الاتصال كما حصل مع المعتوه الترامب من قبل الذي خرج من البيت الأسود وهو ينتظر الإيرانيين أن يتصلوا به، فخرج وهو بحسرته وسيذهب إلى الجحيم بها قريباً أيضاً.
وليت الأخوة في العراق يعودوا إلى إتفاقهم مع الصين الذي خرجوا منه مكرهين، وليعلموا أن العراق لن يبنيه الغرب بل سيهدمونه أكثر وأكثر حتى لا يبقوا فيه حجراً على حجر إن استطاعوا لا سمح الله، والعراق لن يُعمَّر إلا إذا طَرد الغرب من أرضه وأولهم الأمريكان لأنهم يعيشون بفوبيا اسمها بابل والعراق، وتحت تأثير نبوءة التوراة لأشيعيا وغيره الذين يتنبؤون بتدمير العراق ولا بتعميره وهم يعملون حرفياً بالتوراة المحرفة ويمنعونا بالعمل بالقرآن المحفوظ.
فلينضم العراقيون إلى طريق الحرير الجديد لأنهم جزء أساسي فيه وكل هذه الحرب على العراق وسورية ولبنان من أجل قطع ومنع قيام هذا الطريق الذي سيُحول العالم كله إلى منطقتنا وسترجع الحضارة الإنسانية إلى الشرق وطريقها هو طريق الحرير الذي سيصل الشرق بالغرب وسيكون شريان معيشة الغرب من بلادنا ومن عندنا وهذا يعني أننا سنكون متحكمين بحياتهم ومعيشتهم كما تحكموا فينا القرن الماضي بإذن الله تعالى..
الآن تُصنع الحضارة الشرقية وعلى العالم أن يُدرك ويسمع ويفهم ذلك جيداً ومَنْ أراد أن يكون له مكاناً في القرن القادم فليُسارع للإنضمام إلى هذا المحور وإلا سيكون من مخلفات الماضي وبقايا أمريكا والغرب الآفل بكل ما فيه من مآسي وكوارث أنزلوها على البشرية بفسادهم وطغيانهم وسيطرة الصهيونية والماسونية على القرار السيادي لديهم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى